الأحد مايو 19, 2024
مقالات

أحمد هلال يكتب: حلل يا دويري، وسام الشرف من أنفاق غزة

مشاركة:

كل من ينحاز إلى دعم المقاومة الإسلامية في غزة ينال شرف المجاهدين وهو في مكانه وما الدويري غير تجسيد لمعني التلاحم بين مكونات المعركة في ميدانها العسكري وميادينها الأخرى التي تسع الجميع، إنها معركة مصيرية يتشارك فيها كل من أراد أن يصنع منها حدثا انتقاليا عميقا ومختلف.

ماذا يمكن أن يكون في تحليلات اللواء فايز الدويري حتى يقوم المجاهد بتنفيذ عمليته بتصويب ناجح ثم يرسلها هدية من المقاومة الإسلامية في غزة إلى كل المتابعين والمحللين ثم يخص بالذكر اللواء فايز الدويري؟

قائلا: حلل يا دويري!!

التطورات الميدانية للمواجهة والتي تؤكد الخسائر والتورط في وحل هزيمة مؤلمة وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي بلوائه النخبوي جولاني وعزل قائد اللواء وتقديمه للمحاكمة بعد اتهامه بتعريض قواته للخطر!!؛ كل تلك الأحداث مجتمعة تؤكد أن حماس حققت الكثير من أهدافها بطريقة مدهشة وأصبح زوال الكيان الصهيوني المحتل قاب قوسين أو أدنى!

عظمة الإنجاز وتوقعات النجاح والانتصار النهائي يجبر المحللين العسكريين والسياسيين على الإقرار بانتصار المقاومة الإسلامية في غزة.

عظمة تلك المشاهد المليئة بالمعجزات تتخطي قدرة المحللين في وضع معايير ثابتة لقواعد التحليل العسكري والسياسي.

لقد باتت إسرائيل في موقف حرج للغاية وكل المآلات لتلك الضربة الموجعة والمؤلمة تؤكد انهيار الأسطورة التي لا تقهر.

اللواء الدويري ينطلق في تحليله من زاوية معرفية بمرجعية المقاومة الإسلامية في غزة والأيدلوجية التي ترتكز عليها في بناء المجاهد القسامي بناء نفسيا وأخلاقيا وسلوكيا وجهاديا وعقديا، يستطيع من خلاله دخول المعركة بكل أريحية وسهولة ويسر من دون ضغوط نفسية أو حسابات معقدة تجعله يتخطى كل الحواجز الخطرة من دون تراجع أو تردد.

لقد احتار اللواء الدويري كيف يحلل المشهد بمقاييس وتحليلات عسكرية قد تجاوزتها الأحداث في تحقيق المعجزة من المستحيل وحققت نجاحات كبيرة ومعجزات عسكرية غير مسبوقة وتفوق ميداني كبير على مستوى التخطيط العسكري والتفوق الاستخباراتي والمعلوماتي واحترافية الخطاب الإعلامي العسكري الرائع الذي جذب انتباه الملايين في العالم.

لكن الدويري يجمع في تحليله بين البعد العسكري والبعد التكويني للمجاهدين بكل تنوعاته وزواياه.

ولذلك فإن المجاهدين يتابعون باهتمام بالغ كل التحليلات وتفصيلات المشهد الذي يصنعوه من تحت الركام أو من الأنفاق ثم ينتقلون بثبات وثقة من مرحلة قتالية إلى مرحلة أخرى تزداد فيها وطأة الضربات المؤلمة والمباشرة والموثقة بالصورة ويصنعون المعجزة من المستحيل.

ويرى الخبير العسكري أن هذه المشاهد تظهر جرأة وإقداما وجسارة في الأداء العسكري بمعارك من مسافة الصفر، وتؤكد أن العناصر المنفذة «استثناء غير عادي»، وترتكز على عقيدة راسخة وتضحية لا يمكن تجاهلها أو إنكارها، كما أنها تخفي تفاصيل أخرى، لم يكشفها القسام عن مصير من تم استهدافهم من جنود الاحتلال.

وأضاف أن الفرق المنفذة لديها منظومة عمل استخباري وقدرة على المتابعة الحثيثة لتحديد أماكن قوات جيش الاحتلال، ثم التحرك والخروج في الوقت والمكان المناسبين، واعتماد التأني والدقة في هذه العمليات بشكل لافت.

وأشار إلى أن القدرة على هذا الأداء بعد نحو أكثر من 50 يوما من القصف المكثف لجميع مناطق غزة والدمار الكبير الحاصل بسبب ذلك القصف المجنون، يؤكد أن هذه المعركة لم يشهد التاريخ مثلها، وأن ما قدمته المقاومة من تضحيات لم يؤثر على أدائها في المعركة، في ظل اتساع دائرة القتال.

إن خروج بعض المجاهدين بزي مدني ليس خروجا عشوائيا غير مقصود أو غير مرصود حيث أنه يحمل رسالة سياسية وعسكرية وعقدية مباشرة وحاسمة.

الخروج المتعمد بالزي المدني يهدم جدار الخوف الذي ترسخ في الذهنية من اللباس العسكري الإسرائيلي وتحييد قوته المزعومة وهدم الأسطورة التي لا تقهر وإمكانية القضاء على تلك القوة العسكرية الباطشة مهما كانت عدتها وعتادها وتسليحها واستعدادها.

يخرج المجاهد يرصد الدبابة وهي لا ترصده يمشي نحوها ملكا يراقبها ولا العيون ترقبه يتمتم بكلمات القرآن الكريم هادئا ليصل الى المسافة أقل من صفر ينجز مهمته كأنما يرشده ملك من السماء وتحرسه رعاية الله وأمنه؛ يواجه الموت مبتسما فيعود حيا ليتجدد بروحه الأمل؛ وتحيا به الأمة؛ ولو أقسم على الله لأبره وأنجز له ما يتمناه!

مهما كانت قدرات إسرائيل العسكرية وتقدمها التكنولوجي الهائل وتحصيناتها المنيعة في ظل عناصر قتالية مهترئة وخائفة ومرتعشة لن يتوفر معها الأمن والأمان ولن يتحقق معها اي انتصار وتتهاوى كل القدرات والتحصينات أمام عقيدة وتضحية وروح المقاتل ليبقى هو العنصر الأهم في المعركة وميادين القتال.

اتضحت هشاشة الجيش الإسرائيلي وسقوطه المتسارع وعدم جاهزيته لأية مواجهة موسعة أو محدودة.

وحسب ما ورد من تصريحات للمقاومة أن وضعية الجيش الإسرائيلي المحتل لم تكن تستدعي كل التدريبات التي كانت مكثفة وشاقة على المجاهدين.

وحسب تصريحات المقاومة الإسلامية في غزة أنه لم تحدث مواجهات فعلية مع جيش العدو الصهيوني حيث أن جميع المواجهات كانت مباغتة ومن دون توقع العدو لها مكانا وزمانا!

وأعرب الخبير العسكري اللواء فايز الدويري عن شعوره بالفخر، رداً على دعوة مقاتل قسامي له بالتحليل (حلل يا دويري) وذلك بعد مقطع فيديو نشرته كتائب القسام أظهر استهداف 10 جنود إسرائيليين.

وقال الخبير العسكري: إنني أرفع رأسي وأشمخ وربما تكون أجمل لحظات حياتي حين سمعت المقاوم ينادي بإسمي، إنها لحظات الشرف التي أعلم أن المقاومين يتابعون ويثنون على ما أقدمه من جهد بسيط بل ولا يذكر أمام أصحاب الفعل.

تلك المعركة ومسارها حربا وتفاوضا أصبحت في يد المقاومة الإسلامية بكل مكوناتها وتفاصيلها وتستطيع المقاومة وضع شروطها عند التفاوض ورفض أية مبادرات تسرق هذا الانتصار المذهل أو تقلل من قيمة هذا الإنجاز!

ومن هنا كانت رسالة السنوار إلى القادة السياسيين برفض أية مقترحات أو مبادرات تسرق الفرح والسرور والفخر بانتصار المقاومة الإسلامية ولا تحقق مصالح القضية الفلسطينية وطموحات الشعب الفلسطيني وقضيته والأمة العربية والإسلامية.

معركة طوفان الأقصى سوف تكون معركة استثناء في التاريخ الحديث؛ سيقف عندها الخبراء والمحللين لسنوات طويلة وتدرس نتائجها وتكتيكها في الكليات العسكرية في العالم.

هي معركة يفوز معها كل من انحاز إليها نشرا أو توثيقا أو تحليلا أو اهتماما أو متابعة دقيقة لكل تفاصيلها!!

طوفان الأقصى أغرق كل الخونة والمتخاذلين وكل الساسة الغربيين الذين لم يستطيعوا إخفاء تطرفهم في دعم الكيان الصهيوني المحتل وتمرير المجازر ضد الإنسانية وشرعنتها.

فمن سيكون الدويري القادم من خارج ميدان المواجهة؟!!؛ إنها عظمة طوفان الأقصى التي سوف يتغير معها التاريخ ويعاد صياغته من جديد!!

حلل يا دويري: فإن التاريخ يصنعه المجاهدين الأبطال ويكتبه الرجال الشرفاء ويحلله الساسة والعسكريين النجباء.

وانه لجهاد نصر أو استشهاد.

ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

أحمد هلال

 حقوقي وكاتب مصري

Please follow and like us:
أحمد هلال
حقوقي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب