رسالة إلى جماعة الإخوان المسلمين، في شتى أصقاع الأرض..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طبتم وطاب ممشاكم، وتبوأتم من الجنة منزلا..
لا يخفى على حضراتكم أن النظام الحاكم في مصر، يمر هذه الأيام بمرحلة عصيبة، ويعيش الآن أضعف فتراته منذ انقلاب 2013..
فقد تخلي عنه معظم الحلفاء الإقليميين والدوليين، وانتفض ضده الكثير من السياسيين والإعلاميين، ممن كانوا معه في معسكر 30 يونيو.
كما بدأ الشباب يتحرك ضده، ولعلكم رأيتم كيف أن بعض الشباب الصغير أقدموا على تنفيذ بعض الأفكار الاحتجاجية المبتكرة، التي كشفت فشل أجهزته الأمنية.
هذا فضلا عما يقال عن وجود حالة تململ داخل المؤسسة العسكرية، نتيجة التفرقة بين ابنائها في الترقيات والمعاملات المالية.
وعليه فإن الوقت يبدو الوقت مناسبا، والفرصة تبدو سانحة، لتحقيق أمل طال انتظاره، ودفعتم فيه والشعب معكم، الكثير من الدماء، ألا وهو الخلاص من هذا النظام الطاغي المستبد، الذي أهلك الحرث والنسل، وتفنن في قتل وتعذيب الألاف من المصريين، جلهم من جماعة الإخوان.
ومن ثم فإن الجماعة بحكم تاريخها العريق، وباعتبارها أكبر قوة سياسية في مصر، مطالبة بالحضور والمشاركة فيما يجري.
فحضوركم في تلك الأحداث، وتفاعلكم فيها مهم، فهو وعلى أقل تقدير سيساهم في زيادة العبء النفسي على السلطة، كما سيمنح القوى السياسية الأخرى، الشجاعة على التحرك والمشاركة في تلك للمطالبة بسقوط هذا النظام.
أعلم أنكم دفعتم الكثير في دمائكم وأموالكم وحريتكم في سبيل مقاومة الانقلاب، لكن أرجوكم ألا يكون مبرركم بعدم التحرك، هو الخوف على أبناء الجماعة داخل مصر، أو خارجها، فأنتم سواء شاركتم في الأحداث أو لم تشاركوا، فأنتم متهمون طول الوقت، وبالتالي ستدفع الفاتورة في كل الأحوال، شاركت في الحراك أم لم تشارك، فما الذي يمنعك من المشاركة؟
وتفضلوا بقبول فائق الشكر والاحترام،
أخوكم في الله أحمد سعد حمد الله – مواطن مصري.