“أرْشِد بشِعرك”.. شعر: عمر بلقاضي
يا شاعرًا صاغ الشُّعورَ وصَوَّرَا
كم قدَّمَ الشِّعرُ الأصيلُ وأخَّرَا
أرْشِدْ بشعرِكَ لا تَكنْ مُتوَانِياً
اجْعلْ قَرِيضَكَ للجَوانِحِ منبَرَا
لا تَحفلَنَّ بمَنْ أتاكَ ومن نَأَى
عن حُسنِ قولِكَ واسْتطابَ المُنكَرَا
اللهُ أدْرَى بالعبادِ يَسوقُهمْ
نحو الصَّلاحِ متى أرادَ وقرَّرا
نزِّهْ فؤادَكَ عن قُنُوطٍ مُوهِنٍ
لا يُحْبِطنَّكَ رَهْطُ أوْهامِ الثَّرَى
ازرعْ كلامَ الحقِّ حُلوًا صادِقاً
صِدقُ الكلامِ يُنيرُ في هذا الوَرَى
يَنمُو خِلالاً راقياتٍ في النُّهَى
ويَقومُ في عُتَمِ النُّفوسِ مُنوِّرَا
كَمْ كِلْمَةٍ بَعثتْ ضِياءً في الرُّؤَى
فغَدَا الضِّياءُ هِدايةً وَتَحرُّرَا
اِحرِصْ على حرْفِ الرَّشادِ فإنَّهُ
يَغزُو النُّفوسَ مُرَبِياً ومُطهِّرَا
احرِصْ على كَلِمٍ تنالُ ثوابَهُ
يَبقَى على نُبْلِ المُرادِ مُعبِّرَا
إنَّ القصائدَ في الكفاحِ كتائبٌ
فالشِّعرُ يُحيِي الخاملينَ مُؤثِّرَا
والشِّعرُ أُنْسُ الرُّوحِ في أحزانِها
يَجْلُوا الفؤادَ إذا الفؤادُ تكدَّرَا
والشِّعرُ يَرْمي المُفسدينَ يَصدُّهمْ
والشِّعرُ يُعْلِي المُصلِحينَ مُقدِّرَا
سَقْياً لمنْ صاغَ الحروفَ قلائدًا
للمَكْرُماتِ وعافَ أضْغاثَ الكَرَى
سَقيًا لمنْ رامَ الصَّلاحَ بِشِعْرِهِ
بالحَرْفِ أوْهَى المُخْزِياتِ وغَيَّرَا