يُعد الإسلام من أكثر الديانات انتشارًا في أفريقيا، بجذور راسخة تمتد لأكثر من ألف عام عبر التجارة عبر الصحراء الكبرى، والهجرة، وانتشار العلم والمعرفة. يُعرّف أكثر من أربعين بالمائة من الأفارقة أنفسهم كمسلمين، ويتركزون في شمال أفريقيا، ومنطقة الساحل، وأجزاء من غرب وشرق أفريقيا. وتُظهر التعدادات والمسوحات الأخيرة تغيرات ناجمة عن النمو السكاني، والتوسع العمراني، والتنقلات عبر الحدود.
تُسهم الحكومات أيضًا في تشكيل كيفية تفاعل الدين مع الحياة العامة، من خلال إصلاحات في التعليم، وتوسيع الخدمات الصحية في المجتمعات الريفية المسلمة، والاستثمار في الصناعات الحلال والخدمات المصرفية الإسلامية. وتكتسب المبادرات المشتركة بين الأديان زخمًا في عدة مناطق، مُواجهةً بذلك خطاب الانقسام ومُبرزةً أهمية التعاون في الدول متعددة الأديان.
يصنف هذا المقال الدول الأفريقية العشرة التي تضم أكبر نسبة من المسلمين، باستخدام أحدث البيانات، مع دراسة كيفية تقدم هذه الدول اجتماعيا واقتصاديا ضمن التركيبة السكانية الدينية الخاصة بها.
10. السنغال
تُظهر أحدث بيانات السنغال أن أكثر من 17.4 مليونًا من أصل 17.9 مليون نسمة يُعرّفون أنفسهم كمسلمين، أي ما يُقارب 97% من السكان. وصل الإسلام إلى المنطقة عبر طرق التجارة عبر الصحراء الكبرى في وقت مبكر من القرن الحادي عشر، وساهم في تشكيل النسيج الثقافي والسياسي والاجتماعي للسنغال. يتبع معظم المسلمين السنغاليين المذهب السني وفقًا للمذهب المالكي، إلا أن البلاد تشتهر بشكل خاص بالطرق الصوفية المؤثرة، مثل المريدية والتيجانية والقادرية. تتجاوز هذه الطرق مجرد الممارسة الدينية، لتلعب أدوارًا حيوية في الزراعة والتعليم والتجارة.
على الرغم من أغلبيتها المسلمة، فإن السنغال دولة علمانية دستوريًا، تحافظ على نظام يفصل الدين عن الدولة رسميًا مع احترام التقاليد الإسلامية. تُبرز الأعياد الوطنية، مثل عيدي الفطر والأضحى، ومجلس توبا الكبير، التراث الإسلامي الغني للبلاد، وقد أصبحت مناسباتٍ تُوحّد المواطنين من مختلف الخلفيات. يجذب مجلس توبا الكبير، على وجه الخصوص، ملايين الحجاج سنويًا، مما يُولّد نشاطًا اقتصاديًا كبيرًا، ويُعزز مكانة السنغال كمركز للسياحة الدينية في غرب أفريقيا.
تعكس التطورات الأخيرة مدى تحسّن الدولة في هذا الإطار الديني. فقد خضعت المدارس القرآنية، المعروفة باسم “الدُّرَاس”، لإصلاحات، حيث دمجت موادًا حديثة لرفع مستويات الإلمام بالقراءة والكتابة مع الحفاظ على التعليم الإسلامي. وسّعت الحكومة الخدمات الصحية في المناطق الريفية ذات الأغلبية المسلمة، مما حسّن رعاية الأمومة والطفولة، بينما يبرز التمويل الإسلامي كمحرك اقتصادي رئيسي من خلال إصدار سندات الصكوك السيادية. إلى جانب هذا التقدم، لا تزال السنغال تتميز بتسامحها الديني ، حيث تُعدّ الزيجات بين أتباع الديانات المختلفة والاحتفالات المشتركة بين المسلمين والمسيحيين تذكيرًا باستقرارها الاجتماعي.
9. مالي
يبلغ عدد سكان مالي حوالي 17.5 مليون نسمة من أصل 18.4 مليون نسمة، يعتنقون الدين الإسلامي. وقد شكّل الإسلام جوهر هوية مالي لقرون، حيث دخلها عبر التجارة عبر الصحراء الكبرى، وترسّخ خلال عهد إمبراطورية مالي عندما أصبحت مدن مثل تمبكتو مراكز للتعليم الإسلامي. واليوم، يمارس معظم الماليين الإسلام السني على المذهب المالكي، مع بقاء التقاليد الصوفية راسخة في المجتمعات الريفية والحضرية على حد سواء.
تتداخل الحياة الدينية في مالي مع المشهد الثقافي والسياسي. يُحتفل في جميع أنحاء البلاد بأعياد إسلامية رئيسية، مثل عيدي الفطر والأضحى، بينما لا تزال التجمعات الدينية المحلية تؤثر على قرارات المجتمع والهياكل الاجتماعية. ورغم التحديات التي تواجهها أجزاء من البلاد بسبب الصراع، لا تزال مالي محافظة على تقاليدها العريقة في التسامح الديني، حيث غالبًا ما يشارك القادة المسلمون في جهود الوساطة الرامية إلى تحقيق المصالحة الوطنية.
يُلاحظ التقدم في قطاعي التعليم والاقتصاد المرتبطين بالسكان المسلمين. تُحسّن مبادرات تحديث المدارس القرآنية معدلات معرفة القراءة والكتابة بين الأطفال في مناطق الساحل. كما زادت الحملات الصحية التي يدعمها القادة الدينيون المحليون من تغطية التطعيم في المناطق الريفية. وفي مجال التمويل، تُطوّر مالي خيارات مصرفية بدون فوائد لجذب الاستثمارات ودعم الشركات الصغيرة، وهو اتجاه متنامٍ في دول غرب أفريقيا ذات الأغلبية المسلمة.
8. تنزانيا
يبلغ عدد المسلمين في تنزانيا حوالي 19.4 مليون نسمة من أصل 54.2 مليون نسمة. وصل الإسلام إلى الساحل السواحيلي عبر التجارة مع التجار العرب منذ قرون، ولا يزال متجذرًا في ثقافة المناطق الساحلية مثل زنجبار وبمبا وأجزاء من البر الرئيسي. يتبع غالبية المسلمين التنزانيين المذهب السني، مع تأثيرات قوية من المذهب الشافعي والتقاليد الصوفية العريقة التي لا تزال تُشكل الممارسات الروحية والحياة المجتمعية.
يتجلى الشعائر الدينية في تنزانيا بشكل خاص في زنجبار، حيث يُعد الإسلام محورًا للحياة الاجتماعية والحكم، وحيث تُحتفل بأعياد مثل عيدي الفطر والأضحى بتجمعات شعبية كبيرة. أما في البر الرئيسي، فتندمج المجتمعات المسلمة في المراكز الحضرية مثل دار السلام وتنجا، مما يُسهم في التجارة والتعليم والسياسة. تعمل البلاد كدولة علمانية، ورغم التوترات العرضية، يتعايش المسلمون والمسيحيون بسلام إلى حد كبير، مع تشجيع الحوار بين الأديان على المستويين المجتمعي والوطني. كما تُصنف تنزانيا كواحدة من أكثر الدول تدينًا في أفريقيا بحلول عام 2025.
سعت الجهود الأخيرة إلى تحسين مستويات المعيشة في المناطق ذات الأغلبية المسلمة. ونفّذت زنجبار إصلاحات تعليمية تُدمج العلوم والتكنولوجيا في المدارس الإسلامية لزيادة فرص الشباب. وساهمت البرامج الصحية التي تُعنى برعاية الأمومة وتحصين الأطفال في الحد من الأمراض التي يُمكن الوقاية منها في المناطق الساحلية. كما تستكشف الحكومة أطر التمويل الإسلامي لدعم رواد الأعمال الصغار، مما يُشير إلى دور متنامٍ للمجتمعات المسلمة في التنمية الاقتصادية في تنزانيا.
7. النيجر
يبلغ عدد المسلمين في النيجر حوالي 21.1 مليون نسمة من أصل 21.5 مليون نسمة. وصل الإسلام إلى المنطقة عبر التجارة عبر الصحراء الكبرى قبل الاستعمار بوقت طويل، وهو الآن جزء أساسي من الهوية الثقافية والاجتماعية للنيجر. تتبع الغالبية العظمى من النيجريين الإسلام السني على المذهب المالكي، مع دور بارز للطرق الصوفية، مثل التيجانية، في الحياة الدينية وتنظيم المجتمع.
الممارسات الدينية متأصلة بعمق في المجتمع النيجيري. يُحتفل في جميع أنحاء البلاد بأعياد رئيسية، مثل عيدي الفطر والأضحى، وغالبًا ما يكون للقادة الإسلاميين تأثير كبير في الحكم المحلي وحل النزاعات. ورغم أن النيجر تواجه تحديات اقتصادية وبيئية كدولة ساحلية، إلا أن مؤسساتها الإسلامية تُسهم باستمرار في الاستقرار الاجتماعي من خلال دعم التعليم وجهود الوساطة والمساعدات الإنسانية.
تُظهر المبادرات الأخيرة تقدمًا في القطاعات المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالمجتمعات الإسلامية. وقد عملت الحكومة مع القيادات الدينية لتحسين فرص الحصول على التعليم في المناطق الريفية، وخاصةً للفتيات، من خلال تحديث المدارس الإسلامية. وتوسّعت الحملات الصحية التي تُعنى بمعالجة سوء التغذية لدى الأطفال والتطعيم، بالشراكة مع المساجد المحلية. كما بدأت النيجر في استكشاف التمويل الإسلامي الأصغر كأداة لتمكين صغار المزارعين والتجار، مما يعكس توجهًا أوسع نطاقًا لربط الشبكات الدينية بالتنمية الاقتصادية.
6. إثيوبيا
تُعتبر إثيوبيا من أكبر دول شرق أفريقيا من حيث عدد السكان المسلمين، حيث يُعرّف حوالي 34.7 مليون نسمة من أصل 110.9 مليون نسمة أنفسهم كمسلمين. وُجد الإسلام في إثيوبيا منذ القرن السابع الميلادي عندما لجأ أتباع النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) الأوائل إلى مملكة أكسوم القديمة. واليوم، ينتشر المسلمون في عدة مناطق، مع وجود أعداد كبيرة منهم في أوروميا، وعفر، والصومال، وهراري. معظم المسلمين الإثيوبيين من السنة، متأثرين بالمذهب الشافعي، بينما لا تزال الممارسات الصوفية جزءًا من التقاليد المحلية.
تتميز الحياة الدينية في إثيوبيا بجذور تاريخية عريقة وتنوع ثقافي. ويُحتفل على نطاق واسع بالأعياد الإسلامية، مثل عيدي الفطر والأضحى، وتُمثل المساجد، مثل مسجد النجاشي في تيغراي، رمزًا للتراث الإسلامي العريق للبلاد. إثيوبيا دولة علمانية رسميًا، إلا أن المجتمعات المسلمة تلعب دورًا رئيسيًا في التجارة والتعليم والسياسة، لا سيما في المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية. ولطالما كان التعايش بين الأديان جزءًا لا يتجزأ من هوية إثيوبيا، حيث يتشارك المسلمون والمسيحيون العديد من المجالات الثقافية رغم التوترات العرضية.
تتزايد جهود التنمية في المناطق ذات الأغلبية المسلمة. وتعمل المبادرات الحكومية والخاصة على توسيع نطاق الوصول إلى التعليم في المناطق التي تشهد انخفاضًا تاريخيًا في معدلات الالتحاق بالمدارس، بينما حسّنت الحملات الصحية رعاية الأمومة والطفولة. وتساهم الجمعيات الخيرية الإسلامية في برامج الرعاية الاجتماعية، وهناك اهتمام متزايد بالتمويل الإسلامي لدعم ريادة الأعمال في مجالات مثل الزراعة والصناعات الصغيرة.
5. المغرب
يبلغ عدد المسلمين في المغرب حوالي 36.3 مليون نسمة من إجمالي سكانه البالغ 36.7 مليون نسمة. ظل الإسلام الدين السائد في المغرب منذ القرن السابع، وأثر على أنظمته القانونية وعمارته وتقاليده الثقافية. تتبع البلاد المذهب السني، تحت مظلة المذهب المالكي، مع تراث صوفيّ راسخ لا يزال يؤثر على الحياة الروحية والممارسات المجتمعية.
يرتبط الدين ارتباطًا وثيقًا بالهوية الوطنية المغربية ونظام الحكم فيها. يحمل ملك المغرب لقب “أمير المؤمنين”، مما يعكس دوره الدستوري كزعيم سياسي وديني. تُعدّ الأعياد الإسلامية، كعيد الفطر وعيد الأضحى والمولد النبوي، مناسبات وطنية، وتُعدّ الصلوات اليومية جزءًا لا يتجزأ من حياة المدن والقرى على حد سواء. تجذب المساجد التاريخية، مثل مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء وجامع القرويين في فاس، المصلين والزوار من جميع أنحاء العالم، مما يعزز سمعة المغرب كمركز للتراث الإسلامي.
في السنوات الأخيرة، استثمر المغرب في تحديث التعليم الديني وتدريب الأئمة لتعزيز التفسيرات المعتدلة للإسلام. وقد حققت البرامج الرامية إلى تحسين محو الأمية والرعاية الصحية في المجتمعات الإسلامية النائية نتائج ملموسة، في حين يشهد التمويل الإسلامي نموًا مطردًا من خلال إدخال الخدمات المصرفية التشاركية.
4. السودان
يبلغ عدد المسلمين في السودان حوالي 38.5 مليون نسمة من إجمالي سكانه البالغ 40.8 مليون نسمة. وقد ساهم الإسلام في تشكيل هوية السودان لقرون، حيث دخل البلاد عبر التجارة والهجرة على طول نهري النيل والبحر الأحمر. ويتبع السكان في الغالب المذهب السني، وفقًا للمذهبين المالكي والشافعي، مع تأثير قوي للطرق الصوفية، مثل التيجانية والقادرية، على الممارسات الدينية والثقافية.
تُعدّ الحياة الدينية سمةً مُميّزةً للمجتمع السوداني. ويُحتفل في جميع أنحاء البلاد بالأعياد الإسلامية الكبرى، مثل عيدي الفطر والأضحى، وغالبًا ما يلعب القادة الدينيون أدوارًا مهمة في الوساطة المجتمعية وصنع القرار. ورغم التحديات السياسية والاقتصادية التي واجهها السودان في السنوات الأخيرة، لا تزال مؤسساته الإسلامية تُشكّل ركيزةً أساسيةً للتماسك الاجتماعي والاستمرارية الثقافية.
ركزت الجهود الأخيرة على تحسين مستوى المعيشة في المناطق ذات الأغلبية المسلمة من خلال برامج التعليم والتنمية. وتهدف مبادرات دمج المناهج الحديثة في المدارس الدينية إلى زيادة معرفة القراءة والكتابة وفرص العمل بين الشباب. وتعالج مشاريع الرعاية الصحية التي تدعمها المنظمات المحلية والشركاء الدوليون صحة الأم والتغذية في المجتمعات الريفية. كما يتزايد الاهتمام بالخدمات المصرفية الإسلامية، مع وجود سياسات جديدة تشجع على الشمول المالي في المناطق المحرومة.
3. الجزائر
الجزائر من أكثر المجتمعات المسلمة تجانسًا في أفريقيا، إذ يُعرّف حوالي 43.7 مليون نسمة من أصل 44.2 مليون نسمة أنفسهم كمسلمين. دخل الإسلام المنطقة في القرن السابع الميلادي، وأصبح منذ ذلك الحين جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الجزائرية والقانون والهوية الوطنية. غالبية السكان من السنة، يتبعون المذهب المالكي، وله تاريخ عريق في إسهام الطرق الصوفية في الحياة الروحية والحوكمة المحلية في المجتمعات الريفية.
يلعب الدين دورًا بارزًا في الحياة اليومية في جميع أنحاء الجزائر. تُحتفل بالأعياد الإسلامية، مثل عيدي الفطر والأضحى، على الصعيد الوطني، وتُجمع صلاة الجمعة الطوائف في المدن والقرى على حد سواء. ولا تقتصر المساجد على دور العبادة فحسب، بل تُعدّ أيضًا مراكز للتعليم والمبادرات المجتمعية. وتعترف الدولة بالإسلام دينًا للأمة، مع الحفاظ على المؤسسات التي تُدير الشؤون الدينية والتعليم.
توسّع الجزائر برامجها الهادفة إلى دعم سكانها ذوي الأغلبية المسلمة من خلال إصلاحات عصرية. وقد أدرجت المدارس الدينية العلوم والتكنولوجيا في مناهجها، وشهد معدل الإلمام بالقراءة والكتابة تحسنًا ملحوظًا في المناطق الريفية خلال العقد الماضي. كما تعمل البلاد على تطوير قطاع التمويل الإسلامي، حيث تجذب خيارات الخدمات المصرفية التشاركية استثمارات في البنية التحتية وريادة الأعمال.
2. مصر
يبلغ عدد المسلمين في مصر حوالي 90 مليونًا من أصل 95 مليون نسمة. وقد شكّل الإسلام جوهر المجتمع المصري منذ ظهوره في القرن السابع الميلادي، وساهم في تشكيل تاريخ البلاد وحكمها وثقافتها. ويتبع غالبية المصريين المذهب السني على المذهبين الشافعي والحنفي، كما تضم البلاد جامعة الأزهر، أحد أقدم وأهم مراكز الدراسات الإسلامية في العالم.
لا يزال الدين راسخًا في الحياة العامة والخاصة في مصر. ويُحتفل بالأعياد الإسلامية، مثل عيدي الفطر والأضحى، في جميع أنحاء البلاد، وتُعدّ المساجد جزءًا لا يتجزأ من المجتمعات في المناطق الحضرية والريفية على حد سواء. وتُعد مساجد القاهرة التاريخية، بما فيها الجامع الأزهر وجامع محمد علي، رمزًا للتراث الديني العريق لمصر ودورها الريادي في العالم الإسلامي.
في السنوات الأخيرة، ركزت مصر على إصلاح التعليم الديني وتحديث مؤسساتها الدينية لمواجهة التحديات المعاصرة. وتدعم الحكومة مبادرات مكافحة الأمية في المجتمعات الريفية المسلمة، وتوسيع نطاق الحصول على الرعاية الصحية، وتنمية التمويل الإسلامي من خلال الصكوك والخدمات المصرفية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
1. نيجيريا
تضم نيجيريا أكبر عدد من المسلمين في أفريقيا، حيث يُعرّف حوالي 97 مليونًا من أصل 200 مليون نسمة أنفسهم كمسلمين. دخل الإسلام شمال نيجيريا عبر التجارة عبر الصحراء الكبرى في وقت مبكر من القرن الحادي عشر، وانتشر مع خلافة سوكوتو في القرن التاسع عشر، تاركًا أثرًا دائمًا على البنية الثقافية والسياسية للبلاد. واليوم، يُشكل المسلمون أغلبية في الولايات الشمالية، ويتواجدون أيضًا في أجزاء من الجنوب الغربي.
يلعب الدين دورًا هامًا في المجتمع النيجيري، لا سيما في المناطق الشمالية حيث تُشكل التقاليد الإسلامية الحياة اليومية والتعليم والحكم. يُحتفل بعيدي الفطر والأضحى في جميع أنحاء البلاد، وتُعتبر المدن الكبرى مثل كانو وسوكوتو ومايدوغوري مراكزَ معترفًا بها للثقافة الإسلامية. يضم السكان المسلمون المتنوعون في نيجيريا أتباع المذهب المالكي السني ، بالإضافة إلى الطرق الصوفية مثل القادرية والتيجانية، والتي لا تزال مؤثرة في الحياة الدينية والاجتماعية.
تُسلِّط المبادرات الأخيرة الضوء على التقدم المُحرز في المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة. فقد أدخلت الولايات الشمالية إصلاحاتٍ تعليميةً لتحسين فرص الالتحاق بالمدارس، وخاصةً للفتيات، وأدمجت التدريب المهني في المدارس القرآنية. وساهمت الحملات الصحية التي يدعمها القادة الدينيون المحليون في زيادة تغطية التطعيمات ورعاية صحة الأم في المناطق الريفية. كما تُحرز نيجيريا تقدمًا في مجال التمويل الإسلامي، مع توسع الخدمات المصرفية غير الربوية وسندات الصكوك لتمويل مشاريع البنية التحتية الرئيسية.