الفكر السياسي لجماعة الإخوان المسلمين؛ يتكون من مجموعة من المبادئ والأسس التي توجه رؤيتهم للعمل السياسي والإصلاح المجتمعي.
والفكر السياسي للجماعة يستند إلى مبادئ الإسلام والشريعة الإسلامية كمرجعية شاملة للحياة العامة والخاصة.
فالجماعة تؤمن بأن الإسلام ليس دينًا فقط، بل هو نظام كامل يشمل جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وفيما يلي أبرز ملامح الفكر السياسي للجماعة:
الشمولية الإسلامية:
ترى الجماعة أن الإسلام دين ودولة، ويجب أن يكون الإسلام مرجعية في الحكم والسياسة، وأن الشريعة الإسلامية يجب أن تكون مصدر التشريع الأساسي في الدول الإسلامية.
فالإسلام هو نظام شامل للحياة يشمل جميع جوانبها، بما في ذلك السياسية والاجتماعية والاقتصادية. والإسلام ليس مجرد شعائر دينية بل هو نظام حياة كامل يجب أن يوجه السياسات والتشريعات.
وتدعو الجماعة إلى تطبيق الشريعة في جميع مناحي الحياة، وتعتبرها الضامن للعدالة الاجتماعية والحكم الرشيد.
العدالة الاجتماعية والاقتصادية:
الجماعة تؤمن بالعدالة الاجتماعية وضرورة تحقيق التوزيع العادل للثروات بين جميع أفراد المجتمع. ويركزون على محاربة الفقر والفساد والاحتكار، ويؤيدون سياسات اقتصادية تحقق الكرامة والعدالة للمواطنين.
مع الحفاظ على المبادئ الإسلامية في الاقتصاد.
الديمقراطية والشورى:
الجماعة تدعو إلى الشورى (وأدواتها الديموقراطية في المفهوم الحديث) كوسيلة لإدارة شؤون الدولة.
تعتبر الشورى جزءًا من المبادئ الإسلامية التي يجب أن تُطبق في السياسة، حيث يجب أن يُشارك الناس في صنع القرار من خلال الانتخابات الحرة والنزيهة.
التعددية السياسية:
تقبل الجماعة بالتعددية السياسية وترى أنها جزء من الشورى الإسلامية، بشرط أن تحترم هذه التعددية المبادئ الإسلامية الأساسية، وتدعم الجماعة التعددية السياسية وحق الأحزاب المختلفة في المشاركة في العملية السياسية…. وتؤمن بضرورة الحوار والتعايش السلمي بين التيارات السياسية المختلفة، ما دام ذلك في إطار الاحترام المتبادل وعدم المساس بثوابت الإسلام.
الحكم الإسلامي:
تسعى الجماعة إلى إقامة دولة إسلامية تطبق فيها الشريعة بشكل كامل، مع مراعاة الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لكل بلد. وتؤكد أن الدولة الإسلامية ليست دولة دينية ثيوقراطية، بل دولة مدنية بمرجعية إسلامية.
الوحدة الإسلامية:
تدعو الجماعة إلى وحدة الأمة الإسلامية وتعمل على تقريب وجهات النظر بين المسلمين بمختلف مذاهبهم وأعراقهم. تؤمن بأن وحدة الأمة الإسلامية ضرورية لمواجهة التحديات الخارجية وحماية مصالح المسلمين…
وتؤمن بأن الوحدة بين المسلمين ضرورية لتحقيق قوة الأمة وقدرتها على مواجهة التحديات.
العمل السلمي والتدريجي:
تعتمد الجماعة نهجًا سلميًا وتدريجيًا في التغيير والإصلاح، وتؤمن بأن التغيير الجذري والسريع يمكن أن يؤدي إلى فوضى ونتائج غير مرغوبة. وتؤمن بالتدرج في تطبيق أهدافها. ترفض اللجوء إلى العنف وتعمل ضمن الأطر القانونية والمؤسساتية لتحقيق التغيير. لذلك، تعمل على التغيير من خلال المؤسسات القائمة والمشاركة في الانتخابات والحياة السياسية.
مقاومة الاحتلال والاستبداد:
تؤيد الجماعة حركات التحرر الوطني ضد الاحتلال الأجنبي وتعتبرها جزءًا من الجهاد. كما تقاوم الاستبداد.
وتدعو الجماعة إلى مقاومة الاستبداد الداخلي ومناهضة الاحتلال الخارجي. وتعتبر أن الجهاد ضد الاحتلال هو واجب شرعي، كما تدعو إلى إقامة حكم رشيد يلتزم بالعدالة وحقوق الإنسان.
الهوية الإسلامية والتربية:
تولي الجماعة أهمية كبيرة للتربية الإسلامية وتعزيز الهوية الإسلامية في المجتمعات. تعتبر التربية الإسلامية أداة أساسية لإعداد جيل يحمل قيم الإسلام ويعمل على تطبيقها في الحياة السياسية والاجتماعية.
الالتزام بالمبادئ الأخلاقية:
تؤكد الجماعة على ضرورة الالتزام بالمبادئ الأخلاقية الإسلامية في السياسة، بما في ذلك الصدق، الأمانة، والعدل. ترفض الفساد والاستبداد وتدعو إلى النزاهة في الحكم. وتؤكد على أهمية الصدق والأمانة في التعامل السياسي.
وتضع الجماعة القيم الأخلاقية الإسلامية في قلب العمل السياسي.،.
وبعد
فإن الفكر السياسي لجماعة الإخوان المسلمين يعكس توجهات تسعى إلى تحقيق انسجام بين المبادئ الإسلامية والممارسة السياسية المعاصرة، مع التركيز على القيم الإسلامية كمرجع أساسي في كل جوانب الحياة
ومن هنا فهذه المكونات تشكل الأساس الذي تعتمد عليه جماعة الإخوان المسلمين في نشاطها السياسي، وتسعى من خلالها إلى إقامة مجتمع ودولة قائمة على المبادئ والقيم الإسلامية.