استفاقت إيران فجرا على واحدة من أعنف الضربات الجوية التي عرفتها منطقة الشرق الأوسط خلال عقود. أكثر من 200 طائرة إسرائيلية اخترقت الأجواء الإيرانية في عملية محكمة ومدمّرة، استهدفت قادة عسكريين كبارًا، وعلماء نوويين بارزين، ومراكز قيادة، ومواقع نووية وعسكرية شديدة التحصين في قلب العاصمة طهران ومحافظات أخرى. كانت الضربة صادمة في سرعتها، مرعبة في دقتها، وأخطر ما فيها أنها كشفت هشاشة ما كان يُعتقد أنه أحد أكثر أنظمة الدفاع تعقيدًا في المنطقة.
أسئلة الهجوم الصهيوني على إيران لا حصر لها، ولا تجد إجابات ،ومن بين مئات الأسئلة الحائرة ،هناك 10 أسئلة هي الأكثر خطورة ومن بينها
1. كيف اغتالت إسرائيل كبار قادة الجيش الإيراني بهذه السهولة؟
ضربة واحدة، خلال أقل من ساعتين، كفيلة أن تغيّر توازنات القوة في المنطقة: رئيس أركان الجيش الإيراني اللواء محمد باقري، قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، والقيادي المخضرم غلامعلي رشيد، جميعهم قُتلوا في منازلهم، وبضربات دقيقة استهدفت غرف نومهم. هذه ليست مجرد عملية اغتيال، بل عملية “اصطياد” محكمة، تشير إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لم تكن تعرف فقط مواقعهم الجغرافية، بل كانت تتابع تفاصيل تحركاتهم اليومية، لحظة بلحظة.
2. كيف وصلت إسرائيل إلى غرف نومهم ؟
ليس من الطبيعي أن يُقتل ثلاثة من كبار القادة العسكريين في منازلهم داخل العاصمة، وفي ليلة يعلم فيها الجميع أن الحرب ليس فقط على الأبواب، بل بدأت بالفعل منذ أن قال ترامب ردا على استفسار الصحفيين عن قرار سحب الموظفين من السفارة الأمريكية بجملة سترون ذلك
فهل لم تكن هناك خطة طوارئ؟ أين هي الملاجئ المحصنة؟ أين هي غرف القيادة البديلة تحت الأرض؟
السؤال المرعب هو كيف ظل القادة في أماكنهم ،هل ظنوا أن حمايتهم مضمونة.هل كانت لديهم ثقة لا حدود لها أن إسرائيل لا يمكن أن تصل إليهم.
أم أن دولة الاحتلال الإسرائيلي كانت تملك مفتاح الدخول إلى شبكة الأمان الإيرانية.
–
3. هل اخترق جيش الاحتلال الإسرائيلي الدفاعات والمخابرات الإيرانية بالكامل؟
فمن الواضح أن إسرائيل لم تُنفذ الضربة اعتمادًا على القوة الجوية فقط، بل على بنك معلومات استخباراتي تفصيلي، وهو ما لا يتحقق إلا بوجود اختراقات بشرية وإلكترونية عميقة داخل أجهزة الجيش والمخابرات الإيرانية. هذا مستوى من الاختراق يضع جهاز الموساد أمام إنجاز نوعي ربما يوازي، أو حتى يتفوق على سلاح الجو الصهيوني الذي نفذ الضربة.
4. لماذا لم تطلق إيران صاروخًا واحدًا على 200 طائرة؟
صمت الدفاعات الجوية الإيرانية كان صادمًا. لم تُسجل أي عملية اعتراض لطائرات إسرائيلية، ما يشير إلى 3 احتمالات كارثة : إما أن الدفاعات الجوية تعرضت للتشويش الكامل، أو أن مراكز القيادة التي كانت تدير الدفاع الجوي تم تدميرها في الدقائق الأولى من الهجوم. أو أنها تعطلت عمدا وأن المسئولين عن منظومة الدفاع الجوي الإيراني قد تعمدوا عدم التعرض للطائرات الإسرائيليية أي حدثت خيانة كبرى
في كل الحالات ، النتيجة واحدة: السماء كانت مفتوحة أمام الطيران الإسرائيلي دون مقاومة.
5. هل المنظومة الدفاعية الإيرانية مهترئة إلى هذه الدرجة؟
رغم ما يُعلن عن تطور المنظومات الإيرانية مثل “باور 373” و”خرداد 15″، فإن الضربة الإسرائيلية أثبتت أن هذه المنظومات لم تكن سوى “فزّاعة صوتية”. لا رادار رصد، ولا صاروخ اعترض، ولا قاعدة تحركت. لقد انهارت “هيبة الردع الإيراني” في دقائق.
6. أين الاتفاقيات العسكرية مع الصين وروسيا؟
إيران قدمت نفسها طوال السنوات الماضية كحليف استراتيجي لروسيا والصين، ولكن في ليلة المصير، لم تُفعل أي منظومة صينية، ولم تُشغّل أي رادارات روسية متطورة، ولم يصل أي دعم استخباراتي أو تقني. فهل كانت هذه التحالفات مجرد استعراض سياسي دون مضمون دفاعي فعلي؟ أم أن طهران لم تملك أصلاً أنظمة متقدمة لأنها لم تُمنح لها خوفا من غضب إسرائيل ؟
7. لماذا لم تحصل إيران على منظومة “إس-400” الروسية؟
منظومة الدفاع الجوي “إس-400” قادرة على مواجهة طائرات الشبح الإسرائيلية. ورغم محاولات إيران المتكررة للحصول عليها، فإن موسكو لم توافق حتى اللحظة،رغم أن الجزائر تمتلك هذه المنظومة وكذلك تركيا، الضربة الإسرائيلية وضعت علامات استفهام كبرى حول هذا التأخير، وأكدت أن اعتماد إيران على “الاكتفاء الذاتي” في الدفاع الجوي أو صواريخ إس 300 القديمة كان خطأ استراتيجيا قاتلا
8. لماذا نام قادة الجيش في منازلهم عشية الحرب؟
يعلم القادة العسكريون أن ساعات ما قبل اندلاع حرب كبرى هي الأخطر، وكان يُفترض أن ينتقلوا إلى أماكن محصنة. لكن الواضح أنهم لم يفعلوا. إما أن الخطة لم تكن موجودة، أو أنهم وثقوا في جاهزية لم تكن حقيقية. وهذا يُعيدنا إلى سؤال مركزي: هل تمت التضحية بهؤلاء القادة عبر تسريبات داخلية؟
9. هل تحركت خلايا نائمة موالية لإسرائيل داخل إيران؟
الهجوم بهذا الحجم والدقة يستحيل تنفيذه دون عناصر على الأرض. الحديث عن “عملاء” ليس اتهامًا، بل ضرورة تحليلية: من حدد المواقع؟ من دلّ على لحظة وجود كل قائد في منزله؟ من أرشد إلى طرق التفاف حول أنظمة الرادار؟ كل ذلك يعزز فرضية أن إسرائيل باتت تمتلك شبكة بشرية واستخباراتية واسعة داخل العمق الإيراني.
10. هل ما حدث نهاية إيران ؟
الهجوم الإسرائيلي على إيران ليس مجرد عمل عسكري، بل ضربة استباقىة أنهت مرحلة من الصراع وأعلنت عن بدأ مرحلة “كسر العظم”. إيران اليوم أمام خيارين: الرد الشامل والدخول في مواجهة كاملة شاملة … أو الامتصاص والتراجع، وهو ما قد يكلفها تفكك الداخل وفقدان قيمتها للأبد داخل الإقليم