السبت أكتوبر 26, 2024
أقلام حرة

أحمد يوسف السيد يكتب: ثلاثة أطراف شاركت في الحرب على غزة

مشاركة:

– في هذا الزمن الذي اشتد فيه عدوان الصهاينة وطال كيدهم ومكرهم، وظهرت فيه نيّتهم التوسعية المهددة للمنطقة كلها، والمبشّرة بشرق أوسط جديد، وصمدت فيه المقاومة الفلسطينية وحاضنتها في غزّة عاماً كاملاً، محتسبين مؤمنين مسلّمين محسنين الظن بربهم سبحانه، مع كل ما أصابهم في سبيل الله، فما وهنوا وما ضعفوا وما استكانوا.

– وفي هذه الظروف الشديدة التي برز فيها النفاق، واستحكم فيها أهل الباطل بأدواتهم، وكثر الخاذلون، وقلّ الناصرون، وظهرت فيها بعض الأصوات الشرعية المشوهة، وخُدَّرَتْ فيها الشعوب بأنواع الملهيات، وقُيّدَت بأنواع المقيِّدات: تفتقد الساحة كثيراً من علماء أهل السنة ورموزهم وقادة مصلحيهم والفاعلين المؤثرين منهم، الذين حُيِّدوا عن نصرة غزّة بسبب حرب شرسة مستمرة عليهم في العقدين الماضيين شاركت فيها ثلاثة أطراف:

١-المحتلّ الغربي.

٢-بعض الأنظمة السياسية «السنّيّة».

٣-المشروع الإيراني وأذرعه.

– ومع هذا الخلوّ للساحة، والضعف العام، والتغييب للرموز، برزت بعض الأحزاب الشيعية في نصرة غزة، ضمن تحالف شكّل محوراً لتحقيق هذا الهدف،

 وصاحَبَ هذا البروزَ تمجيدُ بعض أهل السنة لهذه الأحزاب، وغسلُ سجلّ جرائمهم في حقّ أهل السنّة، وتزكيتهم شرعيّاً على مواقفهم في نصرة غزة.

وبهذه التزكية الشرعية ينتقل الموقف من الشعور الفطريّ والتحالفات السياسية إلى الفتنة الدينية التي تهدد بازدياد خطر التشيّع في المنطقة؛ فقد نشهد -بسبب ذلك- موجة تشيّع قادمة تلفح كثيراً من شباب الأمة، وتهوي بعقيدتهم ورأس مال إيمانهم، بسبب العاطفة الشعورية التضامنية.

وهذه فتنة عظيمة؛ يجب التحذير والوقاية منها.

– والتحذير من هذه الموجة -مع أهميته في هذا الوقت- لا ينبغي أن يشغلنا عن القضية الأصل، وعن الواجب الأهم وهو نصرة غزّة ومقاوميها الأبطال وأهلها الثابتين، الذين سطروا أعظم النماذج في الصبر والصدق والثبات.

– وهذا المشهد الشمولي المركّب والمعقّد ينبغي معه زيادة الوعي بأسباب غياب المكوّنات السنّيّة عن هذه النصرة وبيان الثالوث الشرس الذي التهمها خلال العقدين الماضيين، والذي سبقت الإشارة إليه في هذا المقال.

والأهمّ من ذلك: ينبغي السعي الحثيث لاستعادة قدرة الأمة على الفعل من جديد، والتفافها حول رموزها الصادقين،

وإدراك خطورة التقييد الحالي للسياقات السنّيّة فهو شرّ ووبال على قضايا الأمة عموما، وعلى عقيدة شبابها خصوصا.

ونسأل الله أن يحفظ غزة وأهلها وينصرهم نصرا مؤزرا وأن يحفظ المسجد الأقصى من كيد الصهاينة، وأن يذل أعداءه وأعداء أمة نبيه ﷺ من المنافقين والمجرمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *