نيران قلبي قد أبت أن تُخمدا
قد صار يا غزة الجريحةِ موقدا
وتزيده نارا إذا لاحـــت له
أجساد أطفالٍ تناهشها العدا
كم يشفق الليل الكئيب لمدمعي
وأبيتُ في سجن الأسى متفرّدا
ويحِي وقد صال اليهود بساحتي
طمسوا معالم سؤددي بيد الردى
وتكالبت أطماعهم فوق الثرى
حتى استتم لهم فضموا المسجدا
*****
بالله يا حطين ألّا تسألي
هذا المعذّب أين أجناد الفدا
فلقد تكاثرت الذئابُ بضيعتي
وطغى اللئيم على حماي المُفتدَى
وتطاولت أيدي الحقير المعتدي
مستوهنا عزمي فصال وعربدا
يا صيحة الأجداد ويحك فاصمتي
إن تصرخي؛ لن تسمعي غير الصدى
لا ترج ردا من جمادٍ لا يعي
من أمةٍ باعت منارات الهدى
إن تصرخي في أفق شعب ميّتٍ
لن تسمع الأموات صيحات الندا
يا ويلتي من أمةٍ تصفوا مع
من حوّلوا قدس العروبةِ معبدا
يا أيها الأقصى الحزين ألا كفى
أنطقت دمع المسجدين مندّدا
ولقد تذكّرتُ الزمان المنقضي
فبكيتُ بالدمع الهتون محمدا
*****
أين الخلاص وأمتي في مأزقٍ
آلامها قد جاوزت أقصى المدا
إني رأيت القوم قد تبعوا الهوى
قد ألّهوا الأموال أثنوا الملحدا
ولذا فررتُ من الجحيم المصطلي
وجعلتُ أنوار الهدى لي مقصدا
يا أمتي قد كان سلفك أنجما
تعلوا بنور الحق صرحا أمجدا
أفنوا الطغاة الظالمين بعزهم
قهروا الأشاوس في ميادين الردى
*****
يا أمتي هيا لنمحوا عارنا
هيا لنلقى المعتدين يدًا يدا
إن نفتدي الإسلام صفا واحدا
كان الإله لنا نصيرا منجدا
فإذا هزمنا الضعف في أرواحنا
فقنا العدا وجيوشهم لن تصمدا
لنحرر الأرض التي تقنا لها
ونبيت في الأقصى ركوعا سجدا
—————————–