الأربعاء يوليو 3, 2024
أقلام حرة

أحمد الجوهري يكتب: خلاصة علم الأصول

 

علم أصول الفقه مستمد من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ وعلوم الصحابة والتابعين وعلوم أهل الإسلام – اللغة وأصول الدين والفقه وغيرها – يبحثها الأصولي بحثًا خاصًّا من جهة الأدلة الموصلة إلى الأحكام الشرعية الفقهية وأحوال تلك الأدلة بحيث يستفيد طالب العلم من دراسة الأصوليين لهذه العلوم ما لا يستفيده منها لو درسها عند غيرهم.

 

من كتب القواعد الفقهية في المذهب الشافعي:

إيضاح القواعد الفقهيَّة للحجي، والأشباه والنظائر لابن السبكي، والأشباه والنظائر لابن الوكيل، والأشباه والنظائر للسيوطي، والأشباه والنظائر لابن الملقن، والمجموع المذهب في قواعد المذهب للعلائي، والمنثور في القواعد للزركشي، ومنظومات على بعض هذه الكتب.

 

ومن درس قواعد اللحجي ثم الأشباه والنظائر للسيوطي.. كفتاه، ويبقى يطالع في الباقي، ومن صعب عليه البدء بقواعد اللحجي يدرس قبله: الملحة الجوهرية

(https://t.me/algoharyahmad/31863)

وقد حرصت فيها على التقريب والتيسير والتسهيل ولها شرح صوتي منشور هنا وفي يوتيوب.

 

موضوع علم أصول الفقه:

الأدلة الإجمالية، فالأصولي يبحث في حجية الأدلة الإجمالية، ثم يبحث عن العوارض اللاحقة لهذه الأدلة، ثم يبحث عن مراتب هذه الأدلة.

 

حكم تعلم علم أصول الفقه:

تعلم علم أصول الفقه فرض عين على من يستنبط الأحكام الشرعية من أدلتها ويقيم على الفتوى في أمور النوازل، وفرض كفاية على طالب العلم بصفة عامة.

 

من فوائد علم أصول الفقه:

فوائد علم أصول الفقه كثيرة، منها: بيان الطرق التي تستنبط بها الأحكام، والوقوف على بينات الفقهاء في اختياراتهم والاطمئنان إلى تقليدهم، والعلم بهذه البينات أعظم في الرتبة من التقليد المحض، ويمكن من القدرة على تخريج الفروع على الأصول.

إضافة إلى تقوية حجة المسلم في العلم والدعوة ومقارعة الخصوم ومقارنة الأديان ومناقشة المذاهب والاستدلال لصحة الإسلام وصواب الحق في كل شأن.

 

هل ندرس الفقه أم أصول الفقه أولًا؟

– قدِّم تعلم “علم أصول الفقه” أو قدِّم تعلم “علم الفقه”، كل ذلك حسَن، الأول لتكون على ثقة بما تدخل فيه وتقدر على فهم مرامي الجزئيات الفقهية، والآخر لأنك بتعلم الفروع تحصل لك الدربة والملكة التي تجعلك تستفيد من الأصول والقواعد استفادة صحيحة.

 

يستمد علم أصول الفقه مادته من مصادر، هي:

– أصول الدين مثل: مسألة الحاكم وحكم الأشياء قبل البعثة وبعض مسائل النسخ وغيرها؛ لتوقف الأدلة الشرعية على معرفة الله تعالى وصدق رسول الله ﷺ فيما قال؛ لتعلم حجيتها وإفادتها للأحكام الشرعية.

 

– اللغة العربية، مثل: الأوامر والنواهي والعموم والخصوص والمطلق والمقيد وغيرها، وسبب ذلك: أن القرآن والسنة عربيان فيحتاج إلى معرفة اللغة العربية واستعمالاتها لمعرفة دلالة الأدلة وفهمها وإدراك معانيها.

 

– الأحكام الشرعية، بسبب أن المقصود من أصول الفقه إثبات الأحكام الشرعية، فيورد الأصولي بعض أحكام الفقه ليوضح مسائله ويصور قواعده ويتدرب عليها ليتأهل للنظر والاستدلال.

 

أحبُّ أولئك الذين يسعَون بخطوات واثقة إلى هدفٍ قد حدَّدوه سلفًا – عِلم، أدب، عمل.. إلخ – وقد جعلوا المسافة بينهم وبين هدفهم مراحل، فهم كل يوم يقطعون إليه مرحلة.

حريٌّ بهؤلاء أن يصلوا إلى هدفهم بأمان!

 

نشأة علم أصول الفقه

أخذ الصحابة رضوان الله عليهم عن النبي ﷺ الكتاب والسنة وعلمهم ﷺ الاجتهاد والقياس.

 

ونشأ التابعون من بعد الصحابة فأخذوا عن الصحابة رضوان الله عليهم الكتاب والسنة وأقوالهم – ما اجتمعوا عليه منها وما اختلفوا فيه – وعلمهم الصحابة الاجتهاد.

 

ثم توسع الأئمة بعدهم في التماس علل الأحكام ومقاصدها وصار لكل واحد منهم قواعده التي يجري عليها في استنباط الحكم من النصوص أو اختيار القول من الأقوال وكثر هذا وتنوع.

 

وقد دوّن الإمام الشافعي بعض ذلك ووجَّه أنظار الأئمة إلى استنباط باقيه فصار للناس من ذلك علم هو «علم أصول الفقه» وظل يُجمع ويكمل ويرتب ويحرر إلى أن استوى على سوقه في الصورة التي نراه عليها اليوم.

Please follow and like us:
أحمد الجوهري
مصنّف ومحقّق، يدرّس علوم الشريعة، ومدير معهد في الأزهر الشّريف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب