انتبهوا.. ما خفي ألعن وأخطر مما يتصوره العقل، شبكة تجسس عميقة، استمرت 25 سنة، تتغلغل داخل الخليج، تربط بين الموساد ووكالة RAW الهندية، قضيّتها ليست مجرد عملية تجسس، بل حرب سرية تُهدد أمن المنطقة بأكملها، وفضحها يغير قواعد اللعبة، كشفت أخيراً عن نفسها، فاضحةً تحالفات سرية بين أجهزة مخابرات عميقة، جعلت من المنطقة ساحة معركة سرية لا تَظهر إلا للعيون المدربة.
فضيحة قديمة، خبايا حديثة
قصة الشبكة تبدأ من حرب كارجيل 1999، حين سقطت إسرائيل في فخوة دعم الهند بسريّة، بتزويدها برادارات وصواريخ في أقل من 48 ساعة، مما أرسى حجر الأساس لتحالف طويل الأمد، يمتد عبر الزمن، ويتشابك مع مصالح تبدو معقدة، لكنها في جوهرها لعبة سياسية خطيرة.
تطور المخططات
بحلول 2008، ومع هجمات مومباي، أصبح واضحًا أن الموساد يبرمج الثغرات الأمنية، وRAW يزرع عملاءه بمهارة داخل الخليج، مستغلين تواجد 4.3 مليون عامل هندي في الإمارات وحدها، بالإضافة إلى دول الخليج الأخرى، لخلق شبكة تجسس نشطة وواسعة الانتشار.
الشركات الهندية، الغطاء الأهم
شركات هندية ضخمة مثل TCS، Wipro، L&T، وTech Mahindra، أصبحت الخطوط الأمامية للحرب السيبرانية، بتشغيل منصات حيوية، مثل بنية du التحتية، وأنظمة البنوك، ورصد الرادارات، وحتى أدوات التجسس والاختراق تم تمريرها عبر سيرفرات هندية، كأدوات تآمر سرية.
فضائح السريّة تتكشف
استخدام تكنولوجيا هندية من ضمنها سيرفرات دبي، كشف عن خرق واسع لمنظومات دولية، منها أجهزة تحكم، وبرامج تنصت، وأدوات تجسس، تذهب من سراديب المخابرات إلى عيون الرأي العام، بفضائح تتشابك بين إيران وقطر وتركيا، ليظهر أن المدى أعمق مما هو معلن.
تجميد، تنظيف، وتحول
خليجياً، جاءت الردود بتجميد عقود، وتنظيف قواعد البيانات، وفرض تغييرات جذرية على الشركات، مع توجه متزايد نحو الاعتماد على شركات مصرية وصربية، بينما تتصاعد حدة التوترات الدبلوماسية والكشف عن عمليات تبادل معلومات على نار هادئة بين طهران وإسلام آباد.
الهند، بين الحصار والاعترف
الهند، التي كانت دائماً محورًا في اللعبة، الآن تجد نفسها في الزاوية، مُطالبة بالاعتراف، أو مواجهة سحب تدريجي للمساندة، مع كل احتجاج دبلوماسي يكشف مدى تورطها، وتحولها إلى لاعب أساسي في شبكة التجسس، ومركز استغلال المصالح الدولية.
اللعبة تكشف المستور
ما كان يوماً مجرد جالية مغتربة، اليوم باتت ثغرة أمنية كبيرة، ولعبة خطيرة بين قوى تسعى وراء مصالحها الخاصة، في مُنحنى زلزالي، يكشف أن الخفاء انتهى، وأن الغطاء قد رفع، والميدان مشتعلاً بسلسلة من التحديات الخطيرة.
توقعات المستقبل
بالنظر إلى التوقعات الحالية وخطر كشف شبكة التجسس، يتوقع خبراء السياسة أن تتصاعد التوترات بين الدول المعنية، خاصة بين الخليج والهند، إذ قد تتجه بعض القوى إلى تصعيد ردود فعلها، سواء عبر إجراءات ديبلوماسية أو عمليات سرية مضادة.
كما أن علاقات الهند مع بعض الدول التي كشفت عن شبكة التجسس قد تشهد تراجعًا، مع محاولة تلك الدول ضبط استراتيجياتها الأمنية، وربما إبرام تحالفات جديدة لمواجهة النفوذ الهندي الذي يتعرض الآن لنيران الانتقادات والشكوك الدولية، مما يعيد رسم ملامح المنطقة، ويزيد من تعقيد المشهد السياسي.