مقالات

أحمد الجوهري يكتب: باب في الفهم مهم!

القول بأن فلسطين ستظل محتلة إلى نهاية الزمان، مثل القول بأن الخلافة لن تقوم إلا على يد المهدي = كلاهما خرافة، لا أساس لها من الصحة.

وما يزال الخلط بين القدر الكوني والقدر الشرعي باب مفسدة عظيمة للذين لا يحسنون، فلو فرضنا هذه الخرافة حقيقة لم يجز لنا شرعًا أن نسلم بها أو أن نخضع لها.

إن تقدير الله تعالى عليك الجوع ليس بمانع لك من تنفيذ أمره سبحانه لك بالأكل لتدفع الجوع ويحصل الشبع، وتقديره تعالى عليك المرض ليس بحائل دون تنفيذ أمره سبحانه لك بالتداوي ليذهب عنك المرض ويحصل الشفاء.

ومثل ذلك تقديره تعالى علينا المصيبة في الدين (من احتلال أو اختلال) ليس معناه الاستسلام لها والخضوع تحتها واعتبارها دينًا..

بل يجب أن ندفع التفرق بالوحدة، والضعف بالقوة، والهزيمة بالنصر، والجهل بالعلم، والاحتلال بالمقاومة.. إلخ ما هنالك من أمراض دينية ودنيوية.

إن ورود الخبر في القرآن الكريم والسنة المطهرة بوقوع الشيء في الحاضر أو المستقبل يجب أن يكون من عوامل اليقظة وليس الغفلة، والاستعداد لمقاومته وليس الاستسلام له!!

إن الأوامر الشرعية قائمة على كل حال ولن يعفي منها وقوع قدر كوني، فإننا مأمورون أن ننفي القدر بالقدر، وأن ندفع القدر بالقدر.

على النحو الذي قدمته لك، فانتبه.

أحمد الجوهري
مصنّف ومحقّق، يدرّس علوم الشريعة، ومدير معهد في الأزهر الشّريف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *