القذافي – 2011: في خضم الثورة الليبية وبدء تدخل الناتو، نشرت “تايم” غلافًا يُظهر وجه القذافي وهو يتفتت إلى رمال، تحت عنوان “العالم بعد القذافي”. بعد أيام من الغلاف، دخلت ليبيا مرحلة الفوضى، ثم قُتل القذافي في 20 أكتوبر 2011.
صدام حسين – 2003: قبيل غزو العراق، نشرت المجلة أكثر من غلاف يظهر صدام بوجه مشوش أو مهدد بالاختفاء، مع تقارير حول “أسلحة الدمار الشامل”، وهو الغلاف الذي هيّأ الرأي العام الأميركي والعالمي لتقبل غزو العراق في مارس 2003، رغم افتقار الأدلة لاحقًا.
خامنئي – 2025: في العدد الصادر بتاريخ 7 يوليو 2025، تحت عنوان “الشرق الأوسط الجديد”، وضعت المجلة صورة خامنئي ممزقة وكأنها تُمحى، إلى جانب عناوين فرعية: “الخطر الإيراني”، “نظام على حافة الانهيار”، و”رهان إسرائيل”. ويأتي هذا الغلاف وسط أنباء عن مرض خامنئي وتكثيف الضربات الإسرائيلية، وتحذيرات أميركية متزايدة بشأن برنامج إيران النووي.
قراءة في الرسائل والدلالات
الفوتوشوب قبل القنابل: يبدو أن “تايم” تمارس دورًا رمزيًا في تعبئة المخيال الغربي تجاه “العدو المقبل”. فالغلاف لا يوثق حدثًا، بل يصنع التهيئة النفسية له، ويضفي بعدًا دراميًا يبرر الاستهداف لاحقًا.
إضفاء الطابع الإنساني على الأزمة: كما حدث مع صدام والقذافي، يتم تقديم القصة لا بوصفها أزمة سياسية فقط، بل كأزمة إنسانية عالمية. خطر نووي محتمل، اضطهاد داخلي، وتداعيات إقليمية—all تُقدّم كذرائع أخلاقية لتدخل محتمل.
الزمن السياسي يُدار بصريًا: في الإعلام الغربي، الصورة لم تعد تنقل الواقع فحسب، بل تصنع توقعاته. صورة خامنئي الممزقة ليست فقط فنًا تحريريًا، بل هي توقع، أو رسالة ضغط نفسي موجهة إلى الداخل الإيراني والخارج معًا.
ما بعد الغلاف.. ماذا يقول التاريخ؟
بعد غلاف القذافي، شنت الناتو هجمات موسعة على ليبيا، وانهار النظام.
بعد غلاف صدام، بدأ اجتياح العراق دون تفويض أممي مباشر.
الآن، بعد غلاف خامنئي، العالم يتحدث عن خلافة المرشد، وإسرائيل تكثف ضرباتها، وواشنطن تمهل طهران أسبوعين “للعقلانية” كما صرّح ترمب.
فهل يعني هذا أن قرارًا أميركيًا قد اتُخذ بالفعل؟ وهل يكون الغلاف مجرد واجهة لصراع محكوم مسبقًا، كما كان الحال في العراق وليبيا؟
أسئلة تفتح الباب للريبة
لماذا تنشر المجلة غلافًا بهذا الشكل، في هذا التوقيت الحرج؟
هل تمرّ رسائل الإعلام الغربي بدون تنسيق مع غرف الاستخبارات وصانعي القرار؟
هل الغلاف هو جسّ نبض للرأي العام الأميركي والدولي قبل قرار عسكري حاسم؟