حين نويت التوسع في دراسة ما يتعلق بأدبيات «الاستراتيجية الكبرى»، تغيرت خارطة القراءة بعد أن نفذت أوكرانيا مطلع يونيو الماضي هجومها على خمس قواعد جوية استراتيجية في العمق الروسي، مما دفعني للبدء في قراءة كتب مؤجلة عن معايير اختيار مواقع القواعد الجوية، وتأثير القواعد العسكرية الخارجية للقوى الكبرى على نفوذها العالمي، وأبرز الهجمات التي تعرضت لها تلك القواعد منذ الحرب العالمية الثانية.
لكن أثناء ذلك، دفعتني حلقة «إحاطة» عن قبرص للقراءة بتوسع عن تاريخ قبرص، ودور القواعد العسكرية البريطانية بقبرص في التجسس على الشرق الأوسط.
وخلال ذلك أطلقت بريطانيا وثيقة مطولة عن مراجعتها الدفاعية في عام 2025، وحين عزمت على كتابة تعليق عنها تطلب موضوع آخر مفترض نشره قريبا قراءة كتاب ضابط الاستخبارات الأمريكية السابق، ستيفن وارد، عن «وزارة الاستخبارات الإيرانية»، والذي صدر في عام 2024، فضلا عن قراءة كتب أخرى عن مكافحة التجسس، من أجل كتابة الموضوع بشكل لائق.
وأثناء ذلك، أتابع يوميا تطورات العدوان على غزة، والمستجدات في سوريا، وأخبار مصر، والتطورات المتلاحقة في ليبيا والسودان فضلا عن إسرائيل وإيران، بالإضافة إلى مستجدات المشهد الدولي.
الشاهد أن كل تلك الأمور حدثت في أقل من شهر ونصف، فالأحداث تتوالى بشكل سريع للغاية، مصداقا للحديث النبوي الشريف «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، فَتَكُونَ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَيَكُونَ الشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَتَكُونَ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَيَكُونَ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ، وَتَكُونَ السَّاعَةُ كَاحْتِرَاقِ السَّعَفَة».
إن تسارع الأحداث يتطلب من المرء أن يطلب البركة في الوقت من الله سبحانه وتعالى، وأن يدير وقته حسب الأولويات، وأن يحرص على ما ينفعه وينفع أمته، مع البعد عن الجدل مع البطالين ومرضى القلوب والعقول.