مقالات

أحمد سعد يكتب: حرب الكوكا كولا بين جماهير الأهلي والزمالك

تشهد مواقع السوشيال ميديا هذه الأيام، حربا ضارية بين جماهير الأهلي والزمالك، بطلها هو مشروب المياه الغازية «كوكا كولا» ذلك المنتج الصهيوني الملكية الذي قررت الجماهير المصرية والعربية مقاطعته منذ نشوب حرب طوفان الأقصى، الدائرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى الآن، على أساس أن شركة «كوكا كولا» هي أحد أهم الشركات الداعمة والممولة لإسرائيل في تلك الحرب، والواقع أن جماهير الزمالك هي من بدأت تلك الحرب مبكرا، عندما شنت هجوما عنيفا على إدارة النادي الأهلي، باعتبارها لإلزامها فرقها الرياضية بوضع إعلانات لـ«كوكا كولا» على «تي شيرتات» اللاعبين واللاعبات، وهي حرب لم يستطع جمهور النادي الأهلي الرد عليها، أو حتى يبرر فيها موقف إدارة ناديه منها، وذلك لتحرج الجماهير الأهلوية من تبرير موقف غير أخلاقي، حيث الغالبية العظمى من جماهير الأهلي، بل ومن جماهير الكرة المصرية عموما، لديها من الأخلاق والإنسانية والوطنية، ما يجعلها تربأ بنفسها، من الدفاع عن مواقف تتعارض مع الشرف الوطني في قضايا تمس الثوابت التي نشأ وتربى عليها المواطن المصري والعربي، مثل رفض الوجود الإسرائيلي في فلسطين، بل إن كثيرين من جماهير الأهلي الذين أعرفهم شخصيا وأعلم مدى تعصبهم الأعمى لناديهم، وجدتهم يهاجمون إدارة ناديهم بعنف، بل ويطالبونها بفك ارتباطها مع هذه الشركة العميلة، وقد استغل جمهور الزمالك تلك الحالة، ليزيد من هجومه على الأهلي، بل ويزايد على الأهلوية، بأن الزملكوية أكثر إخلاصا ووفاء منهم للقضية الفلسطينية، هذا على أساس أن مسؤولي الزمالك كانوا قد رفضوا التعاقد مع هذه الشركة، بيد أن كل هذا تغير وتبدل عندما أصبح الزمالك مثله مثل الأهلي، يضع على «تي شيرتات» لاعبيه إعلانات «كوكا كولا» أيضا، وهو ما التقطته جماهير الأهلي في مباراة الزمالك الأخيرة أمام بيراميدز بالدوري، فراحت تثأر لنفسها بالسخرية من الزمالك والاستهزاء بجماهيره التي كانت تزايد عليهم بالأمس القريب، بل وترد لهم الصاع صاعين، وبدلا من أن تضع جماهير الناديين أيديها في أيدي بعض، باعتبار أن الهم «طايلني وطايلك» راحت تدخل في مساجلات ومبارزات كلامية على مواقع السوشيال ميديا، دون العمل على الخلاص من أصل الفتنة، وتطهير ناديهما من وجود هذه الشركات العميلة والخائنة، التي ترشونا بالأموال نظير الصمت والتخاذل والتغاضي عن دورها القذر في إبادة إخواننا بقطاع غزة، وهي بالمناسبة ليست «كوكا كولا» فقط، فكل الشركات الأمريكية والأوروبية الراعية للأندية المصرية تؤدي نفس دور «كوكا كولا» لكن الجماهير لا تعلم غيرها!!

فيما أن الحقيقة التي قد لا تدركها جماهير هذا أو ذاك النادي، هي أن لا إدارة الأهلي أو الزمالك لهم يد في وضع الإعلانات على «تي شيرتات» فرقها الرياضية من عدمه، فمنذ بضع سنوات قريبة، أصبحت كل الحقوق الإعلانية والتسويقية والدعائية للأندية في يد شركة واحدة لا شريك لها، هي شركة المتحدة، فهذه الشركة الآن، هي صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة بكل الأندية المصرية، وليس الأهلي والزمالك فقط، صحيح في السابق وقبل انقلاب 2013، كانت الأندية المصرية هي التي تسوق نفسها، وهي التي تجلب إعلاناتها، وهي التي تختار معلنيها، حتى وإن كان الوكيل واحد هو مؤسسة الأهرام، أما الآن فكل شيء في مصر اختلف وتغير، وأصبح للبلد ملاك جدد، منهم الشركة المتحدة، وهذا ما يجب على جمهور الكرة المصرية فهمه جيدا، ليعرفوا من هو عدوهم الأصلي في المعركة، بدلا من هذا التطاحن المستمر، الذي لا يخدم سوى «كوكا كولا» ومن ترشيهم!!

أحمد سعد حمد الله

كاتب صحفي مصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى