أحمد هلال يكتب: نتنياهو «جورباتشوف زوال إسرائيل»
دهشة الضربة الإستباقية التي أعطت حماس اليد العليا في ساحة المعركة كانت مفاجأة للجميع بما فيهم أعضاء من المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس،
حيث أوضح موسي أبو مرزوق في حديثه للجزيرة أن نتائج الضربة الموجعة كانت مفاجأة لنا من حيث ما حققته من إنجاز لم نتوقعه ولم نتوقع هشاشة الجيش الإسرائيلي وسقوطه المتسارع؛
ولو كنا نتوقع تلك النتائج لكانت هناك زيادة في أعداد الذين نفذوا عملية طوفان الأقصى وبدلا من حصرها في غلاف غزة كنا نستطيع الدفع بأضعاف تلك الأعداد والسيطرة على كامل الأراضي المحتلة والقيام بحرب مفتوحة وموسعة هدفها التحرير الكامل للأراضي المحتلة.
عسكريا وبكل موزاين الحرب فإن تلك الضربة هي هزيمة عسكرية إستخباراتية ومعلوماتية يمتد أثرها إلى ثلاثة دول رئيسية هي إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ومصر إضافة إلى السلطة الفلسطينية بتنسيقها الأمني لمنع أي عمليات داخل الضفة الغربية.
ونتيجة للفساد الداخلي في إسرائيل وتصدع الجبهة الداخلية ومحاولة سيطرة اليمين المتطرف على الحكومة وإدخال تعديلات على اختصاص المحكمة العليا بما يحد من صلاحياتها ويمنع من محاكمة أعضاء الحكومة الإسرائيلية وعلى رأسها نتنياهو المتهم بقضايا فساد وفشل عسكري واستخباراتي وسياسي مما أدى إلى كارثة كبري تهدد وجود دولة إسرائيل المزعومة!!
ومن هنا يصبح نتنياهو أحد أهم أسباب سقوط إسرائيل بفساده وفشله سياسيا.
وبحسب الناطق العسكري لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أبو حمزة، إن بنيامين نتنياهو سيكون سببا في تسريع زوال كيان الاحتلال.
وعبر قناته الرسمية على تطبيق تليجرام: «بعد ثمانية عشر يوما من معركة طوفان الأقصى، بات من الواضح لدينا أن حكومة الاحتلال لا تريد لأسراها أن يروا النور، بل ولا تعير أدنى اهتمام لأرواحهم، ونحن نرى أن المجرم نتنياهو سيكون سببا في تسريع زوال الكيان الصهيوني بحكومته وجيشه وفقا لأهوائه الشخصية».
وأضاف: «إن الزيارات التفقدية المتكررة من قادة العدو للتحشيدات العسكرية المهترئة على الجبهتين الشمالية والجنوبية تعكس حالة الإحباط التي يعانيها الجيش الذي يدعي جهوزيته منذ ما يزيد عن عشرة أيام، علما أن هؤلاء القادة يعلمون جيدا ما ينتظر ضباطهم وجنودهم على تخوم قطاع غزة».
وتابع: «إن محاولة دخول جيش العدو الصهيوني إلى قطاع غزة سيشفي غليل صدور آلاف المقاتلين المدربين التواقين لملاقاة ألوية جيش العدو، وسيرى العالم بسالة وبأس المقاتل الفلسطيني الذي يقاتل ترسانة العدو الرهيبة ومن خلفه الشيطان الأكبر أميركا بعقيدة لا تسمح له أن يخرج من هذه المعركة إلا منتصرا».
وهروبا إلى الأمام سيطر نتنياهو على القرار الأوروبي البريطاني والأمريكي وأقنعهم بضرورة فتح مجال لقيامه بضربات جوية تدميرية من أهدافها الضغط الشعبي علي المقاومة في غزة ومن ناحية أخرى إجبار المدنيين على الهروب جنوبا نحو الحدود مع مصر وتفريغ غزة من سكانها ولو جزئيا؛ وتحقيق انتصار يتم تسويقه للداخل الإسرائيلي المنهزم نفسيا!!
اليوم يتم حرب إبادة ضد الإنسانية في غزة ومسح أحياء بكاملها من خارطة العمران في غزة وارتكاب مجازر إنسانية مهولة توحل المنطقة في كارثة لا يتحملها الضمير الإنساني الحر ولا يسكت عنها غير من تأسست دولته علي رقاب ودماء الآخرين!!
وتتم تلك المجازر بدعم لا محدود من أوروبا وأمريكا، حيث أن موقع أكسيوس قد كشف في وقت سابق عن وجود عدد من ضباط سلاح المارينز في إسرائيل برئاسة الجنرال جيمس جلين الذي شارك في العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة في العراق.
وتعكس هذه الخطوة تورط إدارة الرئيس بايدن العميق في العدوان على غزة، ومدى مشاركتها في التخطيط العسكري الإسرائيلي. وليس مستبعدا مشاركة جنود وضباط أمريكان في الحرب خصوصا ضباط النخبة من كتيبة دلتا المدربة على تحرير الرهائن،وربما تكشف صور الضحايا جنود أمريكان من بين القتلى لاحقا!!
وفي إفادة صحفية بالبنتاغون مؤخرا، أوضح مسئول عسكري رفيع أن لدى واشنطن جيلا كاملا من كبار القادة العسكريين الأميركيين الذين لديهم خبرة في مكافحة الإرهاب والعمليات المعقدة، لا سيما في بيئة حضرية مثل غزة. وقد جعلنا خبراءنا متاحين باستمرار لتقديم الدروس المستفادة من خبراتهم الطويلة لنظرائهم الإسرائيليين.
نتنياهو يضلل الرأي العام الإسرائيلي حيث انه يحمل هدفان متناقضان؛ وقد اعتبرت تحليلات نُشرت في الصحف الإسرائيلية اليوم، الإثنين، أنه ليس بإمكان إسرائيل تحقيق هدفي حربها على غزة، القضاء على حركة حماس وحكمها وإعادة الأسرى المحتجزين في غزة. وفي موازاة ذلك، اتهمت التحليلات رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بأنه بات غير مؤهل وفاقد للسيطرة على أقواله وأفعاله إثر التغريدة التي نشرها، مؤخرا، وكتب فيها أن قادة الأجهزة الأمنية، وخاصة رئيس الشاباك ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، لم يحذروا من هجوم حماس في 7 أكتوبر الحالي.ورأى المحلل السياسي في القناة 13 التلفزيونية، رافيف دروكر، بمقاله في صحيفة «هآرتس»، أنه لا توجد أي طريقة لإنجاز الهدفين، فهما متناقضان. وحماس ستوافق على خطة لصفقة تحرير (أسرى)، فقط في حال علمت أن إسرائيل تخلّت عن عزمها بالقضاء عليها. وبعد أن تهدر حماس المزيد من الوقت، ستُفقد إسرائيل الشرعية القومية في النهاية وأعباء اقتصادها ستكون كبيرة للغاية.
وأضاف أنه يجري حاليا دفع فكرة تسمح بصفقة تبادل أسرى كبيرة، «الجميع مقابل الجميع»، وبعد ذلك البدء بحرب تدمير حماس. لكن دروكر وصف هذه الفكرة بأنها «هذيان». واعتبر أن أسرى حماس مهمين لها، لكن هذا ليس الهدف الأعلى. ويحظر مقارنة الوضع الحالي بصفقات الماضي. وهدفهم الأعلى الآن هو البقاء والحفاظ على حكمهم. لكن صفقة شاملة لن تُبرم إلى حين يكونوا متأكدين من أنه لن يكون بإمكاننا الدخول إلى عملية عسكرية برية واسعة للقضاء عليهم.
يبدوا أن أمريكا فقدت السيطرة على نتنياهو ولم تستطيع إيقافه ومنعه من تدمير الجيش الإسرائيلي وتهديد مصالحها في المنطقة!!
وحسب ما يتوارد من مسرح العمليات العسكرية فإن الجيش الإسرائيلي لم يستطع إنجاز أي تقدم او بادرة نجاح غير مزيد من الأخطاء العسكرية وتدهور الأوضاع وسحب الجيش الإسرائيلي إلى حتفه في رمال غزة حيث تنتظره المقاومة الإسلامية بجميع أشكال وأنواع الموت المحقق.
ولن يتم اللجوء إلى هدنة لوقف إطلاق النار الا بعد تسارع الأخبار بكثرة الضحايا والخسائر.
ولا تزال المعركة مفتوحة وتحكم المقاومة في مساراتها ونطاقهاولم تتضح معالم نهايتها بعد.
وللقصة بقية
أحمد هلال
حقوقي وكاتب مصري