أسامة شحادة يكتب: إيران واستغلال طوفان الأقصى طائفياً
في ظل الصمود العظيم لأهل غزة في وجه العدوان الصهيوني الإجرامي المتواصل من اليهود الغاصبين تحت أنظار دول العالم المتوزعة بين دول داعمة للعدوان أو متفرجة أو مستنكرة بتصريحات خالية من الفعل الحقيقي الرادع للصلف اليهودي، وبعد الطوفان المذهل للمقاومة الفلسطينية في غزة بقيادة كتائب القسام التي حطمت أسطورة تفوق الجيش اليهودي وكسرت دعاية اليهود بالانتصار وتجاوز القضية الفلسطينية وبداية عصر التطبيع العام والتام مع كيانهم الصهيوني اللقيط.
في ظل كل هذا لم تتوقف إيران وملاليها عن مواصلة العمل لمشروعها الطائفي وأطماعها العدوانية بحق أهل السنة في الدول المجاورة تحت شعار مساندة طوفان الأقصى!
فرغم تواصل العدوان اليهودي على أهلنا في غزة لليوم العشرين لا تزال إيران وملاليها ووكلائها يطلقون التصريحات الكلامية لنصرة غزة! ويقصفون اليهود بالتهديدات واللعنات الصوتية فحسب! بينما الأفعال الحقيقية فهي في مكان آخر تماماً.
ملالي إيران لا يزالون يبتزون اليهود وأمريكا على المكاسب المالية للبقاء في مربع الشتائم والتصريحات بنصرة غزة، إذ أن الملالي لا يرغبون بخسارة 6 مليارات التي وصلت قطر من كوريا بعد تفاهمهم مع الشيطان الأكبر قبل شهرين على تبادل 5 سجناء!
كما أن أمريكا لوحت لهم بتمرير فك العقوبات الأممية عنهم طالما التزموا الشتائم بحق اليهود، وفعلا وفى لهم الملالي للآن، ووفى لهم الشيطان الأكبر وصدر قرار الأمم المتحدة برفع العقوبات الأممية عن طهران ونظام الملالي.
ولم يكتف الملالي بذلك فحركوا أذنابهم هنا وهنا بشكل محدود ومحسوب وليس ضد اليهود بل ضد الأردن والسعودية وقواعد أمريكا، للمساهمة في سرعة الإفراج عن 10 مليارات من البنك المركزي العراقي مقابل استمرار البقاء في حالة الصراخ!
لا ندرى في الأيام القادمة هل سيضطر الملالي لمسرحية جديدة تخدع الناس وتصورهم أنهم شاركوا بالدفاع عن غزة ودخلوا الحرب، بينما تكون الحقيقة كما صرح مندوبهم في الأمم المتحدة من بداية عملية طوفان الأقصى إيران لن تدخل الحرب إلا إذا هوجمنا!! فتكون الحقيقة دفاع عن طهران لا عن غزة.
أما في لبنان فلا يزال حزب الله يقاتل اليهود بقصف عامود اتصالات وبرج مراقبة لليهود في منطقة شبعا اللبنانية المحتلة!
وللتغطية على هذه المسرحية البائسة فقد سمح الآن حزب الله الشيعي لقوات فجر السنية وبعض مجموعات حماس بتجاوز الحدود وقصف اليهود، علماً أن حزب الله منع وأضعف قوات فجر السنية من مقاومة اليهود لأكثر من عقدين من الزمن، ولم يسمح إلا حين أصبحت تدور في فلكهم وتسير على وقع تعليماتهم!
ولم يقتصر الغدر والخداع على ذلك بل الحزب لا يقصف شبعا المحتلة غالبا إلا من مناطق سنية في شبعا لتتعرض للقصف وتدمر ويهجر أهلها ويخلو الجنوب للشيعة!
ولكون حزب الله يفقد الغطاء الشعبي الآن في لبنان فلقد لجأ لحيلة خبيثة بفتح باب التطوع لغير الشيعة في هذه الأيام لغرض كسب الشعبية من جهة، والتضحية بهؤلاء الشباب السنة تحديداً في الحرب مع اليهود، بحيث تضعف قوة السنة من جهة بفقدان شبابهم وتحمل السنة مسؤولية الحرب في لبنان لاحقاً بدلاً من الحزب، ومعلوم أن هؤلاء الشباب السنة لا ظهر وغطاء سياسي لهم، وبذلك يكسب الحزب وأوليائه في طهران وقم الصيت والشعبية في العالم، ويخسر السنة في لبنان! ولا يهم خسرت أو ربحت غزة والمقاومة فيها!
ولذلك حين لمح خالد مشعل لضعف تفاعل حزب الله والملالي مع طوفان الأقصى لم يخجل أبواقهم الإعلامية من تقريع خالد مشعل أبو الوليد واتهامه بأنه يسكن الفنادق! وأحدهم قال ليأتي خالد مشعل وننقله للحدود مع اليهود وليذهب يقاتل بنفسه!
أما في العراق فالمليشيات الشيعية الطائفية بدلاً من تأمر أتباعها في الجولان وحدود جنوب لبنان باقتحام الحدود ونصرة غزة نجدها تبث مقاطع أبو عزرائيل وهو يلف ويدور في الصحراء يبحث عن اليهود! وترسل بقية أفرادها المتشوقين لقتال اليهود هناك، قامت بحشد أفرادها على حدود الأردن في طرابيل!! ثم منعوا مرور ناقلات النفط للأردن!!
اليهود تقصفهم صبح مساء في سوريا بلا رد، وحدود الجولان وحدود جنوب لبنان بيد الشيعة، لكنهم يغلقونها ولا يتحركون وينتظرون اللحظة المناسبة والتي لن تأتي على طريقة آل الأسد الذين من 40 سنة يحتفظون بحق الرد!
ففي طوفان الأقصى فرصة للشيعة وإيران لمحاولة جديدة لاختراق الأردن وتهديده من جهة العراق بعد صموده في وجه جبهة سوريا وتهريب المخدرات والسلاح.
هل يستفيد من ارباك الأردن في حدوده العراقية والسورية سوى اليهود وإيران؟ فما هي المصلحة المشتركة بينهم؟
أما في اليمن الذي استولى عليه الحوثيين فهم يصرخون لو كنا جيران فلسطين لرأيتم منا القتال! لكن إذا كان أساتذتكم في حزب الله لم يتحركوا! ورفقائكم في الميلشيات الشيعية العراقية على حدود الجولان يتفرجون فلم أنتم ستكونون أحسن حالاً؟
لم لا توجهون لهم سؤالا عن سبب انتظارهم؟ لكن الحقيقة أنها توزيع أدوار وتصريحات لا تكلف شيء!
والحقيقة هي ما صرح به نجاح علي بأن تحرك الحوثي لنصرة غزة ستكون باجتياح السعودية! وفعلا بعد أيام من ذلك نقض الحوثيين هدنتهم مع السعودية وهاجموا بعض النقاط الحدودية!
الخلاصة هذه هي المصالح الإيرانية الطائفية الحقيقية من طوفان الأقصى حيث:
• غزة تباد وحماس تشيطن وتدعشن وتصبح قرينة النازية
• بينما طهران تجنى المليارات، وتحوز لقب نصيرة غزة!
• حزب الله يقاتل أبراج الحديد ويصفق له، ويراد توريط سنة لبنان وحرقهم!
• المليشيات الشيعية تتنزه في الجولان وتحتشد على حدود الأردن وتهدده!
• الحوثيين يتوعدون اليهود لكنهم يقتلون الأبرياء اليمنيين والجنود السعوديين!
أما على صعيد العرب وبقية المسلمين فبعضهم غائب عن الوجود، وبعضهم له جهود لا ينجح اعلامه في ابرازها مقابل دعايات إيران وأذرعها، وبعضهم مشغول بافتتاح مواسم الترفيه!
فالعزاء لغزة بهكذا حلفاء وأنصار، وهنيئاً لليهود بهكذا أعداء.