شارك آلاف الإيرانيين داخل البلاد وخارجها شاركوا في حملة تلفزيونية استمرت أربعة أيام (بمجموع 54 ساعة) دعمًا لمنظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، حيث تبرعوا بملايين الدولارات لقناة “سيمای آزادي”.
“سيمای آزادي” هي قناة تلفزيونية تبث على مدار 24 ساعة برامجها باللغة الفارسية للإيرانيين داخل إيران وخارجها، وتتمتع بملايين المشاهدين. وفقًا لشهادات العديد من الخبراء، تُعد هذه القناة أهم مصدر لنقل المعلومات إلى الشعب الإيراني، خاصةً فيما يتعلق بأخبار المقاومة وكفاح الشعب الإيراني ضد الديكتاتورية الدينية.
حاول النظام الإيراني مرارًا إخراج هذه القناة، التي تمتلك تاريخًا يمتد لثلاثة عقود، من الخدمة باستخدام أقوى تقنيات التشويش. لكن المهندسين والخبراء الإيرانيين الداعمين للمقاومة تمكنوا من التغلب على هذه الحرب الإلكترونية.
بالإضافة إلى ذلك، يسعى النظام إلى تجريم مشاهدة هذه القناة التلفزيونية لثني الناس عن متابعتها، لكن رغم ذلك، يصفها الإيرانيون بأنها “مصباح” بيوتهم، رغم المخاطر التي يتحملونها.
بدأت هذه الحملة الساعة 14:00 بتوقيت طهران يوم 17 يناير، واختتمت الساعة 10:30 صباحًا يوم 21 يناير.
قوبل هذا البرنامج بحماس كبير من الإيرانيين داخل البلاد وخارجها، حيث انتظر العديد من المشاركين ساعات طويلة ليتمكنوا من التواصل مع البرنامج. عبّروا بحماسة شديدة عن دعمهم لأنشطة “وحدات الانتفاضة” التابعة لمجاهدي خلق داخل إيران في مواجهتها للنظام الكهنوتي البغيض لولاية الفقيه.
تنوعت التبرعات المالية بدءًا من مبالغ صغيرة كالدولار الواحد أو بضعة دولارات قدمها الطلاب والتلاميذ وربات البيوت داخل إيران، وصولًا إلى تبرعات بمئات الآلاف من الدولارات قدمها رجال أعمال داخل وخارج البلاد.
لكن القاسم المشترك بين الجميع كان حبهم العميق ودعمهم الكبير للمقاومة الإيرانية من أجل الحرية. ما ميّز هذه الحملة هو الحضور النشط للنساء والشباب.
كما شهد برنامج الدعم مشاركة أبطال رياضيين وطنيين، وخبراء، وباحثين، وأساتذة جامعات، ومتخصصين إيرانيين، إلى جانب ممثلين وأعضاء من مجتمعات الإيرانيين المؤيدين للمقاومة خارج إيران.
بالإضافة إلى ذلك، شارك سجناء سياسيون سابقون من حقبتي الشاه والنظام الكهنوتي، سواء بشكل فردي أو جماعي، في البرنامج.
كما قدّم عدد كبير من السجناء المفرَج عنهم شهادات وتجارب مؤثرة حول الجرائم اللاإنسانية في سجون النظام، خاصةً تلك المتعلقة بسجناء مجاهدي خلق. ركّزوا على جرائم التعذيب التي ارتكبها الجلادان رازيني ومقيسة ضد سجناء مجاهدي خلق، ما أضاف بعدًا إنسانيًا قويًا للبرنامج.
شهد برنامج الدعم كذلك مشاركة شخصيات سياسية وأعضاء برلمانات من دول مختلفة حول العالم، حيث أشادوا باستقلالية المقاومة الإيرانية ماليًا. وأكدوا بشكل خاص على الدور المهم لقناة “سيمای آزادي” في إيصال رسائل وأخبار تطورات وأنشطة المقاومة الإيرانية، خاصة في ظل الظروف الدولية الراهنة.
وأشار الإيرانيون في كلماتهم إلى أن هذه الحملة تأتي في وقت يواجه فيه النظام الكهنوتي البغيض لولاية الفقيه هزائم ساحقة في سياساته القائمة على تصدير التطرف وإشعال الحروب، التي تمول على حساب الشعب الإيراني. كما لفتوا إلى سقوط نظام الأسد المكروه في سوريا، ما أدى إلى انهيار العمق الاستراتيجي للنظام الإيراني في المنطقة، مما جعله يغرق في مستنقع الهزائم والفضائح.
وأكد المتحدثون أن مصداقية استراتيجية مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية قد أصبحت اليوم أكثر وضوحًا من أي وقت مضى. وأشاروا إلى أنه لم يعد هناك شك بأن الحل الحقيقي الوحيد للنظام القائم في إيران، المعروف بنظام الإعدام والمجازر، هو الحسم والقوة والصرامة.
وعلّقت سيدة من ربات البيوت من مدينة بندرعباس جنوب إيران قائلة: «بشق الأنفس نستطيع تأمين قوت يومنا، لكنني أرسلت لكم المال الذي كنت سأستخدمه في وجبة غداء ليوم واحد. هذه مساهمة متواضعة، لكنني فخورة بالمشاركة في هذه الحملة»
سيدة عاملة من مدينة كرج، بتواضع وبساطة، قالت أثناء تقديم تبرعها القيّم: «أعمل 12 ساعة يوميًا وأتقاضى أجرًا زهيدًا للغاية. مع ذلك، وبالرغم من الظروف الصعبة، تمكنت من تخصيص مليون تومان لدعم “سيمای آزادي”.
قد يبدو هذا المبلغ صغيرًا مقارنةً باحتياجات القناة، لكنه طريقتي للتعبير عن دعمي القلبي لـ “سيمای آزادي” ولمجاهدي خلق».
مواطن من أذربيجان الغربية قال أثناء تقديم عائد عشرة أيام من عمله: «”سيمای آزادي” هي صوتنا، صورتنا. لأنها لا تعتمد على أي دولة أو حكومة ولا تتلقى التعليمات من أي قوة. “سيمای آزادي” هي الصوت الحقيقي لنا، نحن الشعب الإيراني».
فتاة إيرانية مراهقة من الولايات المتحدة الأمريكية قالت: «أنتم تحافظون على حلم الحرية حيًا، وأنتم القلب النابض لهذه الحركة في إيران، حتى في أحلك وأقسى لحظاتها».
مواطن مسيحي من طهران صلّى من أجل “سيمای آزادي” والمقاومة الإيرانية قائلاً: «نصلي كثيرًا من أجلكم هنا، ونؤمن بأنه سيأتي يوم تكونون فيه بجانبنا. ليبارككم الله، ولتكونوا تحت رعاية المسيح المباركة».
سيدة أخرى من داخل إيران قالت: «زوجي عاطل عن العمل، ولدي طفلان، لكن بما أن “سيمای آزادي” هي مصباح منزلنا، أردت أن أقدّم مبلغ 8 ملايين تومان كهدية.
كوني واحدة من وحدات الانتفاضة التابعة لمجاهدي خلق داخل البلاد، أريد إيصال صوت الشعب الإيراني في ظل هذه الظروف الاقتصادية القاسية للعالم».
في الحملة التاسعة والعشرين للدعم، بلغ إجمالي التبرعات والالتزامات المالية 599 مليارًا و420 مليون تومان، أي ما يعادل 7 ملايين و310 آلاف دولار حسب سعر الصرف اليومي