أمس الأربعاء الموافق 18 يونيو 2025، أصدرت جماعة الإخوان المسلمين ممثلة في جناحها القوي الذي يقوده الدكتور صلاح عبد الحق، بيانا تؤكد فيه دعمها الكامل لإيران ولمرشدها الأعلى علي خامئني، وهو موقف وإن كان الظاهر منه وطني وشريف، وهو دعم إيران في حربها ضد الكيان الصهيوني، وليس مكايدة سياسية للسعودية، بعد أن يئست الجماعة في استعادة جسور الود معها، فإن الذي يهم في الموضوع، قبل فهم الدوافع من إصدار هذا البيان، هو البحث عن إجابات لعدة تساؤلات يفترض أن يكون الدكتور صلاح عبد الحق ومن حوله بحثوها واستعدوا للرد عليها، ونوجزها في التالي:
1- هل صدور هذا البيان، مرهون بالحرب الدائرة الآن، بمعنى أن صلاحيته ستنتهي بنهاية الحرب، أم أنه موقف جديد للجماعة وتغيير مسار توجهاتها الأيدلوجية والجيوسياسية؟
2- هل تعلم جماعة الإخوان المسلمين صاحبة هذا البيان، أن إيران كانت أحد أبرز الداعمين للناصريين وبعض التيارات السياسية الأخرى، وهي من كانت تمولهم بالمال في حربهم للجماعة، وانقلابهم على الرئيس الراحل محمد مرسي أثناء فترة حكمه لمصر؟
3- هل يعلم صاحب هذا البيان، أن المشروع السياسي الإيراني كان ولايزال قائما على معاداة الإسلام السني، الذي أنُشئت الجماعة من حمايته والدفاع عنه؟
4- هل يعلم صاحب البيان، أن إيران هي أكثر دول منطقة الشرق الأوسط، تحالفا مع الكيان الصهيوني، وقد ظهر ذلك جليا في حربي 67 و73، حيث كان البترول الإيراني هو الممول الرئيسي للطاقة في إسرائيل، ولولاه لما انتصر الصهاينة على مصر في حرب 67، ولما قامت لهم قومة بعد حرب 73.
5- هل يعلم صاحب البيان، أن إسرائيل كانت تتحالف سرا مع إيران في حربها ضد العراق في الثمانينات، وأن إسرائيل هي التي كانت المعبر للأسلحة والأموال الأمريكية التي كانت تذهب سرا لإيران خلال الحرب، وإن لم تعرف يمكنك الرجوع إلى الفضيحة التاريخية الشهيرة التي يطلق عليها فضيحة (إيران كونترا) أو (إيران جيت)
6- هل يعلم صاحب البيان أن معظم دماء أخواتنا السوريين التي سالت في عهد المجرم بشار الأسد، كانت إيران ورائها؟
7- هل يعلم صاحب البيان أن إيران هي التي استخدمها الغرب والأمريكان لتخريب وتدمير أربع دول عربية كبرى وهي العراق وسوريا ولبنان واليمن؟
8- هل يعلم صاحب البيان أن هناك العديد من الفوارق الجوهرية التي تجعل قبول الشيعة بالسنة أمرا مستحيلا، يكفي فقط أن معرفة أن السنة يعتمدون على القرآن والسنة كمصدر وحيد للشريعة، بينما مصدر الشريعة عند الشيعة هو ما قله الإمام، ولعل تعرف أنهم يختلفون مع السنة في أركان الإسلام نفسها، حيث السنة تقول إن أركان الإسلام خمسة، وهم يقولون إنها ستة هي: شهادة، صلاة الزكاة، الصوم، الحج، بالإضافة لولاية الفقيه.
9- هل يعلم صاحب البيان أن إيران التي تتظاهر بدعم حركة حماس ضد الصهاينة، هي التي اُغتيل على أرضها وبين حراسها، رئيس المكتب السياسي للحركة، الشهيد بإذن الله إسماعيل هنية؟
10- أخيرا.. ماذا لو عادت المياه إلى مجاريها بين الإخوان والسعودية، هل ستظل الجماعة على نفس موقفها دعم وتأييد للمرشد الإيراني، أم ستتبدل المواقف؟