الأحد مايو 19, 2024
مقالات

أحمد هلال يكتب: حمدي رزق.. وحركة حماس والإخوان المسلمين

مشاركة:

احتراز وجوبي، تضامنك مع أطفال غزة، ودعمك لأهل غزة، وتجاوزك (مؤقتا) عن خطايا حماس في حق بلدك (سابقا) قولًا وفعلًا، لا يجير ولا يشهل لصالح جماعة الإخوان الإرهابية قطعيًّا.

الدعم المصري للقضية الفلسطينية ثابت ومستدام ولا يتبدل، وفى كل النكبات الفلسطينية مصر حاضرة (حاضنة) لا ترهن موقفها الثابت بمتغير ظرفي، مصر تقف حامية للقضية، وتخشى تصفية القضية، خشيتها على حدودها الشرقية من مخططات صهيونية تتلمظ إلى قضمة من سيناء.» «المقال بتاريخ 20\12\2023»

استهل الكاتب حمدي رزق مقاله في جريدة الأهالي بتلك المقدمة واتهم حركة المقاومة الإسلامية حماس بأن لها خطايا تجاه مصر رغم استمرارية تعامل النظام العسكري في مصر معها ولم يقدم احد منهم للتحقيق؛ وربط بينها وبين الإخوان المسلمين بنفس تهمة الإرهاب؛ ولكن:

من بعد تصريحات سامح شكري، يطعن حمدي رزق في المقاومة الإسلامية، ثم يحاول أن يصدق بأن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية يجب أن تحل نفسها بنفسها وتراجع منهجها مستدلا بحوار

الدكتور حلمي الجزار واصفا إياه بأنه رئيس المكتب السياسي لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية!!

معتقدا أو واهما بأن جماعة الإخوان المسلمين تبحث عن طريق للعودة إلى الحياة السياسية ويقبلها النظام العسكري؛ ويتحاور معها كما يتحاور مع حماس!

ويحاول أن ينسى أو يتجاهل أن الإخوان المسلمين قد حكموا مصر باختيار شعبي خالص في انتخابات نزيهة ومسار صحيح!!بينما النظام العسكري في مصر يسيطر على الحكم في البلاد بالقوة العسكرية وشرعية القوة.

ولن يفلح يوما ما في حكم مصر عبر انتخابات نزيهة ومسار صحيح. وأما عن تصريحات الدكتور حلمي الجزار فإنها تصريحات لا تمثل حتى من ساروا في نفس مساره ولا تعبر عن رأي الإخوان المسلمين ومنهجهم.

وأما عن حركة حماس فإن النظام العسكري وإسرائيل مجبور للخضوع لشروطها وطلباتها وليس للنظام العسكري في مصر غير الاستماع لشروط المقاومة ثم يرسلها إلى تل أبيب ليوقعوا عليها دون زيادة أو نقصان.

وأما عن عودة الإخوان المسلمين للحياة السياسية المصرية فإن الإخوان المسلمين لم يغيبوا عنها يوما ولن يتسولوا تحسين شروط العبودية.

وان هدف الإخوان المسلمين واضح

هو تحرير الأرض من المحتل والمستبد

ففي فلسطين المحتل

وفي مصر المستبد.

ولكل ميدان أدواته ووسائله في المواجهة.

وإن تاريخ جماعة الإخوان المسلمين ومنهجهم تاريخ واضح وشفاف ونظيف وعقلاني ومحدد الأهداف والإستراتيجية.

تدرك جماعة الإخوان المسلمين طبيعة المواجهة مع العسكر وكيفية التعامل معها بالطرق السلمية المشروعة عبر إجراءات مدنية سلمية متنوعة ومعترف بها في المجتمع الدولي.

وأما نجاح المقاومة الإسلامية في غزة والذي أدركتم معه اقتراب نهاية الحكم العسكري في مصر حيث أنه يرتبط وجودا وعدما بوجود إسرائيل المزعومة في المنطقة كما حذركم نتنياهو بأن فشله يعني انهيار زعامات كثيرة في المنطقة العربية وخصوصا دول الطوق المحيطة بالكيان المحتل.

نجاح المقاومة الإسلامية في غزة هي بداية انكسار وانحسار وهزيمة لـ«إسرائيل» يترتب عليها زوال الكيان الصهيوني المحتل وبعثرة كل المخططات الاستيطانية والاستعمارية ووقف التطبيع المجاني من الدول العربية ل إسرائيل وإعادة طرح القضية دوليا واقليميا.

نجاح المقاومة يترتب عليه إعادة تموضع جديد ومختلف لموازين القوى في العالم ومتغيرات جوهرية في أنظمة الحكم العسكري والاستبدادي والشمولي في المنطقة العربية.

منهج الخطاب الإعلامي الرديء للحكم العسكري في مصر يشبه تماما الخطاب الإعلامي لفرعون عندما اتهم سيدنا موسى عليه السلام بأنه مفسد في الأرض وقاتل نفسا بغير حق بينما فرعون يقتل الأبناء ويستحيي النساء ويستعبد بني إسرائيل؛ وكلما استشعر فرعون الخطر من موسى ومن معه أطلق عليهم الإعلام الرديء بالكذب والبهتان والاتهامات سابقة التجهيز.

ان مطالبة السيد حمدي رزق الإخوان المسلمين بأن يحلوا جماعة الإخوان المسلمين هي ذاتها مطالبة إسرائيل لحماس بأن تستسلم وتسلم سلاحها وتعيش مهيضة الجناح ذليلة تقبل بالاحتلال وتعترف بإسرائيل في مقابل تحويل قطاع غزة إلى إمارة تشبه دبي من حيث الرفاة والرخاء والتنمية والإعمار لكنها فاقدة الهوية الوطنية الفلسطينية تنتمي إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي!!.

إن منهج الإخوان المسلمين في مصر والتعامل مع النظام العسكري في مصر يتشابه إلى حد كبير مع تعاطي حركة حماس مع محمود عباس في الضفة الغربية؛ لا يرفعون السلاح في الضفة الغربية لإدراكهم أن من سيصاب من هذا السلاح هم إخوانهم من الفلسطينيين في الضفة والذين يحملون السلاح أيضا وهذا ما يتنماه نتنياهو في فلسطين كما يتمناه النظام العسكري في مصر سواء بسواء!

وأما عن شعبية المقاومة في الضفة الغربية فإنها قد ارتفت إلى حد كبير بعد السابع من أكتوبر كما رصدته إسرائيل المزعومة.

وأما عن شعبية الإخوان المسلمين في مصر فيمكنك أن تتأكد منها عبر استطلاع رأي تابع لأي مؤسسة مدنية معتبرة ومحايدة؛ سوف يصدمك نتيجة ذلك الاستفتاء!

الإخوان المسلمين ليسوا حزبا سياسيا يمكن الدعوة إلى حله وليس لهم أوراق اعتماد أو اعتراف في أي دولة في العالم يمكن المطالبة بإلغاء تلك الأوراق أو حل الجماعة من خلاله.

ان أوراق اعتماد الإخوان المسلمين والاعتراف بها راسخة في قلوب أتباعها في العالم من المحيط إلى الخليج ومن النهر إلى البحر فإن أردتم حل جماعة الإخوان المسلمين فلتحلوها من كل تلك القلوب ومن كل هؤلاء الاتباع في العالم.

السيد حمدي رزق/ أخبرني عن أي وطن تتحدث وعن أي حضن؟

أخبرني عن تيران وصنافير ثم أخبرني أين النيل واين حصة مصر التاريخية من مياه النيل؟

أخبرني أين أصول الدولة المصرية ولمن تم تسليمها وبيعها؟ ومن سيكون الوريث لتلك الأصول التي بيعت غدرا وقهرا وديونا وفقرا؟

أخبرني الي أي حد ذهبت قيمة الجنيه المصري والي أي مستقر سوف يستقر وإلى اي مصير سوف يذهب إليه؟

أخبرني عن قيمة وقامة ومكانة مصر الإقليمية والدولية؟

أخبرني عن حدودها ومعابرها ومن يتحكم في فتحها وإغلاقها وحمايتها؟!

أخبرني عن صفقات السلاح التي تمت عبر عشر سنوات مضت وأين تلك الأسلحة ومتي يمكن استخدامها؟!

أخبرني عن أي إنجاز حقيقي عبر تاريخ الحكم العسكري في مصر يمكن أن تعتبره الدول إنجازا غير بناء كثير من مجمعات السجون والمعتقلات وإقامة احتفالية بمناسبة افتتاحها وتشغيلها؟ وحبس كل العقول المصرية الوطنية والمبدعة فيها لتغييب وتقزيم مصر في العالم؟.

أخبرني ماذا يعني كلمة وطن بالنسبة اليكم؟!

أي وطن وأي حضن؟

غير أطلال الوطن وأحضان القهر والسجن واللجوء والفقر والذل!

إننا في حال بئيسة عندما يردد الخائن أغنية الوطن بينما الأحرار من أبناء شعبنا في السجون والمعتقلات!

السيد حمدي رزق لقد نفد رصيد النظام العسكري في مصر ولم يتبقى له غير أيام معدودات فلا تتغنى على أطلال وطن قد أضاعه العسكر لأن اللحن أصبح نشاذ لم يعد أحد من العقلاء يطيق سماع ذلك النشاذ.

إذا لم تستوعب المتغيرات الكبرى القادمة والقريبة فعليك أن تشاهد حال الجيش الإسرائيلي في فلسطين فإن قادته قد أيقنوا باقتراب رحيلهم وحتمية زوالهم. ولعك توقن ماذا سيحدث عندما تزول إسرائيل المزعومة من المنطقة!

وان غدا لناظره قريب

ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

Please follow and like us:
أحمد هلال
حقوقي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب