أقلام حرة

أحمد سعد فتال يكتب: عن التنظير و«صفّ الحكي»

أكثر وصف يُرمى به المفكرون وأهل الوعي في هذا الزمان حينما يطرحون الرؤى الصحيحة وينتقدون الزلل والانحراف هو «التنظير»، فيُقال لهم على سبيل التهوين من شأنهم: «حاجتكم تنظير» أو «لا تنظروا وانزلوا ع الأرض اشتغلوا».

لكن هل يعلم هؤلاء أنه في الغرب، الذي يحكم العالم، هناك مئات مراكز الأبحاث الإستراتيجية،

منها مؤسسة «راند» التي تأسست عام 1946 وتحتوي على 1700 أكاديمي، ومركز «بروكنجز» الذي تأسس عام 1916 ويضم في صفوفه 300 باحث؟

هل يعلمون أن مهمة هؤلاء ليس حمل السلاح أو إنشاء مشاريع خيرية؟ بل النظر والتحليل والدراسة فقط،

ثم إصدار «ورق» فيه «حكي»، يعني ما عندهم غير «التنظير».

حينما نعلم ذلك سندرك لماذا ما زالت أمتنا تتخبط، حيث أنها تعلم أن الآية الكريمة (اقرأ باسم ربك الذي خلق) نزلت قبل آية (قم فأنذر)،

وتعلم أن خير الدعاء:

(اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا)، فلماذا يغيب عن ذهنها أن العلم سابق للعمل؟!

لذلك يجب أن يكون في الأمة عشرات الأحزاب القائمة على أساس الإسلام والفكر السياسي المنبثق عنه، وعشرات مراكز الأبحاث المرتكزة على الرؤية الإسلامية.

أخيراً، من سيقرأ قوله تعالى:

(الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب)

سيجد أنهم استمعوا لقول يُسمى اليوم «تنظير» ثم بنوا عملهم عليه، فلنعتبر.

منتدى قضايا الثورة

أحمد سعد فتال

ناشط سياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى