أزمة الطاقة وانقطاع الكهرباء تكرس فشل نظام الملالي في حل مشاكل الشعب الإيراني
عام 2025 في إيران بدأفي ظل ظروف تشير إلى أن البلاد على أعتاب ثورة شعبية ضد النظام الكهنوتي البغيض لولاية الفقيه.
فالفشل الاستراتيجي الذي مني به النظام الإيراني في سوريا، باعتباره ذروة سلسلة من الهزائم المتتالية التي تكبدها العام الماضي، بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي لا تجد حلولاً داخل البلاد، قد وفرت بوضوح الظروف الموضوعية لإسقاط النظام الكهنوتي على يد الشعب والمقاومة الإيرانية. تصريحات المسؤولين من الدرجة الأولى في النظام تؤكد هذه الحقيقة بشكل جلي.
يوم الاثنين، قدم بزشكيان، بعد لقائه خامنئي، تقريرًا عن هذا الاجتماع ونتائجه خلال مقابلة قصيرة مع مراسل التلفزيون الحكومي، حيث تضمنت تصريحاته نقاطًا لافتة للنظر.
وبحسب حديث بزشكيان، فإن اللقاء تطرق إلى مخاوف النظام، التي تشمل التضخم وارتفاع الأسعار، وضعف قيمة العملة الرسمية، والقضاء على الفقر، ومعاناة المواطنين المعيشية، إضافة إلى النزاعات الداخلية داخل النظام والمسائل السياسية.
ولكن الإجابة التي قدمها بزشكيان على سؤال محدد بشأن أزمة الطاقة كانت صادمة!
قال بزشكيان: “انظروا، الخطوة الأولى كانت عندما ناقشنا هذا الموضوع مع القائد المعظم، وفي المرة الثانية التي عدت فيها، وجدت أن أضواء الغرفة تم تخفيضها إلى النصف، وقال لي: انظر، لقد خفضنا الإضاءة بمقدار درجتين! وهذا أمر مهم للغاية، لأنه إذا قام جميع سكان البلاد بإطفاء مصباحين في منازلهم وخفضوا درجة حرارة منازلهم بدرجتين، يمكننا تخصيص هذه الأموال للمعيشة، أو لتوفير فرص العمل، أو لدفع الرواتب، أو لتأمين القمح…”.
واستمر بزشكيان في الحديث بنفس النهج، حيث ربط بين إطفاء مصباحين وحل جميع القضايا، بدءًا من إكمال خط السكة الحديد بين آستارا ورشت، مرورًا بتعديل الرواتب، وانتهاءً بالحد من التضخم.
هذه الترهات لا يمكن اعتبارها فقط نتيجة لسخافة مبررات بزشكيان، بل إن مثل هذه الادعاءات السخيفة تمثل بوضوح التناقض الشديد والعجز الكامل الذي يعاني منه النظام من جميع النواحي.
يقر خبراء النظام أن المفردات التقليدية مثل “الأزمة” و”الطريق المسدود” لم تعد كافية لوصف الوضع الحالي، مما يدفعهم لاستخدام تعابير مثل “الأزمة العظمى”، “المستنقع”، و”على حافة الهاوية”، أو اللجوء أحيانًا إلى صور وتشبيهات سريالية.
على سبيل المثال، شبّه أحد أبواق النظام الوضع الحالي للنظام بسيارة “ليس لها سائق، أو حتى إن كان هناك سائق، فإنه لا يملك السيطرة على أجزائها.
والأهم من ذلك، أن وجهة الرحلة غير معروفة، أو لا يوجد توافق بشأنها. عدد الركاب يفوق الطاقة الاستيعابية. كما أن الوقود غير كافٍ. باختصار، هذه السيارة لا يمكن قيادتها للوصول بسلام إلى أي مكان” (عباس عبدي – صحيفة اعتماد، 30 ديسمبر).
كما أشار أحد الاقتصاديين التابعين للنظام إلى “خطر الجمود التام لدى الحكام”، محذرًا بقوله: “… في الأساس، لا يوجد مكتب أو مسؤول محدد لصنع القرارات أو اتخاذها… نظام اتخاذ القرارات بسبب عشرات المجالس العليا واللجان قد دخل في غيبوبة منذ وقت طويل، حيث لا تُتخذ أي قرارات على الإطلاق في هذا البلد” (مسعود نيلي – صحيفة اعتماد، 31 ديسمبر).
قال رئيس مجلس النظام الرجعي، قاليباف: “لا يمكن أن تكون بلادنا صاحبة المرتبة الأولى عالميًا في النفط والغاز، ومع ذلك نعيش في هذا الوضع الذي نحن فيه اليوم… لماذا لا نملك الكفاءة لحل هذه المشكلات؟” (تلفزيون النظام – 21 ديسمبر).
أما بزشكيان، الذي يدّعي الآن أن جميع المشاكل يمكن حلها بإطفاء مصباحين، فقد اعترف قبل 10 أيام قائلًا: “بعد 40 عامًا، لم يكن ينبغي أن نصل إلى وضع نعجز فيه عن تقديم الخدمات للعديد من مناطق البلاد” (المصدر نفسه).
ويعاني النظام الكهنوتي، باعتراف قادته الكبار، من العجز التام عن إدارة شؤون البلاد الأساسية وتوفير الاحتياجات الأولية للمواطنين، من الغاز والكهرباء والتدفئة إلى المياه والخبز. أبعاد الفساد والاختلاس أصبحت هائلة، السفن تختفي بحمولاتها، سعر الدولار بلا رقيب، والريال الإيراني أصبح العملة الأكثر انعدامًا للقيمة في العالم…
تصف وسائل الإعلام وأبواق النظام هذا العجز والشلل بعبارات مثل “جمود الحكام” و”غيبوبة نظام صنع القرار”. في الواقع، الحُكام عاجزون عن الحُكم، ويحاولون تعويض ذلك بتكثيف القمع وزيادة عدد الإعدامات اليومية.
ولكن العجز عن الحُكم هو وجه واحد من العملة؛ الوجه الآخر يتمثل في ملايين المواطنين الساخطين الذين لم يعودوا قادرين على تحمل نير هذا النظام على رقابهم، والذين يهتفون في الشوارع: “الفقر والفساد والغلاء – سنمضي حتى إسقاط النظام”.
هذا الوضع يُعرّف بالكلاسيكية على أنه “وضع ثوري”، والمجتمع الإيراني يتجاوز هذا التعريف ليكون “على أعتاب الثورة”. هذه الحقيقة عبّر عنها أحد علماء الاجتماع المرتبطين بالنظام بقوله: “المجتمع الإيراني في مرحلة تحول!” (تاجيك – صحيفة آرمان ملي – 22 ديسمبر).