الأربعاء يوليو 3, 2024
مقالات

أسامة حافظ يكتب: الباز والبازيون.. وتمزيق الوطن

استضاف أحد مطبلتية الإعلام شخصا يسميه قياديا منشقا عن الجماعة الإسلامية ليحكى عنها مجموعة من القصص بعضها من تأليفه وتلحينه وبعضها صحيح ولكن مُشوه سواء لجهل منه أو بهارات يضيفها للحدث لحبكة القصة ويحاوره مفتعلا الجدية كأنه يعطى للناس معلومات جديدة.

والمسألة ببساطة ولأوفر على حضراتكم الحوار والجدية والأفلام أن «الجماعة الإسلامية» بالفعل قادت منذ أربعين سنة ولمدة بضع عشرة سنة تمردا ضد النظام السابق قتل فيه رئيس الجمهورية الأسبق أنور السادات والعشرات من رجال الأمن ورجال الدولة وغيرهم كما قتل العشرات بل المئات من شباب الجماعة كانت حماستهم تسبق فقههم ونظرتهم للواقع.

ثم أدركوا خطأ ما وقعوا فيه فقرروا وقف هذا الاحتراب وأعلنت «قيادتهم التاريخية» الدعوة إلى وقف القتال والبيانات المحرضة عليه  فيما سمى مبادرة وقف العنف، وتجاوبت معها أجهزة الدولة  وشكلت القيادة التاريخية مع مجموعة من شرفاء «جهاز الأمن الوطني» ملحمة من الحوار والإقناع سطروا معانيها في كتابات نشرت وقامت الدولة بطباعتها وتوزيعها في المكتبات العامة والجامعية ومكتبات المساجد وانتشرت فكرتها في أنحاء العالم الإسلامي.

واستفادت كثير من الدول التي عانت من نفس المشكلة من خبراتهم وانطلقوا وبإشراف امن الدولة في جولة في السجون حاوروا فيها الأعضاء المسجونين حتى اقتنعوا جميعا وتجاوبوا معها وتجاوبت كل طوائف المجتمع وذوى الرأي فيه معها وتداولت آراءهم صفحات الجرائد وبرامج التلفاز ودعم الأزهر الشريف تلك الكتابات وأعلن موافقته عليها وصرح بتداولها.

أما عن دور الإعلام في ذلك الوقت فسأجمل بعضا منه بحسب ما تسمح الذاكرة إذ نشر أحمد موسى مراسل جريدة الأهرام في وزارة الداخلية في ذلك الوقت  سلسلة الندوات التي أقامها قادة الجماعة في السجون تحت إشراف امن الدولة على مدار أسابيع في جريدة الأهرام وكان يفرد له صفحة كاملة كل مرة لينشر تفاصيل الحوارات ونشرت ملخصات كتب المبادرة في صحيفة الشرق الأوسط التي كان يرأس تحريرها الأستاذ عبد اللطيف المناوي ساعتها أما الأستاذ مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين في ذلك الوقت فقد أجرى مجموعة من الحوارات مع قادة الجماعة نشرها في جريدة المصور ثم حضر ندوة من تلك الندوات التي كنا نطوف بها في السجون وكتب عنها في المصور ثم جمع ذلك في كتاب نشره فى ذلك الوقت وكان من أشد المتحمسين لهذه المبادرة وتكلم داعما لها في أكثر من برنامج ونشرت الصحف في ذلك الوقت آراء كثير من المفكرين الداعمة لهذه المبادرة من خلال برامج خصصوها لذلك وسجل التلفزيون الرسمي للدولة عدة برامج حوارية مع قادة الجماعة.

«كل ذلك قبل أن يدخل الباز عالم الإعلام إذ كان ساعتها معيدا جديدا في الكلية والتقطه عادل حمودة ليعمل معه وكان حمودة في ذلك الوقت ملئ السمع والبصر قبل أن يطاح به من عرش روزاليوسف» إثر خلافه مع بعض الكبار ولعلك تفهم لماذا يحاول الباز أن يستخرج أستاذه من الظلمات على لسان من سماه القيادي المنشق.

وانتهى الأمر بتبادل الثقة بين الطرفين بعد حل الجناح العسكري وتسليم أسلحته والإفراج عن جميع أفراد الجماعة في السجون وانخرط أبناء الجماعة في المجتمع يشاركون الناس همهم وفرحهم ووافقت الدولة على حزب يمارسون العمل من خلاله وشاركوا المجتمع في العمل العام خمس وعشرين سنة وكانوا رقما مهما في العمل العام طوال هذه السنوات حتى الآن لم يبد منهم غدر ولا تراجع.

إذا ما الذي جد ليجعل الباز والبازيون أمثاله يسعون لإحياء هذه الذكريات البائسة؟!

المسألة ببساطة أن الدول التي اخترعت الإرهاب وقوائم الإرهاب كانت قد وضعت اسم الجماعة على تلك القوائم أيام تلك الأحداث فكان طبيعيا عندما استحدثت بلادنا تلك القوائم أن تضع أيضا اسم الجماعة على قوائمها..

أما وقد رفعت أمريكا اسم الجماعة من قوائمها وحكمت المحكمة الأوروبية برفعها من على قوائم الاتحاد الأوروبي فقد خشي الباز والبازيون أن تحذو مصر حذوهم فترفع الجماعة الإسلامية من على قوائمها خاصة وان موعد إعادة النظر في ذلك الإدراج بقيت أمامه عدة أسابيع فبادروا بالتحريض والتحريش استبقاء لتمزق المجتمع وإثارة التناحر والبغضاء بين أفراده

فيا أيها الباز والبازيون معه ابحثوا عما يعيد اللحمة للمجتمع ويجمع القلوب على الخروج به من أزماته ولا تزيدوا الفرقة بين أبنائه باجترار الماضي الذي وضعه الجميع خلف ظهورهم

Please follow and like us:
أسامة حافظ
رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية - مصر
قناة جريدة الأمة على يوتيوب