في موطني كم محنةٍ ومواجعِ
كشفت حقيقة مدّعِ ومخادعِ
من كان يتخذ الغرامَ وسيلةً
ليحوزَ بعض مغانمٍ ومنافعِ
كنّا نرى الشعراءَ في ندواتهم
يشدون حُـبًا بالقصيدِ الرائعِ
فنقول: هُم أهلُ المحبةِ والهوى
والصدقُ بادٍ عند سفح مدامعِ
فإذا همو من صفّـقوا لخيانةٍ
ورضوا ببيع بلادهم للطامعِ
ولقد رأينا نخبةً خِلنا بها
أصحاب رأيٍ يؤمنون بنافعِ
فإذا همو الأبواقُ تهتفُ للملا
ويروّجون الزيفَ دون موانعِ
سقط القناعُ عن الوجوهِ وأسفرت
شمسُ الحقيقةِ بالضياءِ الساطعِ
ما الحبُ أن ترضى بعيشِ مذلةٍ
أو أن تـفـرّط في الحقوقِ كخانعِ
أو أن تروم سلامةً أو تتقي
بطشًا بتأييد الغشومِ القاطعِ
الحبُ أن تفدي بلادك دائمًا
مهما بذلت تصونُ كل مواقعِ
الحبُ أن تحيا بعزمك صامدا
حتى يسود العدلُ دون منازعِ
الحبُ أن تمضي على درب الإبا
مستعصمًا باللهِ دون تراجعِ
