الأثنين مايو 20, 2024
مقالات

أحمد سعد فتال يكتب: ظاهرة الاختطاف بدرعا والسويداء.. من المسؤول؟

حوادث الاختطاف والقتل من أكثر الحوادث المتكررة في مناطق سيطرة نظام الأسد، خاصةً في درعا والسويداء، حتى أصبحت “ظاهرة” في تلك الأماكن التي ربما باتت تستنشق رائحة الدم والبارود أكثر مما تستنشق الهواء.

فقد أفاد موقع «تجمع أحرارحوران» المحلي بأن أفراداً من عائلة «الحريري» في بلدة بصر الحرير شرقي درعا اختطفوا، الاثنين 5/2/2024، المدعو «غسان عبد الباقي» من السويداء، ما دفع ذويه إلى اختطاف عدة أشخاص من درعا أثناء تواجدهم في السويداء.

وأوضح أن عملية خطف «عبد الباقي» هدفها الضغط من أجل استعادة جثمان الشاب «رنس طرشان الحريري» (من درعا) الذي قُتل بعد اختطافه في فبراير 2021 من قبل عصابة مسلحة في السويداء.

وفي هذ الصدد، وثّق «تجمع أحرار حوران» مقتل 4 أشخاص في كانون الثاني الماضي، بعد تعرضهم للاختطاف في محافظة درعا، من بينهم شخص مدني، وعنصر يعمل ضمن مجموعة محلية رافضة للتسوية، وقيادي يُتهم بالتبعية لتنظيم الدولة.

وأحصى المصدر أيضاً 18 عملية ومحاولة اغتيال، أسفرت عن مقتل 14 شخصاً (بينهم 3 مدنيين) وإصابة 16 آخرين بجروح متفاوتة.

وإذا انتقلنا من سهل حوران إلى جبلحوران، سنجد أن شبكة «السويداء 24» المحلية رصدت تعرّض 3 مدنيين للانتهاكات في محافظة السويداء، تمثلت بعمليات خطف واحتجاز قسري في كانون الثاني، كما وثّقت مقتل 3 مدنيين بظروف غامضة، على أيدي جهات مجهولة.

إن هذا الواقع الأمني المتردي يقف وراءه نظام الأسد كلياً، فهو مشارك فعلياً بظاهرة الاختطاف، حيث أكد «تجمع أحرار حوران» أن مجموعات مدعومة من أجهزة النظام السوري الأمنية تسبّبت بخطف ما لا يقل عن 45 مخطوفاً من أصل 126 في درعا عام 2023.

أما بقية المختطفين، فالنظام مسؤول عنهم كذلك، لأن ضلوع ميليشيات الأسد بعمليات الاختطاف على هذا النحو وابتزاز أهاليهم لكسب المال، سيُغري المجرمين وضِعاف النفوس لفعل الشيء ذاته.

لقد لجأ النظام السوري، بعد خروج معظم حقول النفط عن سيطرته وفقدانه وارداً مالياً كبيراً، إلى أكثر الطرق قذارةً لرفد خزينته بالأموال، فبالإضافة إلى اختطاف الناس، عَمَد إلى تصنيع المخدرات وترويجها وتهريبها إلى شتى بقاع العالم، حتى صارت تُوصف سوريا بأنها «دولة مخدرات».

لم تكتفِ عصابة الأسد بإزهاق أرواح مئات آلاف الأبرياء بالقصف والقتل تحت التعذيب في السجون خلال السنوات الفائتة، بل راحت تعمل حثيثاً لتدمير بنية المجتمع القيمية عبر إغراقه بالمخدرات، ونشر الجريمة، خدمةً لمصالحها ومصالح مُشغّليها من الولايات المتحدة وروسيا وإيران، الذين لا شك أنهم يفركون أيدهم فرحاً وهم يشاهدون المصير السيئ الذي آلت إليه البلاد.

إن هذا النظام العميل، ورغم كل الأساليب الوسخة التي ينتهجها لتقوية نفسه، فقد وصل إلى مستوى بالغ من التفسّخ والاهتراء سياسياً واقتصادياً وعسكرياً واجتماعياً، لكن مع ذلك، فهو لن يسقط من تلقاء نفسه، ولن تزيله لا الأطراف الدولية التي تدعمه أصلاً، ولا القراراتالدولية، كالقرار 2254 الذي يظنّه البعض الجنة التي تجري من تحتها الأنهار، بينما هو طوق نجاة للأسد، وطاقة جهنّم للثوار.

إن إنهاء النظام السوري يحتاج إلى قرار صادق يتخذه المقاتلون المخلصون في الشمالالسوري المحرر، فيركُلوا القيادات الخائنة البائعة، ويلتحموا مع حاضنتهم الشعبية التي تتوق للخلاص. هذا ما ينبغي التركيز والعمل من قبل جميع الثوار الشرفاء.

أحمد سعد فتال/ ناشط سياسي.

منتدى قضايا الثورة

Please follow and like us:
أحمد سعد فتال
ناشط سياسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب