
قال موقع “أكسيوس نيوز” الأمريكي: هناك طريقتان للنظر إلى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصادم والتاريخي وغير المتوقع مساء الثلاثاء، والذي مفاده أن الولايات المتحدة يجب أن تستولي على قطاع غزة وتطوره وتحتفظ به “سيطرة طويلة الأمد”.
وأضاف الموقع أن التصريح يشير لشيئين:1- أنها مجرد خدعة جامحة – أو تهديد – لكسب النفوذ في الشرق الأوسط. إن الأمر أشبه بالتهديدات بفرض رسوم جمركية تجارية على كندا والمكسيك، وهي تهديدات مثيرة للجدل إلى حد كبير، ولكنها سريعة الزوال على الفور.
ويبدو أن هذا هو التفسير الصحيح لمعظم الجمهوريين.
2- إنه يدمج العديد من هواجس ترامب – أمله في التوصل إلى اتفاق سلام كبير في الشرق الأوسط، واعتقاده أن غزة ستكون جحيما لعقود قادمة، ومكائده الحقيقية حول تطوير الأراضي الساحلية.
وقال مسؤولون أمريكيون إن كلمات ترامب كانت مع سبق الإصرار، وتعكس الأفكار التي طرحها على بعض الموظفين وأفراد الأسرة بشكل خاص.
وقال ترامب وهو يقرأ من الملاحظات الموجودة في الغرفة الشرقية خلال أول مؤتمر صحفي رسمي خلال رئاسته، وكان يقف إلى جانبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “ستتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة”. “سنملكه، وسنكون مسؤولين عن تفكيك جميع القنابل الخطيرة غير المنفجرة والأسلحة الأخرى الموجودة في الموقع”.
وعندما سئل في وقت لاحق عن تصوره للعيش في غزة المعاد بناؤها، أجاب ترامب: “أتصور أناس العالم الذين يعيشون هناك – شعوب العالم. أعتقد أنكم ستحولون ذلك إلى مكان دولي لا يصدق”.
وأضاف ترامب: “لدينا فرصة للقيام بشيء يمكن أن يكون استثنائياً. وأنا لا أريد أن أكون لطيفاً، ولا أريد أن أكون رجلاً حكيماً، ولكن: ريفييرا الشرق الأوسط. … قد يكون هذا رائعاً للغاية. … سوف نتأكد من أنه يتم على مستوى عالمي – سيكون رائعاً للناس”.
وقال أحد المستشارين: “إنه يحرك قوائم المرمى بشكل جنوني. هذه المرة، لا تخيفه العناوين الرئيسية أو النقاد: سوف يرمي هناك كل ما يرغب في رميه”.
عقبات هائلة أمام رؤية ترامب
وأوضح موقع أكسيوس إن الخسائر البشرية حال تنفيذ ترمب لتصريحاته ستكون مذهلة: مليونا فلسطيني يعتبرون غزة وطنهم ولم يوافقوا على إجبارهم على الخروج من أراضيهم، على الرغم من الدمار الهائل الذي خلفته الحرب المستمرة منذ 16 شهرًا.
كما أن رفض قادة مصر والأردن بشدة خطة ترامب لإعادة توطين هؤلاء الفلسطينيين على أراضيهم يقف عقبة أمام ترمب.
ناهيك عن الإجماع الإقليمي الأوسع، بما في ذلك في المملكة العربية السعودية، على أن غزة يجب أن تكون جزءاً من دولة فلسطينية – وليس ولاية أميركية.
وقد أدانت جماعات حقوق الإنسان بالفعل الاقتراح ووصفته بأنه تطهير عرقي.
وكان ترامب قد ركز خلال حملته الانتخابية على إنهاء الحروب الخارجية، لكنه ترك الباب مفتوحا مساء أمس أمام إرسال قوات أمريكية إلى غزة “إذا لزم الأمر”.
ولم يُذكر ما الذي سيتم فعله بشأن حماس، التي لا تزال قوة في غزة والتي جندت ما بين 10.000 إلى 15.000 مقاتل منذ بداية الحرب، وفقًا للمخابرات الأمريكية.
وقال مسؤول أمريكي إن ترامب قدم الخطة لأنه توصل إلى نتيجة مفادها أنه لا أحد لديه أي أفكار جديدة لغزة.