أقلام حرة

أحمد يوسف السيد يكتب: «اليزيدية» و«الحسينية» في فكر «خامنئي»

1- إذا كان المقصود في كلامه بـ«الجبهة اليزيدية» جبهة الظلم والجور؛ فإن رفض الظلم والجور يجب أن يكون أمراً مقدّساً لا يُجزّأ بحسب الطائفة،

ونحن نرى أن الجبهة الإيرانية بأذرعتها العسكرية الشيعية قد اصطفّت مع معسكر الظلم والجور في سوريا، ودعمت أعتى الظلمة وأشدهم جوراً في العصر الحديث؛ وخذلت الثائرين في وجه الظلم والجور وحاربتهم؛ فنحن -حينها- الحسينيون المظلومون الثائرون ضد الظلم والجور في مقابل الظالمين المعتدين.

الجبهة اليزيدية

2- إذا كان المقصود المعيّن بـ«الجبهة اليزيدية» في خطاب خامنئي الأخير: (جبهة الكيان المحتل ومن يقف معه في حربه ضد غزة) فلا شك أنها جبهة ظالمة؛ لكن الإشكال أنّ هذا التعيين ليس ثابتاً عندهم على أشخاص أو كيانات بأعيانها تدور في فلك الكيان المحتل فحسب؛ بل إن الجبهة اليزيدية تتسع وتضيق في تقييمات القيادة الشيعية وأذرعتها المسلحة بحسب الأحداث وطبيعة الصراع، لتشمل كثيرا من أهل السنة -كما رأينا ذلك في سوريا والعراق- في الحرب التي خاضتها إيران وحزب الله والحشد الشعبي جنبا إلى جنب مع النظام النصيري والجيش الروسي ضد أهل السنة “النواصب بنظرهم”- وارتكبوا فيها أنواع المجازر الوحشية والتهجير العام والتغيير الديموغرافي.

3- إذا كان عامة أهل السنة لا يعظمون يزيد ولا يتغاضون عن أخطائه الجسيمة وظلمه العظيم؛ فإنه لا يصح وصفهم في أي زمن بالجبهة اليزيدية؛ لا في الماضي ولا في الحاضر ولا المستقبل.

ولكن الشأن عند المخالف ليس في حقيقة موقف أهل السنة، وإنما فيما يدّعيه هو عنهم ثم يحاربهم بناء عليه، فعامّتنا في نظر المخالف نواصب نستحق العقوبة ولو حلفنا ألف مرة بين الركن والمقام أننا نعظم عليّاً وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين ونحب أهل البيت ونواليهم.

فالمخالف يحاربنا على أرض الواقع ويقتل نساءنا وأطفالنا بناء على ادعاءاته هو عنّا، مستدعياً التاريخ والتشيع والنصب والحسين ويزيد (وانظروا الفيديو المرفق لأحد القادة الشيعة العراقيين الذي شارك في معركة حلب ضد أهل السنة في سوريا- فهذه حقائق مثبتة يتبناها المخالف ويسفك لأجلها الدماء وليست دعاوى طائفية نُرسلها في هذا الوقت الحرج)

الجبهة الحسينية

4- أمّا «الجبهة الحسينية» فلا يستحقها الإنسان بمجرد كونه سنياً، ففي السنة من هم خونة مجرمون يصطفون مع الظلم والجور والاحتلال، وإنما يستحقها الإنسان بمدى تحكيمه لمعيار العدل ومحاربته للظلم مع اتباعه لجدّ الحسين وإمامه ﷺ الذي جاء بالشريعة والمنهاج الذي ينبغي اتباعه في النفس والمجتمع والأمة. فالقضية ليست ادعاءات وشعارات ثورية فحسب، بل هي دين وعبودية لله تعالى.

وختاما..

من يقول ليس هذا وقته وكفانا تفرقا وطائفية فأقول: هذه تعليقات على كتابة ابتدأ بنشرها «خامنئي» عن الجبهة الحسينية واليزيدية وفيها ما يستحق التوضيح والبيان، فليقدم المعترض اعتراضه على صاحب الكتابة الأصلية لا الذي يناقشها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى