أكسيوس: هذه أسباب رفض أوكرانيا لاتفاق المعادن مع ترامب

 

أدى الخلاف حول المعادن إلى أزمة أوسع في العلاقات بين واشنطن وكييف هذا الأسبوع، حيث وصف ترامب زيلينسكي بأنه «ديكتاتور» اختار الحرب مع روسيا، بينما اتهم زيلينسكي ترامب بتصديق «التضليل الروسي».

وبحسب تقرير لمنصة “أكسيوس ” ترجمته جريدة الأمة الإليكترونية “قدمت إدارة ترامب لأوكرانيا مسودة محسنة لاتفاق المعادن بعد أن رفض زيلينسكي العرض الأولي، مما أثار غضب الرئيس الأمريكي.

وفقًا لمصادر مطلعة، فإن اتفاقًا أصبح الآن أكثر احتمالًا بعد تحسين بعض بنوده.

بعض مستشاري زيلينسكي شجعوه على توقيع المسودة الجديدة لتجنب صدام أكبر مع ترامب، مما يسمح للرئيس الأمريكي بتبرير استمرار دعم واشنطن لكييف.

من جانبه صرح مايك والتز، مستشار الأمن القومي الأمريكي، بأن زيلينسكي بحاجة إلى «العودة إلى طاولة المفاوضات» بشأن قضية المعادن.

وتمتلك أوكرانيا احتياطيات ضخمة من المعادن الأرضية النادرة، الضرورية للتكنولوجيا المتقدمة عالميًا، والتي قد تصل قيمتها إلى تريليونات الدولارات.

فلاديمير بوتين وحرب أوكرانيا
فلاديمير بوتين وحرب أوكرانيا

من المهم الإشارة إلي أن الاتفاق ليس مرتبطًا مباشرة بإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنه تصدّر المشهد بعد تصاعد الخلاف بين الطرفين هذا الأسبوع.

وقدبدأ الحديث عن شراكة اقتصادية بين أوكرانيا والولايات المتحدة لأول مرة في سبتمبر الماضي خلال لقاء بين زيلينسكي وترامب في نيويورك.

وبدأ الخلاف بين البلدين قبل زيارة وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، إلى كييف الأسبوع الماضي، حيث سلم السفير الأمريكي مسودة اتفاق للتعاون في تعدين المعادن النادرة.

وتضمنت المسودة الأولية أن تذهب 50%من العائدات للولايات المتحدة وأن يكون الاتفاق خاضعًا لقضاء نيويورك وأن يتجاوز الاتفاق أي اتفاقيات تجارية أخرى لأوكرانيا

خلال الاجتماع، طلب بيسنت من زيلينسكي التوقيع الفوري، لكن الأخير رفض قائلاً إنه لا يمكنه التوقيع على اتفاق تسلمه للتو.

تقرير أكسيوس قدم أسبابا رفض أوكرانيا للمسودة الأوليةأهمها لم تقدم الولايات المتحدة أي ضمانات أمنية لأوكرانيا ضمن الاتفاق، وهو أمر خيب آمال كييف.

وتصاعد  الضغط الأمريكي في وقت كانت فيه أوكرانيا مستبعدة من المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا حول مستقبلها، ما أثار استياء المسؤولين الأوكرانيين.

ولم يكن أحد يتوقع أن يبدأ ترامب بمهاجمة زيلينسكي علنًا، بما في ذلك على خلفية رفض اتفاق المعادن.

قال ترامب للصحفيين إن بيسنت تعرض لمعاملة غير لائقة في كييف، حيث قوبل عرضه برفض قاطع.

خلال لقاء بين زيلينسكي ونائب الرئيس الأمريكي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو في مؤتمر ميونيخ، تم تقديم نسخة مخففة من الاتفاق، لكن زيلينسكي رفضها، مشيرًا إلى أن الدستور الأوكراني يتطلب موافقة البرلمان على مثل هذه الاتفاقيات.

وقال مسؤول أمريكي في إدارة ترامب: «كانت مفاجأة لنا أن فريق زيلينسكي لم يخبرنا بذلك قبل الاجتماع. لم يكن الأمر يبدو بحسن نية.»

توتر متزايد داخل إدارة ترامب

قال مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون إن موقف زيلينسكي من الاتفاق كان إحدى القضايا التي زادت من إحباط ترامب وكبار المسؤولين الأمريكيين، بالإضافة إلى استبعاد أوكرانيا من محادثات الولايات المتحدة وروسيا في السعودية.

من جانبه مايك والتز صرح لشبكة فوكس نيوز: «نحن نقترح على أوكرانيا شراكة اقتصادية واستثمارية في مواردها الطبيعية. هذا هو أفضل ضمان أمني يمكن أن يحصلوا عليه. أفضل من إرسال شحنة أخرى من الذخائر.»

وأضاف والتز: «لماذا نتلقى ردود فعل سلبية في الإعلام؟ هذا غير مقبول. عليهم أن يهدأوا ويدرسوا الاتفاق ويوقعوا عليه.»

فيما صرح ترامب يوم الأربعاء أنه يحاول «إحياء» الاتفاق.

وفقًا لمصادر في الحكومة الأوكرانية والأمريكية، فقد قدمت الولايات المتحدة نسخة محدثة من الاتفاق أخذت في الاعتبار بعض اعتراضات زيلينسكي.

وشملت التعديلات إزالة البند الذي يخضع الاتفاق لولاية محاكم نيويورك، وهو أحد الشروط التي كانت تعيق توقيع أوكرانيا.

والتقى زيلينسكي يوم الخميس في كييف مع المبعوث الأمريكي كيث كيلوغ، حيث ناقشا اتفاق المعادن، والأوضاع العسكرية، وإعادة الأسرى، والضمانات الأمنية كجزء من اتفاق سلام مستقبلي.

بعد الاجتماع، أصدر زيلينسكي بيانًا شكر فيه الولايات المتحدة على دعمها، قائلًا: أوكرانيا مستعدة لاتفاق استثماري وأمني قوي وفعال مع رئيس الولايات المتحدة.:

لقد اقترحنا أسرع الطرق وأكثرها جدوى لتحقيق نتائج. فريقنا مستعد للعمل على مدار الساعة.»

زعم والتز أن كيلوغ ساعد زيلينسكي في إدراك ضرورة إنهاء الحرب.

وعادت المنصة للقول :رغم التوتر بين زيلينسكي وترامب، يبدو أن الاتفاق بشأن المعادن يقترب من التوصل إلى صيغة مقبولة للطرفين.

التعديلات الأخيرة في المسودة قد تسهل موافقة أوكرانيا، خاصة إذا ترافقت مع ضمانات أمنية أمريكية.

ومن الثابت القول هنا أن مصير الاتفاق قد يؤثر على العلاقات الأمريكية الأوكرانية، وعلى موقف واشنطن من تقديم مساعدات مستقبلية لكييف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights