الأمة: أكثر من 3 آلاف عائلة فلسطينية في سوريا، لم تكتمل فرحتهم بسقوط نظام الأسد فبعد شهر من تحرير البلاد على يد فصائل الثورة السورية تتلاشى الآمال في العثور على ناجين من سراديب الإخفاء القسري، بينما تتصدر أخبار العثور على مقابر جماعية المشهد.
ويستذكر الفلسطينيون صورة ذلك الملثم الذي يرافق أجهزة الأمن والمخابرات في المداهمات وعلى الحواجز المتناثرة في كل أنحاء المدن والشوارع الرئيسية.
ووجوده كان يشكل مصدر رعب مركب في نفوس العابرين على تلك الحواجز، فبإشارة واحدة منه على أي شخص فهذا يعني اقتياده إلى المجهول بلا رجعة.
اللاجئة الفلسطينية لطيفة قرعيش من مخيم اليرموك، تروي لوكالة قدس برس للأنباء تلك اللحظات المرعبة التي مرت بها عندما أشار “الملثم” إلى ابنها على أحد الحواجز فتقول:
” كنت متوجهة إلى مدينة درعا رفقة ولداي وأحد أقاربنا إلى مدينة درعا، وعند حاجز الماجد أوقفونا في طابور ثم بدأ الملثم يجول ببصره على الواقفين .
وفجأة أشارعلى إبني بشار وإذا بعناصر من الأمن يأخذون ولدي من بين يدي ويكبلون يديه للخلف ويضربونه ضربا مبرحا واقتادوه بسيارة إلى جهة مجهولة”.
تقول قرعيش: لم تجدي توسلاتي لعناصر الأمن بالإفراج عنه، وتضيف لم أترك مكانا إلا وسألت عنه في المخافر والمشافي دون أن أجد له أثر.
وتضيف : أمنيتي أن أعرف مكان ولدي حتى أدفنه في المخيم، مشيرة إلي أنه لم يكن منخرطا بأي عمل ضد النظام، وذهب ضحية تقارير كيدية
وخلال تواجد فريق ” وكالة قدس برس” في مخيم اليرموك إبان تحرير العاصمة دمشق، توفي اللاجئ الفلسطيني عمار عيلان بعد أيام قليلة من تحريره من سجن صيدنايا.
لم تتمكن والدته من التعليق واكتفت بنظرة حسرة على شباب ابنها الذي استنزفته سجون الأسد.
ويوضح أحد أقارب عمار أن الشاب توفي نتيجة إصابته بالسل نتيجة الإهمال الطبي والتعذيب الذي عانى منه منذ اعتقاله عام 2019 في فرع فلسطين ومن ثم تحويله لسجن صيدنايا بداية عام 2024.
مشيرا إلي أن كل الجهود الطبية التي أجريت له في مشفى ابن النفيس لم تفلح في إنقاذه نتيجة التلف الكبير الذي أصاب رئة عمار.
أما الحاج محمد عمايري إبن مخيم اليرموك، فيشكو تغييب عشرة أفراد من عائلته بينهم نساء وأطفال.
ويقول في حديثه لوكالة “قدس برس” ذهبت إبنتي وزوجة إبني لزيارة ابنتي في مدينة يلدا المجاورة، فجأة اختفوا جميعا مع أطفالهم، مشيرا أن الشكوك بأن عميدا متقاعدا وشى بهم واعتقلوا في شارع نسرين.
ويفاجأ الحاج محمد عمايري أن ابنه ماهر مواليد 1966 اختطف منذ عام 1985 ولم يظهر له أثر حتى الآن، وبذلك يفقد 11 فردا من عائلته بينهم ابنه وابنتيه.
الجدير بالذكر أن أكثر من ثلاثة آلاف لاجئ فلسطيني لم يعرف مصيرهم حتى الآن، ورغم تبييض السجون في كامل المناطق والمدن السورية التي حررها الثوار.
إلا 40 فلسطينيا سوريا فقط تم تحريرهم من بينهم عمار عيلان الذي توفي بعد أيام نتيجة إصابته بالسل
كما تم تحرير ثمانية فلسطينيين من القدس والضفة ولبنان بحسب مجموعة العمل.