أحقٌّ أنّه سقط اللثامُ….
فوجهُ الحقّ مكشوفٌ يُضامُ
أحقٌّ أنّكَ استوفيتَ عُمْراً…
وسادَ الصّمتُ وانقطع الكلامُ
وأنّك قد مللتَ العيشَ فينا…
فبئس العيشُ يَحضُرُه اللئامُ
وأنّك لم تعدْ فينا خطيباً….
تهدِّئ رَوعَ منْ فُتنوا وهاموا
وأنّك قد رحلتَ بلا وداعٍ….
كما رحلَ الأشاوسةُ الكرامُ
وأنّ الجسمَ أودى مستريحاً….
فلا خوفٌ ولا جوعٌ زُؤامُ
تناديك القلوبُ لعلَّ صوتاً….
يُكذّب ما يروّجُه اللئامُ
تناديك العيونُ تبثُّ فيها…..
شعاعَ الفجر يحجبُه الغمامُ
تناديك الملايينُ الحيارى….
يقولُ أمانُها أين الصِّمام
فإنّ سفينةَ الأقوامِ تاهتْ…
وإنّ الصفَّ يُعوِزُه الإمامُ
سقيتَ الأرضَ من دمِكَ المفدَّى….
فأورقَ نبتُها ونما الخُزامُ
وما بالموتِ للأبطال عارٌ….
فعيشُ الذلِّ عندكمُ حرامُ
سيحمِلُ رايةَ التحريرِ جيلٌ….
ضراغمةٌ جحاجحةٌ كرامُ
غداً تتفتّحُ الآفاقُ نصراً….
ويخزى الغاصبون وهمْ حُطامُ