أبو الطيب المتنبي
أبو الطيّب المتنبي (303هـ – 354هـ) (915م – 965م)
هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو الطيب الكندي.
– عاش أفضل أيام حياته وأكثرها عطاءً في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب،
وهو أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكّنًا من اللغة العربية، وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية، فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء.. وهو شاعر حكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي.
انقطع فترة من الزمن لمديح سيف الدولة الحمداني، ثم تركه ورحل من دمشق إلى مصر 346هـ، فالتحق بديوان كافور الأخشيدي وامتدحه، وكان يطمع أن يوليه بعض الولايات فلم يظفر منه بطائل، مع ما كان عليه المتنبي من عزّة نفس وفخر بالذات، فغافله ورحل عن مصر سنة 350هـ، بعد أن أذاع قصيدته التي يهجو بها كافورًا الأخشيدي..
وصل المتنبي إلى عضد الدولة البويهي في شيراز، ثم خرج من شيراز لثمان خلون من شعبان قاصدًا إلى بغداد، ثم إلى الكوفة حتى إذا بلغ دير العاقول وخرج منه قدر ميلين، خرج عليه فرسان ورجال من بني أسد وشيبان يقال إنه كان قد هجا أمهم، فقاتلهم مع غلامين من غلمانه، وعندما حاول المتنبي الهرب، قال له غلامه الذي كان يقاتل معه: أتهرب وأنت القائل:
الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني/
والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ/
فرَدَّ عليه المتنبي بقوله: قتلتني قتلك الله… وقُتِلَ المتنبي والغلام، وهرب الغلام الآخر، وأخذوا جميع ما كان معه، وتبعهم ابنه محمد طلبًا لكتب أبيه فقتلوه أيضا.