ثارت مشاركة عالم الآثار المصري زاهي حواس في حلقة من بودكاست جو روجان الشهير جدلاً واسعًا، بعد أن ظهر بأداء إعلامي مرتبك، وسط غياب واضح لأي دعم رسمي أو إعداد احترافي من الجهات المصرية المختصة. الحلقة التي تابعها جمهور عالمي ضخم، قُدّر بأكثر من نصف مليار مشاهد حول العالم، مثّلت فرصة ذهبية ضائعة للترويج للحضارة المصرية القديمة.
هجوم إعلامي وترويج لنظريات بديلة
استضاف جو روجان، المعروف بأسلوبه الاستقصائي، زاهي حواس في حلقة تصدّرت التريند، وواجهه خلالها بأسئلة دقيقة تتعلق بنظريات الكاتب جراهام هانكوك، الذي يروج لوجود “حضارة أقدم من الفراعنة”. أداء حواس اتسم بالتوتر، مع اعتماد مفرط على تكرار عبارة “ارجعوا لكتابي”، دون تقديم ردود علمية مقنعة، ما أثار استياء العديد من المتابعين، خصوصًا بسبب ضعف لغته الإنجليزية.
غياب التحضير والدعم المؤسسي
أظهرت الحلقة غياب أي دور من وزارة السياحة أو هيئة الاستعلامات أو حتى السفارة المصرية في واشنطن، حيث لم يتم توفير أي مستشار إعلامي أو وثائق دعم لحواس. هذه الثغرة حوّلت ظهوره إلى مواجهة فردية غير متكافئة في واحدة من أكبر المنصات الإعلامية العالمية.
خسارة إعلامية وسياحية تقدر بالملايين
وفق خبراء، كانت الحلقة فرصة ترويجية مجانية توازي حملة دعائية بقيمة 20 إلى 30 مليون دولار، كان يمكن أن تسهم في دعم القطاع السياحي المصري واستقطاب ملايين الزوار. إلا أن الأداء الضعيف ساهم في إضعاف صورة مصر كوجهة حضارية وثقافية في وقت تسعى فيه البلاد لإنعاش السياحة كأحد روافد الاقتصاد.
دعوة لإعادة هيكلة الإعلام الخارجي
طالب خبراء ومراقبون بضرورة إعادة تقييم الأداء الإعلامي المصري في المحافل الدولية، ووضع استراتيجية مدروسة لسرد رواية الحضارة المصرية بلغة العصر، مع تدريب المتحدثين الرسميين على مهارات الإعلام الدولي والتعامل مع النظريات الغربية.
وأكد متابعون أن “7000 سنة حضارة لا تزال تفشل في التعبير عن نفسها عالميًا”، في غياب دعم مؤسسي وتنسيق إعلامي محترف.