أحمد رمضان يكتب: أخطاء استراتيجية قد تقود إيران إلى التفكك والنهاية
منذ خسارتها حربها مع العراق (٨٠ – ١٩٨٨)، وهي تبني استراتيجيتها الدفاعية عبر خوض حروبها خارج أراضيها، ولأجل ذلك عملت إيران على بناء أذرع لها ومولتها بمليارات الدولارات على مدى أكثر من ٤ عقود.
تصدير الثورة كان شعار الخميني منذ ١٩٧٩، لكنه اصطدم بجدار العراق، ثم عكف على التسلل إلى لبنان عام ١٩٨٢، عندما أرسل بعثة من حرسه الثوري إلى بيروت لتأسيس حزب الله على حساب حركة أمل، ومن هنا بدأت رحلة التمدد في المنطقة العربية المشغولة بخلافاتها وصراعاتها.
خطة إيران كانت تقوم على أن حربها للدفاع عن نفسها تبدأ من أراضي الغير، ويستند ذلك إلى مبدأ التخادم الذي تم تنشيطه مع الولايات المتحدة، وشكل نجاحا عمليا للطرفين، لكن الحرب الراهنة حشرت نظام الحكم الإيراني في زاوية ضيقة، فهي ضربته في العمق (تصفية إبراهيم رئيسي وأمير عبداللهيان وآخرين)، ثم باغتت حزب الله بضربات استئصالية، وفي طريقها لتوجيه ضربات في صنعاء وبغداد ودمشق، ومع ذلك لم يتحرك الإيراني للدفاع عن أذرعه ومناطق نفوذه.
ما السبب الذي يجعل إيران في وضع خامل ومتردد وقلق؟
تعتقد قيادة إيران أن الأولوية لديها هي الحفاظ على سلامة المشروع النووي الذي يشارف على نهايته بدعم روسي، وأنَّ إنجازه سيجعل منها دولة نووية، وبالتالي ستكون مهابة من دول الإقليم، ولن تتجرأ إسرائيل على استهدافها (نموذج كوريا الشمالية)، وأن الاندفاع وخوض حرب دفاعاً عن القوى التابعة أو الحليفة لها، قد يؤدي إلى تدمير الحلم الإيراني، لكن خبراء يجادلون بأن تلك الرؤية تفتقر إلى فهم دقيق للواقع، وأن إيران قد تجمع معاً مشروعها النووي وأذرعها النشطة، في حال أصرَّت على الاستمرار في تلقي الضربات، وأنَّ قدرتها على ترميم نفسها ونفوذها تتآكل.
وفق مصادر عليمة تعاني إيران من عدة تحديات قد تؤدي إلى انهيارها، وأهمها:
١- حالة الترهل في البنية القيادية والإدارية، وطغيان الأقوال على الأفعال.
٢- اختراق أمني واسع من عدة أجهزة استخبارية غربية، بسبب تردي الوضع الاقتصادي وحاجة الناس للمال، مما جعلهم يقدمون خدماتهم للخارج.
٣- تزايد الصراعات بين أجنحة الحكم، والتنافس على مصادر الثروة المتاحة في ظل الحصار والعقوبات.
٤- الصراع على خلافة خامنئي، وكل جناح يريدها لنفسه، مع منصب الرئاسة.
٥- الانكشاف الاستراتيجي نتيجة عدم موافقة كل من الصين وروسيا على توفير مظلة حماية استراتيجية في حال حدوث صدام مع الولايات المتحدة والغرب؟
٦- العزلة التي تعاني منها إيران في محيطها العربي والإسلامي نتيجة تبنيها خطاباً طائفياً يقوم على التجييش والغرائز.
٧- غرقها في المستنقع السوري دون العثور على مخرج يحقق لها جزءاً من مصالحها، وهو ما بات يشكل لها استنزافاً مالياً وبشرياً وعسكرياً.
٨- تحدي الصدام العسكري مع الولايات المتحدة والغرب معاً، وهو ما تخشاه إيران ولا تريد الوصول إليه، لكنها غير قادرة على تجاوزه.
إيران الخائفة المترهلة، تقترب أكثر من خسارة مشروعها النووي وأذرعها وميليشياتها، والانكفاء داخل حدودها.