“أحمد زكي باشا”.. مُبتكِر علامات الترقيم، وحروف الطباعة العربية، ورائد عِلم التحقيق
أحمد زكي بن إبراهيم بن عبد الله النجار
(1867م / 5 يوليو 1934م)،
– أحد أعيان النهضة الأدبية في مصر، ومن رواد إحياء التراث العربي الإسلامي، واشتهر في عصره بلقب “شيخ العروبة”
– وُلِدَ بالإسكندرية، ونشأ يتيما، فكفله عمه الذي كان رئيسًا للمحكمة الابتدائية الأهلية، وتلقّى تعليمه بالقاهرة، وتخرّج في مدرسة الإدارة (كلية الحقوق الآن) سنة 1887م.
– درسَ فن الترجمة، وكان يجيد الفرنسيّة والإنجليزية والإيطالية واللاتينية، بالإضافة إلى العربية التي نبغ فيها وكان من روادها الكبار.
– عمل مترجما في مجلس النظّار (الوزراء)، وتدرّج في المناصب حتى صار سكرتيرا لمجلس الوزراء سنة 1911م، وظلَّ في منصبه هذا حتى أحيل إلى التقاعد.
– عاصر أحمد زكي باشا كبار أعلام النهضة العربية: رفاعة الطهطاوي، وجمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، وكان لا يقل عنهم نبوغا وعِلما، بل يتفوق عليهم في بعض المعارف، لكنه لم ينل حظه من الشهرة، لأنها كما قال الشيخ الشعراوي: (الشهرةُ نوعٌ من أنواعِ الرِّزق)..
– كان “أحمد زكي باشا” كثير السفر والترحال؛ فقد سافر إلى إنجلترا، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، كما سافر إلى الشام، وإسطنبول، والقدس، واليمن، وقبرص، وقد تركت تلك الأسفار أثرا كبيرا في حياته العلمية والعملية والأدبية، وجعلته متفرّدا في ثقافته وأفكاره، فقد زار عشرات المكتبات في جميع أنحاء العالم، وقرأ مؤلفات عباقرة الشرق والغرب، لكنه ظل مسلما عربيا حتى النخاع، يدافع عن الإسلام، ويحقق في كتب التراث، ويرد على المستشرقين والملاحدة العرب.
من أبرز أعماله:
1- أول من أدخل علامات الترقيم للغة العربية، ووضع أُسسها وقواعدها، ومنها الفصلة، والنقطة، وعلامة التعجب، والفاصلة المنقوطة..إلخ ..
ووقف على ما وضعه علماء الغرب في هذا الشأن، واصطلح على تسمية هذا العمل بالترقيم؛ لأن هذه المادة تدل على العلامات والإشارات والنقوش التي توضع في الكتابة.. وقد أتم عمله هذا في رسالة بعنوان: الترقيم وعلاماته باللغة العربية، طبع سنة 1911م.
2- إحياء التراث العربي، وتحقيق ونشر مخطوطات التراث، وهو أول من جمع التراث العربي من مكتبات الآستانة وأوروبا والمشرق وتصويره فوتوغرافيا ومراجعته والتعليق عليه ونشره.
3- العناية بالآثار العربية والبحث عن القبور والمواقع المندثرة والدعوة لتكريم أصحابها.
4- تحقيق أسماء الأعلام والبلدان والوقائع والأحداث في مجال اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا.
5- قام بوضع رسائل صغيرة في جوانب مهمة، يصل عددها لثلاثين رسالة، عالجت موضوعات متفرقة مثل: “اختراع البارود والمدافع وما قاله العرب في ذلك”، و”الطيران في الإسلام”، و”سراديب الخلفاء الفاطميين”.
كما قام ببحوث بيّنت أن العرب هم أول من كشفوا منابع النيل، وأول من أثبتوا كروية الأرض قبل الأوربيين بثلاثة قرون، ونفى أن يكون رأس الحسين مدفونا في مصر، وأن يكون جوهر الصقلي والجبرتي مدفونين في الجامع الأزهر.
6- اختصرَ حروف الطباعة العربية من 905، إلى 132 شكلا و46 علامة، وذلك بعد أن قام بنفسه بتجارب يومية في مطبعة بولاق في عملية استغرقت ثلاثة أشهر.
7- تقدّم بمشروع لإحياء الأدب العربي إلى مجلس الوزراء، فأقرّه في جلسته التي ترأّسها الخديوي عباس حلمي في 24 أكتوبر 1910م.
8- صاحب مكتبة شخصية تضم حوالي 18 ألف مجلد،
9- أول من أطلق على الأندلس التسمية الشهيرة: «الفردوس المفقود»،
10- أول من استخدم مصطلح «تحقيق» على أغلفة الكتب العربية،
11- أول من استخدم التصوير في نقل المخطوطات والكتب النادرة
12- كتبَ في التاريخ، وأدب الرحلات، والأدب، واللغة، وحقَّق كثيرًا من المخطوطات؛ فـقـدَّم لنا أكثر من ثلاثين كتابًا مؤلَّفًا، كما ترجم العديد من الكتب، بالإضافة إلى مئات المقالات التي كَتَبَهَا في مجموعة من الصحف والمجلات العربية – آنذاك – كالأهرام، والمقطم، والبلاغ، والمؤيَّد، والهلال، والمقتطف، والمعرفة، والشورى، ومجلة المجمع العلمي (دمشق).
من أشهر كتبه:
1- أسرار الترجمة
2 – قاموس الجغرافية القديمة
3- موسوعات العلوم العربية
4 – ذيل الأغاني
5 – نتائج الأفهام في تقويم العرب قبل الإسلام
6- تاريخ المشرق
7 – الدنيا في باريس
8 – عجائب الأسفار في أعماق البحار
9 – تاريخ المشرق.
– رحل عن الدنيا، في مثل هذا اليوم: 5 يوليو 1934م، وعمره (67 عاما) ولم ينجب، وتحدث عن هذا كثيرا، فقد كان يتمنى أن يكون له (ابن).
– جزاكَ اللهُ خيرا يا شيخ العروبة عن الدين واللغة، وكلنا يا سيّدي أولادك
……….
المصدر:
موسوعة (شموسٌ خَلْفَ غيومِ التأريخ – يسري الخطيب)