في الأشهر الأخيرة، تصاعدت شكاوى المواطنين في مصر بشأن أعطال مفاجئة في سياراتهم، خاصة بعد التزود بالوقود. هذه الشكاوى أثارت جدلاً واسعًا حول جودة البنزين المتداول في بعض المحطات، مما دفع الجهات الرسمية إلى التحرك للتحقق من صحة هذه المزاعم.
بداية الأزمة واكتشافها:
بدأت الأزمة في الظهور خلال شهر أبريل 2025، حيث تداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي منشورات تشير إلى أعطال شائعة مثل تلف “طرمبة البنزين” وانخفاض أداء المحرك، مع تحذيرات متزايدة من التزود بالوقود من محطات معينة . هذه المنشورات دفعت العديد من المواطنين إلى مشاركة تجاربهم، مما زاد من حدة الجدل والقلق العام.
قال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، إن كريم وزير البترول عرض على الرئيس عبدالفتاح السيسي تفاصيل مشكلة البنزين التي حدثت مؤخرًا.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي، اليوم الأربعاء، أن الأزمة تتمثل في أن شحنة بعينها من قِبل إحدى الشركات المعنية بالتكرير كانت بها نسبة كبريت أعلى من النسبة المحددة.
وأوضح أن المنظومة تتضمن وجود شركات تكرير مختلفة أو استيراد شحنات بنزين وسولار جاهزة من الخارج، مؤكدا أن التكرير في مصر يتم من خلال بعض المعايير، ويتم الكشف على هذه الشحنات من خلال معامل مستقلة وليست تابعة للدولة.
ونوه بأن الأزمة التي وقعت كانت لإحدى الشركات مع المعمل بشأن الشحنة المذكورة، مؤكدا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي وجه باتخاذ الإجراءات القانونية ضد الأفراد من الطرفين الذين كانوا مسئولين عن الأمر بصورة مباشرة، مع توقيع غرامات مالية على الكيانين.
وأفاد بأن وزير البترول عرض على الرئيس السيسي كيفية سير المنظومة؛ منعًا لتكرار هذه الأزمة في المستقبل.
وتعود مشكلة البنزين إلى شكاوى المواطنين من أعطال في طلبمات سياراتهم وأرجعوا الأمر لما قيل إنه بنزين مغشوش، فيما أجرت وزارة البترول إجراءات عاجلة وسحبت عينات من عدد من المحطات وتبين وجود عدد قليل منها غير مطابق، فيما تقرر صرف تعويضات لمن قدموا شكاوى رسمية وقت الأزمة.
الإجراءات الرسمية المتخذة:
استجابةً لهذه الشكاوى، قامت وزارة البترول والثروة المعدنية بإجراء تحاليل شاملة لعينات البنزين المتداولة، شملت عينات من المستودعات ومحطات التوزيع، بالإضافة إلى عينات تم سحبها بشكل مستقل على مستوى الجمهورية من قبل مفتشين محايدين تابعين لجهات معتمدة عالميًا. وقد أثبتت نتائج التحاليل حتى تاريخه أن جميع العينات مطابقة للمواصفات القياسية المعتمدة دون استثناء .
ردود الأفعال الرسمية:
أكدت وزارة البترول والثروة المعدنية أن جميع المنتجات البترولية، بما في ذلك البنزين، تخضع لرقابة دقيقة وفحوصات دورية خلال مراحل الإنتاج والتوزيع لضمان مطابقتها للمواصفات القياسية المصرية. كما دعت المواطنين إلى الإبلاغ عن أي شكوى أو ملاحظة تتعلق بمنتج البنزين من خلال الاتصال على الخط الساخن 16528 .
الخلاصة:
بينما تستمر الشكاوى من بعض المواطنين بشأن جودة البنزين، تؤكد الجهات الرسمية أن جميع المنتجات البترولية تخضع لرقابة صارمة وفحوصات دورية.