“أبو حامد الغزالي”.. جامع أشتات العلوم

كان الشيخ عبد الحميد كشك من المدافعين عن الإمام أبي حامد الغزالي، ويراه عقلا جبارا، ولذا كان الشيخ كشك يردد في خطبه المنبرية: (مَن لم يقرأ كتاب الإحياء؛ ليس مِن الأحياء)، وهو يقصد كتاب الغزالي الأشهر: (إحياء علوم الدين).
(أَبْو حَامِدْ مُحَمّد الغَزّالِي الطُوسِيْ النَيْسَابُوْرِيْ الصُوْفِيْ الشَافْعِي الأشْعَرِيْ)
أحد أعلام عصره، وأحد أشهر علماء المسلمين في القرن الخامس الهجري.
(450 هـ – 505 هـ / 1058م – 1111م)
– كان الغزالي فقيهًا وأصوليًا وفيلسوفًا،
(صوفيّ الطريقةِ، شافعيّ الفِقه) إذ لم يكن للشافعية في آخر عصره مثلَه، وكان على مذهب الأشاعرة في العقيدة، وقد عُرف كأحد مؤسسي المدرسة الأشعرية في علم الكلام، وأحد أصولها الثلاثة: (الباقلاني، والجويني، والغزالي).
– لُقّبَ الغزالي بألقاب كثيرة في حياته، أشهرها لقب «حجّة الإسلام»، وله أيضاً ألقاب مثل: زين الدين، ومحجّة الدين، والعالم الأوحد، ومفتي الأمّة، وبركة الأنام، وإمام أئمة الدين، وشرف الأئمة.
– قالوا في الغزالي:
1- الإمام الذهبي: الشيخ الإمام البحر، حجة الإسلام، أعجوبة الزمان، زين الدين أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الشافعي، الغزالي، صاحب التصانيف والذكاء المفرط.
2- ابن الجوزي: صنّفَ الكتب الحسان في الأصول والفروع، التي انفرد بحسن وضعها وترتيبها، وتحقيق الكلام فيها.
3- تاج الدين السبكي: حجة الإسلام ومحجة الدين التي يتوصل بها إلى دار السلام، جامع أشتات العلوم، والمبرز في المنقول منها والمفهوم، جرت الأئمة قبله بشأو ولم تقع منه بالغاية، ولا وقف عند مطلب وراء مطلب لأصحاب النهاية والبداية.
4- ابن كثير: كان من أذكياء العالم في كل ما يتكلم فيه.
– المعارضون للغزالي:
كان لأبي حامد الغزالي، كغيره من قادة الفِكر، جماعة ممن انتقدوه، فأنكروا عليه بعض ما كتبَ في كتبه، وبعض أفكاره، وطريقته في الزهد والتصوف
1- أبو بكر الطرطوشي، الذي انتقد الغزالي في هجرانه للعلوم الشرعية، وإقباله على طريق الصوفية، وإدخاله الفلسفة، وانتقاده فيما بعد للفقهاء والمتكلمين، حتى قال عنه أنه «كاد ينسلخ من الدين»،
2- ابن الجوزي، له كلام في مدح الغزالي، وله كلام في انتقاده، وذلك في عدة مواضع في كتابه: (تلبيس إبليس)، وقد ألّفَ أيضًا كتابًا في الرد على (إحياء علوم الدين) سمّاه «إعلام الأحياء بأغلاط الإحياء».
3- ابن تيمية، وقد انتقده بقوة أيضًا، وذلك في مواضع متعددة في فتاويه، وفي كتابه «الرسالة السبعينية».
أهم مؤلفات الغزالي:
1-جواب مفصل الخلاف.
2- إحياء علوم الدين.
3- الإملاء على مشكل الإحياء.
4- بداية الهداية.
5- أيها الولد.
6- أسرار معاملات الدين.
7- روضة الطالبين وعمدة السالكين.
8- الأربعين في أصول الدين.
9- مدخل السلوك الي منازل الملوك.
10- ميزان العمل.
11- كيمياء السعادة، (وقد كتبه بالفارسية وتُرجم إلى العربية).
12- زاد الآخرة، (وقد كتبه بالفارسية وتُرجم إلى العربية).
13- مكاشفة القلوب
14- سر العالمين وكشف ما في الدارين.
15- منهاج العابدين.
16- منهاج العارفين.
17- معارج القدس في مدارج معرفة النفس.
18- مشكاة الأنوار.
19- الرسالة اللدنية.
20- الكشف والتبيين في غرور الخلق أجمعين.
21- المنقذ من الضلال.
22- المضنون به على غير أهله.
ا23- المضنون به على أهله.
24- جواهر القرآن ودرره.
25- حقيقة القرآن.
26- الحكمة في مخلوقات الله.
27- التبر المسبوك في نصحية الملوك.
28- القصيدة المنفرجة.
29- شفاء الغليل في بيان الشبه والمخيل ومسالك التعليل.
30- تهافت الفلاسفة.
من أشهر أقوال الإمام الغزالي:
1- المكان يصنع الإنسان
2- خاطبوا الناس على قدر عقولهم.
3- إنّ نقص الكون هو عين كماله، مثل اعوجاج القوس هو عين صلاحيته، ولو أنه استقام لما رمى.
3- إن المواقف قصاص، والأعمار ممتدة، وستشعر يومًا بالوحشة وأنت تبحث عن نصير فلا تجد، لأنك فعلت ذلك يومًا مع غيرك.
4- الصبر على لسان النساء مما يمتحن به الأولياء.
5- العاقل من ينظر لعاقبته، ولا يغتر بعاجلته.
6- تمام السعادة مبني على ثلاثة أشياء: قوة الشهوة، قوة الغضب، قوة العلم.
7- النفس إن لم تشتغل بشيء شغلت صاحبها.
8- جميع محاسن الدين ومكارم الأخلاق ثمرة الحب، وما لا يثمره الحب فهو اتباع الهوى وهو من رذائل الأخلاق.
9- الناس عبيد لما عرفوا وأعداء لما جهلوا.
10- الكلام الليّن يلين القلوب التي هي أقسى من الصخور، والكلام الخش يخشّن القلوب التي هي أنعم من الحرير.
11- من لم يحرّكه الربيع وأزهاره، والعود وأوتاره، فهو فاسد المزاج ليس له علاج.
12- الشك أول مراتب اليقين.
13- اِعلم أن حضور القلب سببه الهمّة، فإنّ قلبك تابع لهمّتك، فلا يحضر إلا فيما يهمك.
14- السعادة كلها في أن يملك الرجل نفسه، والشقاوة كلها في أن تملكه نفسه.
15- النفس إذا لم تمنع بعض المباحات، طمعت في المحظورات.
16- أشد الناس حماقة، أقواهم اعتقادًا في فضل نفسه، وأثبت الناس عقلاً أشدهم اتهامًا لنفسه.
17- لو عالج الطبيب جميع المرضى بنفس الدواء؛ لمات معظمهم.
18- إذا رأيت الفقيه بضاعته فقط الفقه، يخوض في التكفير والتضليل فأعرض عنه، ولا تشغل به قلبك ولسانك
19- لا تعرف الحق بالرجال، اعرف الحق؛ تعرف أهله.
20- الحرية مع الألم؛ أكرم من العبودية مع السعادة.
21- إن مشاهدة الفسق والمعصية على الدوام تزيل عن قلبك كراهية المعصية، ويهون عليك أمرها، ولذلك هان على القلوب معصية الغيبة لإلفهم لها، ولو رأوا خاتما من ذهب أو ملبوسا من حرير على فقيه لاشتد إنكارهم عليه، والغيبة أشد من ذلك!
22- إذا أحب الله عبدا استعمله في الأوقات الفاضلة بفواضل الأعمال، وإذا مقته استعمله في الأوقات الفاضلة بسيّء الأعمال؛ ليكون ذلك أوجع في عتابه، وأشد لمقته.
23- من جعل الحق وَقفاً على واحد من النُظّار بعينه، فهو إلى الكفر والتناقض أقرب.
24- آداب الوالد مع أولاده: يعينهم على بره، ولا يكلّفهم من البر فوق طاقتهم، ولا يلح عليهم في وقت ضجرهم، ولا يمنعهم من طاعة ربه، ولا يمنّ عليهم بتربيته.
25- المطلب أنفس وأعز من أن يُدرك بالمُنى، أو ينال بالهوينا.
………..
يسري الخطيب