الأحد مايو 19, 2024
مقالات

أحمد هلال يكتب: المقاومة الإسلامية في غزة تفكك الداخل الإسرائيلي بالحب!!

مشاركة:

الحرب الجديدة التي استحدثتها المقاومة الإسلامية في غزة هي الحرب بالحب!!

سلاح جديد ومختلف أدخلتُه المقاومة يقلب الموازين ويغير التصورات ويعيد تثبيت المشاهد المليئة بالمشاعر الإنسانية الراقية.

الصور والمشاهد المعروضة أثناء عملية تسليم الأسرى توضيح لمدى استيعاب تعاليم الدين الإسلامي ومنهجه للجميع وإمكانياته في تعايش البشرية في ظل حكم إسلامي رشيد.

ومدى قبول الآخرين بهذا التعايش عن قناعة وحب وارتياح كبير.

إذا كانت تلك المعاملة تمت في ظروف قاسية ومؤلمة على الطرف الآخر ومع ذلك يتعامل مع العدو بكل ذلك التسامح والأريحية والبساطة، فكيف يمكن أن تكون المعاملة في ظل من السلم المجتمعي والسلام الإنساني والتعايش الحضاري!!

لا حل

غير أن تتفكك تلك الدولة المزعومة ويعيش من يريد أن يبقى في فلسطين كمواطن له حقوق وعليه التزامات وواجبات ملتزما بالنظام العام للدولة الفلسطينية.

تلك الدولة المزعومة قادتها هم أول من أفسدوا قرارات الأمم المتحدة التي أكدت على حل الدولتين كحل وسيط بين طرفي نقيض!!

حيث أنهم يدركون أن دولتهم المزعومة استيطانيه لا تتعايش مع الغير بل تعمل علي إبادته وتهجيره واحتلال الأرض بدلا منه. ولا تعترف له بحق الوجود.

بينما علاقة الطرف الآخر ونظرته وتعاليمه المنبثقة من الإسلام تستطيع استيعاب الجميع في وطن واحد من منطلق عهود ومواثيق مرتكزة على مرجعية تحفظ الحقوق والحريات والأمن والأمان والاستقرار للجميع دونما تمييز عنصري أوديني.

 عودة هؤلاء الأسرى بتلك المفاهيم والقيم والأخلاق والمبادئ الجامعة يرسخ في ذهنيتهم المشوشة إمكانية التعايش الحضاري في دولة يحكمها هؤلاء الذين أحسنوا معاملتهم في وقت يبيد جيشهم المزعوم الإنسانية في غزة ويدمر ويخرب مقومات الحياة في القطاع.

لقد كانت رسائل عديدة تم إرسالها إلى الداخل الإسرائيلي المنهزم عبر أفراد من ذويهم يدركون معه حجم التضليل المعرفي الذي جعل صورة الطرف الآخر شيطانية حيوانية من الصعب التعايش معهم أو قبولهم كأفراد حتى في الدولة المزعومة!!.

تم من خلال تلك الرسائل تصحيح الوعي وتبيان الحقيقة وغرس القيم والتصورات وإيقاظ العقول للتفكير الجدي في المستقبل القريب وأسس العلاقة التي يمكنها أن تحمي الإنسانية من الحروب والمواجهات والفكر الاستيطاني الإقصائية.

سوف يتغير المشهد السياسي والاجتماعي داخل إسرائيل وتتفجر مشكلات كبرى يشتعل معها الداخل فلم تعد الرواية الإسرائيلية الكاذبة هي الرواية المعتمدة والتي يصدقها الساسة والشعوب الغربية والعربية وأبناء الداخل الإسرائيلي الاستيطاني.

سوف تتغير الأوضاع بالمنطقة بكاملها وتعلوا أصوات عديدة تحذر من استمرار تلك الأوضاع المتشابكة والمتناقضة.

أحسنت المقاومة الإسلامية في غزة عندما استثمرت وجود عدد كبير من المحتجزين لديها وأوضحت لهم المفاهيم الخاطئة والمضللة التي يحكم بها قادة الحرب في إسرائيل.

المتغيرات الفكرية والتعايش الحضاري الإنساني في ظل ظروف قاسية ومؤلمة. سوف يكون عامل حراك سياسي ومجتمعي جديد ومختلف داخل إسرائيل.

سوف يعود هؤلاء الأسرى المحتجزين بكل الحب والود والثناء الجميل الي أهاليهم لتتغير معها فكرة شيطنة الآخر وإمكانية قبول التعايش مع الفلسطينيين في دولة واحدة يحكمونها بتلك التعاليم التي تحفظ الحقوق للجميع من دون تمييز.

أسعدتنا المقاومة الإسلامية في غزة عندما أسقطت أسطورة الجيش الذي لا يقهر وقهرته وأعادت الأمل في التغيير رغم عدم توفر القوة العسكرية التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي المحتل.

أسقطت المشروع الاستعماري الذي كان يتم ترتيبه من أمريكا وأوروبا وأوقفت التطبيع المجاني من الدول العربية ل إسرائيل وإعادة طرح القضية دوليا واقليميا.

ثم اسعدتنا أكثر عندما نجحت في توصيل الحقيقة للأسرى من خلال الالتزام بتعاليم الإسلام في التعامل مع الآخر.

سيظل ذلك الأثر مسيطرا على الداخل الإسرائيلي لفترة زمنية طويلة المدى حتى ترتفع أصوات عديدة تحذر من الحرب الطويلة ومن استمرار الضغط النفسي الهائل على المجتمع الفلسطيني.

اقتحمت المقاومة الإسلامية في غزة الداخل الإسرائيلي بالحب والرفق بالإنسانية بل والرفق بالحيوان عندما أفرجت عن الأسيرة التي حملت كلبها معها ثم عادت به محررة في مشهد عبقري وإنساني لم يحدث في تاريخ الحروب والمواجهات، يحمل رسالة سياسية لجمعيات الرفق بالحيوان مفادها أن حياة الحيوان معتبرة أيضا في ظل حكم إسلامي رشيد!!

طلب نتنياهو زيارة أحد المحررين من الأسرى لكنهم رفضوا تلك الزيارة رفضا قاطعا بعدما اكتشفوا حقيقته أثناء احتجازهم في غزة وتلك أول الرسائل التي تلقاها نتنياهو والتي سوف تتابع تداعياتها فور الهدوء النسبي للمعركة ووقف مستدام لإطلاق النار.

ربما يكون إعادة طرح حل الدولتين مجرد حل مؤقت لفترة انتقالية وغير مستدامة حيث أنه مرفوض شكلا وموضوعا من الطرفين مع اختلاف أسباب الرفض لكل منهما.

سوف تتغير الأوضاع بالمنطقة بكاملها وتعلوا أصوات داخل إسرائيل تدافع عن المقاومة الإسلامية في غزة وترحب بها بديلا عن حكومة يقودها عنصريين همجيين لا يقدرون قيمة الحياة.

أحمد هلال

حقوقي وكاتب مصري

Please follow and like us:
أحمد هلال
حقوقي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب