أحمد سعد يكتب: إرهاب داعش وإرهاب الإخوان!
نجحت الدراما والميديا المحلية والدولية، خلال الأربعة عقود الأخيرة، في رسم صورة ذهنية لدى الناس، بأن كل رجل يرتدي جلبابا قصيرا ويُطلق لحيته، وامرأة محجبة تضع نقابها على وجهها، هم إرهابيون يمثلون خطرا على المجتمع وتهديدا للبشرية!!
تلك الحالة هي التي سهلت مهمة الدول والمؤسسات الأمنية والمنظمات السياسية المعادية للإسلام والخائفة من عودته لسابق عهده، في الحرب عليه والإساءة إليه وتشويه سمعة المسلمين، كما أنها أحدثت هلعا من الإسلام (إسلاموفوبيا) وكراهية تجاه كل مسلم ومسلمة، واستباحة لدم الإنسان المسلم عامة، مؤمنا كان أو فاسقا!
شيطنة الإسلاميين والحرب عليهم بدأت نهاية الثمانينات بعد الخلاص من شيطان الشيوعية، ومع تنامي ظهور الجماعات الإسلامية، ودخلت في الجد بالنصف الأخير من التسعينيات (1996) في مؤتمر القمة بمدينة شرم الشيخ بمصر الذي كان عنوانه «مكافحة الإرهاب ودعم عملية السلام» ثم وصلت حيز التنفيذ عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، ووصلت إلى مرحلة الانقضاض والإجهاز عليه والخلاص منه (2014) أعقاب ثورات الربيع العربي.
وخلال تلك الفترة انجرف الناس وراء تصديق كل الروايات التي سوّقها الإعلام والدراما عن إرهاب الإسلاميين، دون محاولة للتوقف أمام هذه الروايات لتأملها ومحاولة فهمها ما إذا كانت صادقة من عدمه، حتى صارت واقعا وحقيقة يرددها المنتمون للإسلام قبل المعادين له، لدرجة أن الأصحاب الذين نعرفهم منذ الصغر من الملتزمين دينيا كان يجرى نعتهم بين أقرانهم -على سبيل الهزار- بالإرهابيين لمجرد أنهم يطلقون لحاهم.. ولو أن الناس أعملوا عقولهم وفكروا بألبابهم، وحكموا بضمائرهم، لربما وجدوا صورة مغايرة، أو على الأقل توصلوا للحقائق التي تمكنهم من التعايش مع الواقع بحقيقته، وليس بالصورة المنقولة إليهم عبر وسطاء!
توقفت مليا أمام بعض الظواهر التي استٌخدمت حديثا في «أرهبة» الإسلام، خصوصا ظاهرة داعش التي عشناها خلال العقد الأخير، وهي بلا شك ظاهرة -إن كانت حقيقية وليست مصنوعة- مرفوضة شكلا وموضوعا ولا تمثل المسلم الحق، ولا تمت للإسلام الحنيف بصلة، بيد أني رأيت أن بها من الخيال أكثر ما هو واقعي، وأن صورتها المنقولة إلينا أقرب إلى الشطح السينمائي منها إلى المنطق العقلاني!!
نعم أعرف أن رؤيتي هذه ستصطدم بقناعة الكثيرين من الناس، بما في ذلك جل المسلمين المصدّقين لإرهاب الإسلاميين عامة وداعش خاصة، لأنها رؤية تُنكر ما ترسخ عندهم من اعتقاد، وتتعارض مع ما يرون أن العالم قد أجمع عليه، كما تتنافى مع ما تصدّره الدراما وتروجه الحملات الإعلامية الضخمة المصروف عليها مليارات الدولارات والريالات والدراهم، فضلا عن أنها تطعن في كلام وتحليلات سياسية بالأطنان أجمعت كلها على وجود داعش وأقرت بإرهابها، لكن ومع كل ذلك كانت ثقتي في عقلي أكبر، وتصديقي لعيني أجدر، والسطور القادمة بيننا وبينكم.
داعش.. حقيقة أم خيال؟!!
أول ما توقفت أمامه واندهشت له وشككني في وجود داعش، هو حالة السذاجة التي رأيت عليها الدواعش أثناء تنفيذهم لعملياتهم المختلفة، فهي سذاجة تصل لحد الهطل والغباء إذا ما افترضنا صدقها، فطبقا للصور المتلفزة التي كانت تبثها وكالات الأنباء العالمية وتتناقلها وسائل الإعلام، كنا نرى الدواعش بهيئتهم المعروفة التي سوقها لنا الإعلام وصدقناها دون دليل، باللحية الكثيفة والزي الأسود المميز، يحملون السلاح بيد وفي الأخرى علمهم الأسود وعليه الشعار «لا إله إلا الله محمد رسول الله» وهو مشهد رأيناه يتكرر حد الملل مع كل عملية تتم، وهو ما رأيته يمثل غباءً منقطع النظير، لأن الدواعش يقدمون لخصومهم بذلك دليل إدانتهم عن كل جريمة، دون أن يفكروا مرة واحدة في تغيير التكتيك ولو بالتنكر مثلا بحلق لحاهم وتغيير ملابسهم وتجاهل رفع شعارهم المميز، لكنهم للأسف لم يفعلوا ولو من قبيل الخداع والتمويه وإلقاء التهمة عنهم وإلصاقها بغيرهم!!
الأعجب هو أن كل عمليات داعش الإرهابية كان يتم تصوريها وبثها عبر الإعلام، بفيديوهات واضحة تم تصويرها بكاميرات فائقة الدقة وبجودة (HD) وهذا ما كان يدفعني للدهشة وعدم التصديق والتساؤل: هل داعش هي التي تصور عملياتها بنفسها ثم تقوم بتوزيع أفلامها المصورة على الإعلام العالمي لتعترف على نفسها بالإرهاب؟! أم أنها جماعة مُخترقة، خططها كان يتم رصدها مسبقا من قبل خصومها الذين يسربون هذه الخطط لوسائل الإعلام، فيقوم الإعلاميون باستباقها إلى مسرح العمليات للتموضع هناك واتخاذ الأماكن المناسبة لتصوير العملية بالدقة التي نراها؟!
أما المدهش والمثير للضحك حتى ذرف الدموع، فهو إصرار داعش على تشويه نفسها بنفسها، فداعش واسمها «تنظيم الدولة الإسلامية»، يُفترض أن هدفها من التكوين والتواجد والإرهاب هو تأسيس الدولة الإسلامية واستعادة زمن الخلافة، والمُفترض أن يرافق ذلك دعاية جيدة عن التنظيم وأفكاره وأهدافه، من أجل كسب تعاطف الناس وحثهم على الانضمام إليه، لكن شيئا من هذا لم يحدث، بل العكس هو الصحيح، فكل ما كانت تقدمه داعش من دعاية عنها كان يُحرّض على كراهيتها ويدعو للتنفير منها، بل والإساءة للإسلام والمسلمين، لأن كل الصور المتلفزة المنقولة لنا بمعرفتها، كانت عبارة عن جرائم قتل وهدم وتخريب وسبي، وكثير منها كان عبارة عن عمليات تنفيذ حكم الإعدام في الأسرى، بل ما كان يؤلم في تلك المشاهد المروعة هو تنفيذ عمليات الإعدام بقطع الرقاب بالسيف وليس ضربا بالرصاص، ولا أعرف لماذا السيف تحديدا وهم يمتلكون الأسلحة النارية، هل كانوا «غاويين» تعب، أم هي إرادة المخرج الذي كان يفضل وجود السيف كرمزية لاستدعاء حقبة زمنية معينة من الحكم الإسلامي؟! وطوال عمر داعش الممتد لخمس سنوات (2014 – 2019) لم نر لها لقطة واحدة تؤدي فيها عملا إنسانيا يجذب الناس إليها، أو يدعو للتعاطف معها أو يبرر جرائمها!!
لكن الأغرب من هذا وذاك فقد تمثل في الهيئة التي كان يظهر عليها الدواعش أنفسهم، فدائما ما كانوا يظهرون مهندمين الهيئة وفي أبهى صورة، لا يبدو عليهم أثر الحرب ولا وعثاء السفر، بالرغم من مطاردة العالم لهم وتنقلهم الدائم بين الصحاري وبأرض الله الواسعة، نفس الأمر بالنسبة لضحاياهم، فقد كانوا يظهرون قبل إعدامهم في بدلهم البرتقالية الناصعة والنظيفة جدا والتي تبدو وكأنها قادمة توا من مغسلة البخار (لاندري) ولا نعرف من أين كانت تأتي داعش بهذه الملابس البرتقالية النظيفة جدا فاقعة اللون، ولماذا لا يعدمون ضحاياهم في ملابسهم العادية؟ هل كان لديهم ترف في الوقت وفائض في المال حد الإسراف والبذخ للاهتمام بملابس ضحاياهم على هذا النحو؟ الأعجب من ذلك هو التركيز على اختيار المواقع المتميزة لتنفيذ عمليات الإعدام، فكنا نرى العمليات يجري تنفيذها بأماكن ذات خلفية طبيعية خلابة مثل شواطئ البحار، وفوق هذا وذاك هو الجودة العالية للفيديوهات المسجلة أثناء تنفيذ الإعدام!! وكلما رأيت الدواعش بهذه الأناقة وهذا البذخ، أتذكر صورا للمليونير السعودي الراحل أسامة بن لادن قائد تنظيم القاعدة المصنفة إرهابية أيضا، عندما كان يتنقل بين المخابئ بالصحراء فرارا من الموت وهربا من الملاحقة، حيث كان يظهر في هيئة تبدو فيها كل صنوف المعاناة من إجهاد وقلق، بل وثياب رثة، وطعام في أطباق قذرة يغطيها الذباب!!
إرهاب داعش وإرهاب الإخوان!
كل الذين شاركوا في اعتصام جماعة الإخوان المسلمين بميدان رابعة العدوية عقب الانقلاب العسكري 3 يوليو 2013، يستطيع الحكم أكثر من غيره عما إذا كانت داعش حقيقة أم أكذوبة، لأن الذي شارك في هذا الاعتصام شهد بنفسه على الحجم الهائل من الأكاذيب التي روجها الإعلام خلال تلك الفترة، حتى أنه قيل عن المعتصمين إنهم حولوا أسفل المنصة لقبور لدفن جثث ضحاياهم، وأن الميدان به عشرات المخازن للسلاح، بل وصل حجم الأكاذيب إلى حد ادعاء جريدة «الأخبار» اليومية وهي جريدة يُفترض اعتدالها وحيادها، في «مانشيتها» الرئيسي بالصفحة الأولى وجود أسلحة كيميائية محظورة بالميدان، فهذا الإعلام الذي روج كل هذه الأكاذيب من أجل شيطنة فصيل من فصائل الإسلام السياسي وهو جماعة الإخوان المسلمين، لن تكون عنده أزمة في ادعاء وجود داعش واختراع حكايات لها، طالما أن المصلحة واحدة والهدف مشترك وهو تشويه الإسلام، بل ربما في حالة داعش يكون الدافع أكبر وأسمى لأنه سيساهم في الخلاص من الإسلام السياسي بأثره، فما المانع من أن الذي كذب هنا يكذب هناك، ومن فبرك هناك يفبرك هنا؟!!
لكن وحتى لا يحدث اللبس ويعتقد البعض أن ربطي بأكاذيب الإعلام على الإخوان وأكاذيبه على وجود داعش، هو دفاع عن داعش لتبرئته من أعماله، لذا أقول إنني لا أقصد ذلك بكل تأكيد، فما أقصده هو التدليل على تحري الإعلام للكذب، وعلى سعيه في محاربة الإسلام، وأنا إن كنت أدافع عن سلمية اعتصام رابعة باعتباري عايشته من بدايته إلى يوم فضه، فالمؤكد أني لا أُدافع عن داعش، فكيف أدافع عنها وأنا أٌنكر وجودها من الأساس؟ ولكي تتضح الصورة أكثر، لابد من القول بإن أي حرب على أي عدو يجب أن تبدأ أولا بحملة لشيطنة هذا العدو، بهدف كسب تأييد ودعم المجتمع لقرار الحرب، وكما قلنا فالحرب على داعش لم يكن التنظيم في حد ذاته هو المقصود منها، إنما المقصود هو الإسلام عموما والإسلام السياسي خصوصا، لكن شيطنة الإسلام بدون أسباب ظاهرة تمس أصل الدين ليست بالمهمة السهلة، لذا كان لابد من وجود أفكار خارج الصندوق لإقناع العالم بالحرب وكسب تأييده ودعمه للقرار، فكانت الفكرة هي خلق جماعة من عدم تمثل الإسلام تم الاستقرار على تسميتها بـ«داعش» وهي جماعة لن يعارض أحد الحرب عليها بما في ذلك المسلمون، خاصة وأنها تخالف ما هو معلوم من الدين بالضرورة بأفعالها الإرهابية، وكان ضروريا أن تكون هذه الجماعة المسلمة في أسمها وسمتها، والفاسقة في أفعالها تمثل الإسلام السني تحديدا، فالخوف والذعر دائما من الإسلام السني دون غيره، وأصحاب قرار الحرب ليس لديهم أزمة مع أية مذاهب إسلامية، أزمتهم فقط مع المذهب السني، والدليل على ذلك هو أن أصحاب قرار الحرب على داعش، هم أنفسهم الذين نراهم يغضون الطرف عن منظمات إسلامية أخرى يصنفونها إرهابية أيضا لكنها ليست سنية، حزب الله اللبناني الشيعي كمثال!!
وكان من الممكن تصديق وجود داعش وأفعالها، لو أن إرهابها وصل للأعداء الحقيقيين، وليس المتخيَّلين، والأعداء الحقيقيون هنا هم الصهاينة المغتصبون لأرض فلسطين المقدسة، لكننا وجدنا داعش تتوغل وتنتشر وتتمدد في كل انحاء العالم إلا فلسطين، وإرهابها يخوف كل الجيوش ويروع الدنيا كلها إلا إسرائيل.. صدفة؟!!
نهاية داعش بكبسة زر
منذ الشهور الأولى لظهور داعش كان اليقين عندي قد ترسّخ، بأنها صنيعة أمريكية من ألفها إلى يائها، والهدف من صناعتها كما أشرت هو الخوف من تنامي جماعات الإسلام السني والهاجس من عودة عصر الخلافة الإسلامية، وكذلك منح الأنظمة الاستبدادية ببعض دول الشرق الأوسط المشروعية للحرب على الإسلام السياسي من طريق الحرب على داعش، وتوقيت ظهور داعش وبداية الحرب عليها ( 2014) كان له دلالة لا تُخطئها العين، وهو الفزع الرهيب الذي أصاب خصوم الإسلام، من النجاح الكبير الذي حققته قوى الإسلام السياسي خلال ثورات الربيع العربي (2010 – 2012) وهو نجاح لم يكن محسوبا ولا مٌتوقعا، وهو ما رآه خصوم الإسلام وخصوصا الأمريكان يمثل تهديدا لهيمنتهم ومصالحهم بالمنطقة، وخطرا بالغا على الوجود الإسرائيلي بفلسطين!
والذي زاد من يقيني بصناعة داعش، وأنها اختراع أمريكي تم تحضيره في معامل السي أي إيه (C.I.A) وتم تنفيذ أعماله باستديوهات هوليوود، هو اسم داعش نفسه، فكلمة داعش في حد ذاتها عبارة عن أربعة حروف مقطعة (د أ ع ش) كل حرف يرمز لكلمة بالاسم الأصلي «دولة الإسلام في العراق والشام» فالدال هي الحرف الأول من دولة، والألف هي الحرف الأول من إسلام، والعين رمزا للعراق، والشين رمزا للشام، ومعروف أن اختصار الأسماء الطويلة بحروف مقطعة، ليس من ثقافتنا العربية، إنما هو اختراع غربي منتشر بكثافة في أمريكا، والهدف منه هو اختصار وتسهيل نطق الأسماء الطويلة، ولو أن التنظيم فكرة عربية كما يقال لما تم اختصاره بهذه الكيفية، ولنا في تنظيم القاعدة المثال!
ولأن التصنيع كان أمريكيا بامتياز، فكان الطبيعي أن يكون تحديد الصلاحية وموعد سحب المنتج من الأسواق أمريكيا أيضا، لذلك رأينا نهاية داعش تتم بكبسة زر من دونالد ترامب الرئيس الأمريكي السابق، الذي خرج في مارس 2019 قائلا اليوم «أُعلن لكم نهاية داعش» ساعتها تبخرت داعش وماتت من فورها، لكن جثتها لا تزال محفوظة بثلاجات المستبدين، لنفخ الروح فيها وقت الحاجة!!
دعاية أكبر من التنظيم
ولأن التجربة كانت قصيرة والفكرة كانت عابرة، فقد كانت المعلومات فيها شحيحة والأعمال الأدبية عنها قليلة.. ورغم قناعتي الثابتة بعدم وجود شيء اسمه داعش، إلا أني حرصت على قراءة أكثر من عمل أدبي خاصة الكتب، لعلي أجد فيها ما يغير قناعتي وخطأ رؤيتي، إلا أن ما قرأته لم يزدني إلا إيمانا وتسليما بصحة وجهة نظري، فقد قرأت من الكتب «أفول أهل السنة» للكاتبة الصحفية ديبورا آموس، و«داعش من الزنزانة إلى الخلافة» للمؤلف أحمد عبد الرحمن مصطفى، و«الدولة الإسلامية بين الحقيقة والوهم» للمؤلف أبو عبد االله محمد المنصور، هذا بخلاف عشرات المقالات والدراسات البحثية.. وكل ما قرأته لم يعدُ سوى نقل لما شاهدناه في الإعلام والدراما، وإن بدت الدعاية لوجود التنظيم وأعماله أكبر من التنظيم ذاته، لدرجة أن أحد المؤلفين بالغ في قدرات وإمكانيات داعش الإعلامية حتى أعطاها من الإمكانات والأدوات ما تعجز عن تملكه دول عظمى، خصوصا الإمكانات الإعلامية، فداعش -حسب سرد الكاتب- لديها مجموعة مؤسسات إعلامية، وتحت كل مؤسسة أدواتها المختلفة، فلديها وكالة الأنباء «أعماق» ولديها إذاعتها الخاصة «البيان» ولديها الصحف والمجلات، ولديها الإصدارات الإعلامية المختلفة مكتوبة ومسموعة ومرئية، ولديها المواقع الإلكترونية، وغيره من الأسطول الإعلامي المملوك لداعش والذي يحتاج لميزانيات دول عظمى ولفرق عمل بعشرات الآلاف ليس مجرد مجموعة أفراد مشردين بل ومن جنسيات مختلفة، لا مأوى لهم، وتطاردهم 60 دولة من أقوى دول العالم، فأي خيال هذا؟!!