أحمد سعد يكتب: لماذا طردت المتحدة شوبير؟!
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها تسريب صوتي لمحادثة تليفونية «مخلة بالآداب» يكون أحد طرفيها الإعلامي أحمد شوبير المذيع السابق بقنوات «أون تايم سبورت» فتنتفض الشركة المتحدة التي يعمل بها، وتقرر الانتصار للقيم الأخلاقية التي يجب أن تتوافر في العاملين بها، كما أنه لم يُؤثر عن أحد ممن يديرون هذه الشركة، انحيازهم يوما للمبادئ أو الأخلاق التي أفسدها إعلامهم، فتقرر طرد أحد مذيعيها على النحو الذي تم مع شوبير، كما لم يكن شوبير تلميذا في مجال عمله أو جاهلا بالسياسة، فيرتكب حماقة الدخول في صراع مع مسؤولي المتحدة، وهو يعرف مدى قوتهم ونفوذهم وتغلغلهم في الدولة الحالية، كما أني لا أظن أن السلطة الحاكمة رأت في عملية وفاة أحمد رفعت (لاعب نادي فيوتشر سابقا) بسلاح القهر والتعذيب النفسي، جريمة إنسانية تستحق العقاب، فراحت تقتص له من شوبير، بطرده بهذا الشكل السريع والمهين، مع العلم بأن مسؤولية شوبير في الجريمة، تأتي في مرتبة متأخرة، بعد شركاء عدة، نعرف منهم أحمد دياب رئيس رابطة الأندية ووليد دعبس رئيس نادي فيوتشر، والباقي خلف الستار!!
إذن لماذا قررت الشركة المتحدة إنهاء تعاقدها مع شوبير؟ وهو بالمناسبة قرار أشبه بحكم العزل النهائي لشوبير من المجال الإعلامي، لما سيترتب عليه من منع من العمل بكل الوسائل الإعلامية المصرية، التي تضع المتحدة يدها عليها إما بالتملك أو الإدارة والتحكم، بل أظنه سيصل إلى المنع من الظهور في مواقع السوشيال ميديا أيضا، لأسباب سنتعرف عليها في السطور القادمة؟
لكن وقبل الإجابة عن السؤال، لابد من الإشارة أولا إلى أن شوبير لم يكن مجرد إعلامي، نجح بفضل موهبته في أن يتربع على عرش الإعلام الرياضي لقرابة الثلاثة عقود، وإنما حقق ذلك لأنه شخص ذكي، ماهر في التسلق والوصول لأصحاب القرار، يعرف من أين تؤكل الكتف، وهو لديه خريطة سحرية، يعرف منها دائما، موقع أصحاب النفوذ، والطرق المؤدية إليهم، والقرابين التي يتقرب بها إليهم، فضلا عن إلمامه بكل وسائل الوصول اللازمة، سواء كانت نفاق، أو تطبيل، أو تعريض (فوتها تعريض) أو نقل أخبار، أو حتى التزام ديني، كما حصل في فترة حكم «جماعة الإخوان المسلمين» القصيرة، والتي كان يتقرب إليهم فيها بالنوافل، فقد كنت أراه يحرص على حضور جلسات قراءة القرآن ودروس الدين، عند الصديق «ب . ر» بمدينة السادس من أكتوبر، على الرغم من أنه كان خلال ثورة يناير هو القائد الدائم لتظاهرات ميدان مصطفى محمود، الداعمة للرئيس الراحل حسني مبارك، والمناهضة للثورة، وهو في سبيل تحقيق مصالحه والوصول لأهدافه، مستعد لأن يدهس تحت حذائه، كل قيم وأخلاق وإنسانية، حتى وإن وصل به الأمر للتحريض على القتل وسفك الدماء، كما فعل مع جماهير الألتراس، ومع ثوار يناير!!
والذي لا شك فيه هو أن صفات شوبير هذه، وخدماته الجليلة للأجهزة الأمنية، هي التي جعلته يجد له موطئ قدم، في منظومة الدولة الحالية، في وقت تنكرت فيه هذه الدولة لكل من وقف معها وساندها، وكان سببا في سيادتها، بيد أن الصراع بين أبناء الدولة الجديدة (دولة عبد الفتاح السيسي) وأبناء الدولة السابقة (دولة مبارك) لم يكن بالسهولة التي تجعل الدخلاء من أبناء دولة مبارك أمثال شوبير يصمدون في مواقعهم للأبد، وأنا على يقين من أن نبذ شوبير وطرده خارج دولة السيسي، لم يكن مبرره مشاركته في جريمة وفاة أحمد رفعت كما يلمح لذلك بيان الإقالة، ولا سببه المحادثة المخلة المسربة كما يوحي البيان، إنما دافعه الأصلي، وبيت قصيده، هو ذاك الصراع الدائر بين أبناء دولة السيسي مع أبناء دولة مبارك التي يمثلها التي أوشك السيسي أن يتخلص منهم جميعا، وأشهر ضحاياه في الوسط الرياضي، هاني أبو ريدة وحسن حمدي ومرتضى منصو، وأحمد حسام ميدو، وأخير أحمد شوبير.. والبقية تأتي.