الأثنين سبتمبر 30, 2024
مقالات

أحمد هلال يكتب: «طوفان الأقصى» وتغيير خريطة الشرق الأوسط

مشاركة:

لا يزال تبعات ضربة حماس الإستباقية تشكل حدثا مهم للغاية من حيث التكتيك والتنفيذ والآثار التي ترتبت عليه.

نجاح الحركة في تنفيذ هجوم إستباقي من 22 نقطة مختلفة وفي توقيت واحد متزامن ومتداخل؛ ثم اختراق الجدار الأمني الصلب وفتح سبع ثغرات ثم هزيمة أنظمة المراقبة الأعلى تكنولوجيا في العالم بتحركات عبر وسائل بدائية كما وصفها بعض المحللين السياسيين «لقد هزمت البدائية التكنولوجيا الأكثر دقة وتطور»

والأكثر إيلاما وصداعا للبيت الأبيض والبنتاجون وتل أبيب هو عودة الفدائيين من نفس أماكن الهجوم بغنائم كثيرة ومكاسب جليلة أدهشت الجميع وحققت نجاحات كبيرة.

قطاع غزة يمثل حالة إنسانية متأزمة على مدى سبعة عشر عاما كاملة من الحصار اللاإنساني لسكان القطاع وتحويله إلى سجن كبير دون تحرك من المجتمع الدولي.

وإن من أهم أدوار المقاومة هي صناعة واقع جديد على الأرض من أجل تحريك المياه الراكدة وإعادة طرح القضية دوليا وإقليميا .

وبرغم أن الظرف السياسي الذي يحيط بالمقاومة غير مناسب مطلقا من حيث إنبطاح كامل للأنظمة العربية الرؤساء والملوك الذين كشفتهم الحرب في غزة ، بالرغم من ذلك الا أن المقاومة قد إتخذت قراراها في ذلك المحيط البائس للغاية.

ولعل تلك الظروف السياسية قد تكون أحد ركائز الخديعة التي أذهلت العالم ولم يتوقعها أحد!!

لقد ارتبطت القضية الفلسطينية ارتباطا وثيقا بالأمة العربية والإسلامية وتتأثر إيجابا وسلبا بالظروف السياسية للدول العربية وخصوصا دول الطوق المحيطة بالكيان المحتل مثل سوريا ولبنان والأردن ومصر.

عندما قامت ثورات الربيع العربي تنفست القضية الفلسطينية الصعداء وباتت قاب قوسين أو أدنى من قرب انتهاء الأزمة الفلسطينية أو على الأقل تحريك الملف الفلسطيني تحريكا إيجابيا يعيد الحقوق والحريات والأمن للشعب الفلسطيني.

الانتكاسة التي حدثت للربيع العربي أدت إلى انتكاسة موازية للقضية الفلسطينية وزادت معها اعتداءات جيش المحتل علي القدس وغزة وتفجرت الأزمة بالاعتداء على حي الشيخ جراح والتوسعات الاستيطانية والاعتداءات المتكررة حول القدس الشريف؛ بل ولم تسلم الكنيسة من اعتداءات إسرائيل!!

 كل تلك الأوضاع المتشابكة والمتناقضة أحدثت حالة من الاضطراب والسخط والتململ واستحالة التعايش مع الأمر الواقع!!

استعدت المقاومة لساعة الحسم واتخاذ القرار الصحيح في توقيت حرج وظروف يستدعي معها المقاومة أن تكون مستعدة لكل الخيارات وتوقع حدوث كل السيناريوهات،والا يعد هذا القرار من باب الانتحار السياسي وتضييع القضية برمتها!!

أعتقد أن المشهد السياسي الإقليمي لا يمكن أن يكون غائبا لدى قيادة المقاومة عندما كانت تستعد وتعد لتلك الضربة حيث أنها تدرك من سيكون في طرف المقاومة ومن سيكون على الحياد ومن سيكون خنجرا في خاصرتها.

تكشفت الأمور رويدا رويدا على الساحة السياسية وتتابعت ردود الأفعال وإتضحت أشكال الدعم والمساندة وكذلك الخذلان والخيانة!!

عندما قامت أمريكا بغزو العراق واستعدت لمعركة تدميرها صرح الرئيس بوش الإبن أن تلك الحرب هي بداية الحروب الصليبية في المنطقة!!

ولكن سرعان ما أدرك خطورة ذلك التصريح ومدى تأثيره على المصالح الأمريكية وردود الفعل في العالم الإسلامي؛ سرعان ما تم التنصل من ذلك التصريح واعتبروه ذلة لسان!!

واليوم وأثناء زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى الكيان المحتل صرح بأنه ليس مجرد وزيرا للخارجية فحسب بل إنه أيضا يهودي ويدعم حق إسرائيل كاملا في الدفاع عن نفسها!!

استدعاء الإشارات الدينية من القيادة الأمريكية في كل مناسبة مواجهة في منطقة الشرق الأوسط فيه دلالة كبيرة على طبيعة وأسباب الحروب والمواجهات في تلك المنطقة بالذات!!

وفي تفصيل قادم في مقال قادم سوف نتعرض بالتحليل للازمة من تلك الزاوية.

إننا أمام مشهد جديد ومختلف سوف تتغير من بعده خريطة المنطقة؛ وإذا كان بنيامين نتنياهو يؤكد ذلك ويعيد تكراره من وجهة نظره وتخطيطه فإننا نلتقط منه نفس التصريح ونؤكد إنه سيكون هناك تغيير كامل للمنطقة وليس في اتجاه ما يتم ترتيبه الآن للمنطقة.

وللقصة بقية

احمد هلال

 حقوقي وكاتب مصري

Please follow and like us:
أحمد هلال
حقوقي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب