“أبو مازن”.. أمير المنشدين الإسلاميين ومؤسس فن النشيد الحركي

“أبو مازن”..
اسمٌ تهتزُ له الجغرافيا، ويرتعشُ التاريخ.
فهو الثائرُ قبل الثوار..
وهو الثورةُ قبل الثورات..
والعَلَمُ قبل الأعلام..
وما زالت شرائطه تزيّنُ مكتبة الذكريات المضيئة، وصوته يعانق السحاب..
ومَن ينسى ذلك الصوت الشجيّ الذي ما زال ساكنا في الأُذُن، تحمله منمنمات الطفولة والصِّبا، وتشدو به الذاكرة كلما اشتاقت لعطر الأمس، فتغلبنا الابتسامة، وتقفزُ صورة (جهاز الكاسيت)، ويكتمل المشهد بالشريط، والتفاصيل الصغيرة الأخرى التي تاهت في زحام العصر، وأيامنا هذه؟!
سقطت بموته قلعة عظيمة من قلاعنا، ورحلَ عن الدنيا أحد عظماء الأنشودة الإسلامية، ليبقى وجع الذكريات، وبراءة الأمس، والشرائط التي ما زالت محفوظة في القلوب، وخزانة النوادر..
– إنه أمير المنشدين الإسلاميين طيلة عقود، ومؤسس فن النشيد الحركي الذي كان يحرّك الفيالق، ويثوّر الأمة، ويُشعِل الجهاد، قبل ظهور الفضائيات، ووسائل التواصل الحديثة
– استطاع هذا “الرجل المستحيل” بواسطة أشعار الشيخ إبراهيم عزت، وآخرين، أن يُغيّرَ خرائط دول، وأصبحت الدنيا تردد أناشيده التي كانت أقوى من الفضائيات والصحف.
– نجحَ الشيخُ المصري والشاعر “إبراهيم عزت”، والمنشدُ السوري “أبو مازن”، بمفردهما (بواسطة شريط الكاسيت) في تـثـوير شباب العالم الإسلامي، في أواخر السبعينيات وفترة الثمانينيات، ليخرج الشباب من كل حدبٍ وصوب إلى الجهاد في أفغانستان..
وما زالت الدنيا تردد:
– مصعب بن عمير
– وبعد
– اليوم عيد
– حبيبتي بلادي
– يا رسول الله
– جئنا
– ببابك لن أغادره
– الله أكبر
– ملكنا هذه الدنيا قرونا،،
وغيرها من الروائع…
م. رضوان خليل عنان
الشهرة: أبو مازن
(لم يكن له ابن اسمه مازن، فهي مجرد كُنية، وقد أنجب 4 بنات فقط)
– الميلاد: 10 فبراير 1952م، دمشق
– الوفاة: 15 مارس 2023م، القاهرة.
– بدأ نشاطه الدعوي، والإنشادي، قبل أن يكمل 18 عاما، في سوريا، متأثرا بنشاط الحركات الإسلامية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين.
– سجّلَ 9 أشرطة خلال أقل من ثلاث سنوات متتالية، في هذا العمر المبكّر (الثانوية العامة)
– تخرّج في كلية العلوم، بجامعة دمشق
– هاجر إلى مصر، عام 1987م، بعد مذابح حافظ الأسد للإسلاميين في سوريا، واستقر في مدينة 6 أكتوبر التي بنى فيها مصنعا للمنسوجات.
– في مايو 2002م، فاجأت جريدة (آفاق عربية) الدنيا، بحوار شامل، مع المنشد (أبو مازن)، وعرفَ الناسُ أنه يعيش في مصر، لكن في ثوبٍ جديد: مهندس سوري يمتلك مصنعا في مصر، ولا يعرف أحدٌ شخصيته، ولا تاريخه القديم.
– اعتزلَ “أبو مازن” الحياة العامة، وهجرَ السياسة، والإنشاد، والتنظيمات الإسلامية، تماما، من لحظة دخوله مصر، واهتم بتربية بناته: (4 بنات) ومصنعه فقط، حتى ظن الناس في بلدان العالم الإسلامي أنه مات..
– ظهر فجأة في سنة 2006م، بشريطه العاشر: “لا تحزني”
– اختفى “أبو مازن” بعد سنة 2006م، بعد أن توهّمَ الناسُ أنه عاد لدنيا الإنشاد الإسلامي من جديد..
– اللهم اغفر له، وارحمه، واجزهِ عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء..
اللهم اجعل غربته في ميزان حسناته..
اللهم اجعل له عندك زُلفَى، وحُسن مآب
…….
يسري الخطيب
……………..
1- فيلم تسجيلي لقناة الجزيرة عن (أبو مازن)
2- في حماك ربنا:
3- ملكنا هذه الدنيا قرونا: