أحمد سعد يكتب: جمهور السيسي في الانتخابات!!
لا أظن أن الشعب المصري على مدار تاريخه الحديث، مر بأيام صعبة، صعوبة أيامه الحالية، حقبة عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري، حيث الفقر ضرب البلاد طولا وعرضا، والمعاناة طالت كل فئات الشعب من أدناها إلى أعلاها!!
وصل الحال للدرجة التي أصبحنا نرى فيها أناسا كنا نصنفهم حتى وقت قريب بين طبقة الأغنياء، لوظائفهم المرموقة ودخولهم العالية، وجدناهم اليوم يشكون نفس شكوى الفقراء ويصرخون نفس صراخهم!!
الأزمة يمكن تلخيصها واختصارها في وجود السيسي، فهو الذي أفقر البلد وأوصل الناس لتلك المرحلة، والسبب هو سياساته الفاشلة والتي يبدو الفشل مقصود فيها، حتى أن الناس أضحت تجزم بأنه جاء خصيصا لتجويع الشعب وإفلاس البلد!!
واليوم ورغم كل الكوارث التي تعانيها مصر ويعانيها المصريون تحت حكمه، نجد السيسي يعلن مجددا خوضه الانتخابات الرئاسية المقبلة 2024، لم يكتف بعشر سنوات تخريب، يريد ست سنوات أخرى!!
تساءلت في مقالي السابق (سيناريوهات خروج السيسي) هل تتحمل مصر استمرار السيسي ست سنوات أخرى؟ وأجبت بالنفي، لا، قلت إن السيسي بسياسته الهوجاء أصبح عبئا على مؤيديه قبل معارضيه، وعلى داعميه قبل مناهضيه، وأن طريقة إدارته للبلد لن تؤدي إلا للانفجار والثورة الشعبية الجارفة.. بيد أن هذا الأمر – أي الثورة الشعبية الجارفة – تفسد كل المخططات المرسومة لمصر، وهي المخططات التي جيء بالسيسي من أجلها، وعلى رأسها القضاء على توابع ثورة يناير، وإجهاض أي محاولة لأحيائها.. لكن ومع ذلك لا يأبه السيسي بكل ذلك، فتجده ماض في طريقه، ثابت على موقفه بضغط الشعب وقهره وتضيق الخناق عليه من كل جانب، عبر قراراته وقوانينه التي لا ترحم، بالزيادة المستمرة للأسعار، وإلغاء للدعم، وإيقاف للتوظيف، واحتكار للبيزنس، وفرض للضرائب، وجباية على الخدمات العامة، وتقييد للحريات، وإرهاب للمواطن، وكبت للحريات، ومصادرة للرأي، إلخ… والنتيجة في النهاية هي الانفجار الذي سيطال الجميع!!
قمة المسخرة أن تجد السيسي الذي يتفنن في سحق عظام الشعب المصري، هو نفسه الذي يناشد الناس بدعمه في الانتخابات، بدعوى أنه يريد استكمال ما تم إنجازه من أعمال، لم يشبع بسحق العظام عشر سنوات، يريد مزيد من السحق!!
يعلم السيسي أكثر من غيره أن المصريين لا يريدونه، ويعي أنه أصبح مكروها من عموم الناس، ويدرك أن طريقه للاحتفاظ بالكرسي لن يكون إلا على ظهر الدبابة، لكن ومع ذلك يحاول اصطناع شعبية زائفة، لاستكمال صورة مشوهة، عبر الدفع بالبسطاء والمحتاجين، المستأجرين بالساعة مقابل كراتين الغذاء، للهتاف له ورفع صوره أمام مكاتب الشهر العقاري، وقولي مستأجرون ليس افتراء عليهم أو التسفيه منهم، إنما من واقع رصدته مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أظهر أحد الفيديوهات سيدة بسيطة كانت تشارك في تجمع لدعم السيسي، ظهرت وهي تتوقف عن الغناء والتصفيق لتشير للمنظم أو المنظمة من حزب مستقبل وطن، بتسليمها الكرتونة لأن مهمتها انتهت وتريد الرحيل.. والأعداد المستأجرة على قلتها إلا أنها كشفت عن الجمهور الحقيقي للسيسي، وهو جمهور وإن بدا غالبيته من أبناء الطبقة المعدومة الذين جاءوا من أجل الكرتونة أو بضعة جنيهات، إلا أن كثيرا منهم كما أخبرني أحد الأصدقاء القريبين من الأحداث أنهم من البلطجية والمتسولين ومدمني المخدرات، وهي الفئات التي زادت بشكل غير مسبوق في عهد السيسي، فقد أكد لي صديقي – وهو صحفي – أنه شاهد أمام مكاتب الشهر العقاري العديد من هذه النوعية، بل إن واحدا منهم أعرفه أنا شخصيا ويعرفه الكثيرون في مصر وهو مطرب الملاعب حسن فهمي، فحسن فهمي لمن لا يعرف مهنته الأصلية هي البلطجة، ولأنه يسكن في منطقة الترجمان المتاخمة لشارع الصحافة والقريبة من نقابة الصحفيين، فإن الأجهزة الأمنية دائما ما تستعين به على رأس مجموعة من البلطجية لفض وقفات الصحفيين على سلالم النقابة، وغيره كثير من هذه العينة التي أصبحت هي الداعم الرئيسي والدائم للسيسي، بعد أن انصرف عنه كل من انخدع فيه 2013، وأيدوه في انتخابات 2014!!
جمهور يليق بالسيسي، وبالمرحلة!