أحمد الجوهري يكتب: طرق التأليف في أصول الفقه
يجعل العلماء طرق التأليف في أصول الفقه خمسة:
طريقة الحنفية -الفقهاء-، وتتميز بأنها تقرر القواعد الأصولية على مقتضى ما نقل من الفروع عن أئمتهم، وأنها تغوص على النكت الفقهية، ومما ألف عليها: مآخذ الشريعة للماتريدي، وأصول البزدوي، والمنار لأبي البركات النسفي وغيرها.
طريقة الجمهور -المتكلمين- وهي تهتم بتحرير المسائل وتقرير القواعد على المبادئ المنطقية، والميل الشديد إلى الاستدلال العقلي، والبسط في الجدل والمناظرة، وتجريد المسائل الأصولية عن الفروع الفقهية،
ومما ألف عليها عند المالكية:
التقريب والإرشاد للباقلاني وإحكام الفصول للباجي ومنتهى السول لابن الحاجب وغيرها، وعند الشافعية: اللمع وشرحها للشيرازي والبرهان للجويني والمستصفى للغزالي وغيرها، وعند الحنبلي: العدة لأبي يعلى وروضة الناظر لابن قدامة وشرح الكوكب المنير لابن النجار، وثم للظاهرية والمعتزلة كتب على هذه الطريقة.
– طريقة الجمع بينهما، وفيها تحقيق القواعد الأصولية وإثباتها بالأدلة النقلية والعقلية والتطبيق على الفروع الفقهية، ومما ألف عليها: بديع النظام للساعاتي وتنقيح أصول الفقه لصدر الشريعة وجمع الجوامع لابن السبكي وغيرها.
– طريقة تخريج الفروع على الأصول، وتتميز بذكر خلاف الأصوليين في المسألة، مع الإشارة إلى بعض أدلة الفِرَق المختلفة، ثم ذكر عدد من المسائل الفقهية المتأثرة بهذا الخلاف، والغاية منها هي: ربط الفروع بالأصول، ومما ألف عليها عند الشافعية: تخريج الفروع على الأصول للزنجاني، وعند المالكية: مفتاح الوصول للتلمساني، وعند الحنابلة: القواعد والفوائد الأصولية لابن اللحام.
– طريقة عرض أصول الفقه من خلال مقاصد الشريعة، ومما ألف عليها: الموافقات في أصول الشريعة للشاطبي.