الأثنين سبتمبر 30, 2024
مقالات

أحمد هلال يكتب: هل يتكرر سيناريو حرب الخليج؟!

مشاركة:

عطفا علي المقال السابق ورؤية في الموقف المصري تجاه غزة؛ تتسارع الأحداث السياسية بشكل دراماتيكي وتتضح المواقف الحقيقية بعيدا عن البروبجندا الإعلامية والتصريحات الشعبوية.

– ما حدث يوم الـ٧ من أكتوبر، هو مفصلي في تاريخ الأمة الإسلامية والعربية وفي دورات التاريخ، فلنكن على قدره ولنسعى لتثبيت لحظة الانتصار تلك.

وبرؤية أوسع وربط الأحداث السياسية ببعضها البعض الآخر يتضح حجم المؤامرة على غزة والمقاومة.

في تطور متسارع في قضية السيناتور الأمريكي المتهم بالرشوة مينينديز وزوجته.

أعادت الإدارة الأمريكية القضية علي السطح من جديد

صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية 23 سبتمبر 2023، أن السيناتور الأمريكي المتهم بالرشوة مينينديز وزوجته التقيا مع شخص تصفه لائحة الاتهام بأنَّه «مسئول كبير بالمخابرات المصرية” في أحد فنادق واشنطن في يونيو 2021، قبل يوم من الموعد الذي كان من المقرر أن يلتقي فيه المسئول مع سيناتورات آخرين كان من المنتظر أن يؤكدوا معه على حقوق الإنسان.

ووفقاً للائحة الاتهام، أرسل مينينديز لزوجته مقالاً يستعرض الأسئلة المتوقعة، وقد أرسلتها بعد ذلك إلى مسئول مصري آخر، وأضافت في رسالة: “بهذه الطريقة يمكنكم تحضير ردودكم”

وتُظهِر تقارير إخبارية تعود إلى تلك الفترة أنَّ عباس كامل، مدير المخابرات العامة المصرية، والذي يُعتَبَر على نطاق واسع ثاني أقوى رجل في البلاد، كان في زيارة إلى واشنطن ذلك الأسبوع، وكان من المقرر أن يلتقي أعضاء بالكونغرس، ما يشير لأنه هو المقصود أو مسئول أخر .

اللواء احمد حلمي كبير مسئولي المخابرات المصرية في السفارة المصرية في واشنطن واللواء عباس كامل

 وإعادة توصيف الاتهام من رشوة إلى أعمال تجسس

بما يعني الضغط على الجهات السيادية في مصر بملف تجسس وفضيحة دولية.

ومن المعروف أن القضية الفلسطينية انتقلت من وزارة الخارجية إلى المخابرات المصرية مباشرة ولم يعد لوزير الخارجية أية صلاحية في ذلك الملف.

بلينكن بعد جولة خليجية «ضمن تمويل» الجزء الأكبر منه إماراتي سوف يذهب إلى مصر، لخطة التهجير الجزئية وليست الكلية، ومصر قبلت بها ضمنا من خلال تجهيز مدينة سكنية كاملة وفارغة لاستقبال المهجرين قسرا نحو الحدود مع مصر.

– الهدف الآن تحول من تهجير كامل القطاع، إلى تهجير جزء منه لبناء حالة لجوء على الحدود المصرية يمكن أن تتنامى.

أميركا تريد أكثر من إسرائيل إنهاء وجود حماس في غزة، وهذا الهدف الذي صرح عنه «بايدن» بوضوح، وقال إنه لابد من اقتحام غزة، ولكن ليس احتلالها

– حماس أثبتت بهذه الهجمة التي نفذتها استحالة تنفيذ «الممر الاقتصادي الهندي» الذي عكفت عليه الإمارات والهند وإسرائيل والسعودية، والذي تم استثناء مصر وتركيا وقطر والعراق منه

– وبوجود حماس وقوتها المتعاظمة، وتبخر الآمال بتحويلها إلى قوة «يمكن التفاهم معها» وفق الأسس الليبرالية للنظام الدولي، أي تكون مستأنسة، وتركع بالتنمية؛ وتسمح لشعبها بالحياة.. فهنا ناقوس خطر كبير

– لذلك فإنها ولجعل الخطط الأمريكية للمنطقة ممكنة، لابد من إنهاء قوة حماس نهائيا، واقتلاعها من الجذور، وهذه مصيرية لواشنطن أكثر من تل أبيب.

وقد اتفق مع تلك الرؤية السيسي في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الألماني؛ لكنه اقترح عليه صحراء النقب بديلا عن سيناء لحين انتهاء إسرائيل من مهمتها في التخلص من المقاومة الإسلامية بكل مكوناتها.

– إسرائيل قد تتعايش مع وجود مقاومة مسلحة في جوارها تخوض معها مواجهة موسعة أو محدودة .

الإمارات العربية المتحدة كانت أول من هاجم الضربة الإستباقية لحماس حيث أنها تهدد مصالحها في الممر الاقتصادي الهندي وتوقفه تماما

وليس ذلك فحسب لكن الإمارات تتخذ موقفا عدائيا لكل حركات التحرر في العالم.

– لذا يريد بايدن وبن زايد أن ينفذ نتنياهو ضربته، ويسميها بايدن «فرصة تاريخية لاقتلاع حماس»، لأنه وبدون ذلك لن تموت إسرائيل، لكن سيموت مشروع اقتصادي يحاصر الصين وينافسها.

موقف الصين وروسيا موقف متخاذل رغم التصريحات المحدودة ورغم المصالح الكبرى التي حققتها لها المقاومة وإفشال الحصار الاقتصادي الذي تخطط له أمريكا.

ورغم دعوة روسيا مجلس الأمن للانعقاد وفشل الحصول على قرار وقف إطلاق النار؛ لا أراه غير موقفا كرتونيا استعراضيا.

بلينكن فرض على مصر قبول مخيمات لجوء أولية، تسع لـ١٠٠ ألف لاجئ، وهذه إن تمت، فستكون مقدمة لتوسيع دائرة اللجوء إلى مليون، والمليون هؤلاء ستخلق لهم إدارة مدنية جديدة..

زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى إسرائيل ثم وصول وزير الدفاع الأمريكي ثم زيارة بايدن بنفسه، كل تلك الأحداث مجتمعة تؤكد جنون النظام العالمي البئيس الذي تنكر للإنسانية وابسط قواعد وقوانين الأمم المتحدة.

تأكيد دعم ضرب المستشفى المعمداني وضحايا مدنيين لخلق حالة من الاضطراب الرعب والضغط على أهالي غزة للخروج من القطاع

كل تلك الأحداث تشكل جرائم حرب بمباركة دولية ومشاركة عسكرية فعلية ودخول أمريكا بقواتها علي خط المواجهة.

أوراق الضغط اللوبي الصهيوني أصبحت كبيرة على النظام العسكري في مصر لقبول ودعم خطة التهجير.

واستخدام العصا والجزرة مع النظام العسكري في مصر لا يمكن أن يستمر الرفض «ولو ظاهريا» كثيرا؛ خصوصا وان النظام العسكري في مصر يقع تحت ضغط انفجار داخلي نتيجة تردي الوضع الاقتصادي الذي أصبح على حافة الانهيار والانفجار. ويبحث عن طوق نجاة يؤخر ذلك السخط الشعبي المتزايد.

فهل يتكرر سيناريو؟

حرب الخليج بعد قبول حسني مبارك المشاركة في مقابل إسقاط جزء كبير من الديون مع وديعة مالية كبيرة؟!

لا زال النظام العسكري في مصر يتفاوض في أكثر من ذلك.

لكن يبقى القرار النهائي للمقاومة في فلسطين غزة.

أحمد هلال

 حقوقي وكاتب مصري

Please follow and like us:
أحمد هلال
حقوقي وكاتب مصري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب