أقلام حرة

أحمد مولانا يكتب: السودان والدرس الأليم

عندما سطا البرهان وحميدتي رفقة قوى الحرية والتغيير على الحراك الشعبي في السودان بعد عزل الرئيس السابق عمر البشير، بدأت عملية إقصاء كوادر المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية تحت لافتة «لجنة إزالة التمكين».

وبينما كان الإسلاميون هم الطبقة النافذة في الجيش وجهاز الأمن بعد حكم 30 سنة، اختارت قيادتهم الجديدة التغاضي عما يحدث، وراهنت على العودة لمقاعد الحكم عبر أصوات الشعب في أقرب انتخابات، وردا على النصح بأن ما يحدث هو مقدمة للاجتثاث، ولن تصلوا لانتخابات أصلا، كان الرأي سنتحمل الأذى مقابل الحفاظ على وحدة السودان.

مرت الأيام، وبادر حميدتي بإشعال الحرب، واستعان بكل من يقدر عليه من الجوار والخارج، وتدمرت الخرطوم، وسقط معظم إقليم دارفور في يده، ثم ولاية الجزيرة ذات الأهمية الاستراتيجية، ومؤخرا بدأ هجومه على ولاية سنار، بينما تُعد طبقة سياسية سودانية قديمة جديدة في الخارج برعاية غربية وخليجية كي تعود للحكم حين يهدأ القتال.

إن ترك زمام المبادرة للخصم، والركض خلف الأماني، وتجنب الحزم في المنعطفات التاريخية، يحولك لضحية في يد خصوم لا يتورعون عن شيء

أحمد مولانا

باحث و كاتب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى