الأمة الثقافية

“ألا يا ربَّنا أهلكْ عدوًّا”.. شعر: محمّد التميمي

أيـــادٍ لــيـسَ تُـنـكـرُها الـلـيـالي

بـمـكرٍ فــاقَ مـكـرَ أبــي رُغــالِ !

تُــقــلِّـبُ أمــرَنــا حــتَّــى كــأنَّــا

قـطـيعٌ بـيـعَ فــي سـوقِ الـنَّكالِ

تـــردُّ يـمـيـنُها الـخـيـرَ الـمـرجَّى 

وتـنـسـجُ ســوءَ كـيـدٍ بـالـشِّمالِ

وجــوهُ صِـحـابِها لـم تـلقَ يـومًا 

بـدنـيـا خُـبـثِـها وجـــهَ الـمـعالي

نــأتْ عــن ديـنِ أُمَّـتِها و وافـتْ 

مــذاهــبَ لـلـفـسـادِ ولــلـضَّـلالِ

وغـابـتْ عـن مـيادينَ اسـتنارتْ 

بــقـرآنٍ أتـــى مــن ذي الـجـلالِ

وَمَــنْ يـهـجُرْ كـتابَ اللهِ يـلبسْ

ثـيابَ الـهونِ فـي سـودِ الـليالي

ويـشـربْ مــا تـلوَّثَ بـالمعاصي 

ويـأكـلْ مــا تـناثرَ فـي الـمخالي

ويُـطـردْ عــن مـعـارجَ سـامياتٍ

لـيـسقطَ مــن عــلٍ بـينَ الـنِّعالِ

ولا تـعـلـو الـنُّـفوسُ إذا تـرامـتْ  

عـلى الـتهريجِ في زيفِ احتفالِ

رزايــا قــد عـرتْنا حـيثُ جـاءتْ  

بــأيــديـهـم، فــتــبًّــا لــلــوبـالِ

تـحـاصـرُنـا مـخـالـبُـهم جــهــارًا

نــهــارًا لا يــــزولُ مـــع الـــزَّوالِ

تـكـشَّـفَـتِ الــسَّـرائـرُ يــزدريـهـا 

كـريمُ الـنفسِ مـن بـينِ الـرجالِ

ولا يـحـتـاجُ بـرهـانًـا حـصـيـفٌ 

عــلـى قُـبـحِ الـمـهازلِ والـفِـعالِ

تــراءى الـكـاشحون بــلا حـيـاءٍ 

وجــــدُّوا بـالـتَّـنـكُّرِ والــجِــدالِ

قــد ابـتُـليتْ شـعـوبٌ مـسلماتٌ  

بـهـم والَّـلهِ فـي حـالِ اعـتلالِ !

فـفـي ضـيـقٍ وفـي قـلقٍ مُـمِضٍّ 

رمى بالنَّاسِ في الدَّاءِ العُضالِ !

فـشـيـخٌ فــي مـواجـعِه تـشـكَّى

وطــفـلٌ واجــمٌ بـيـدِ احـتـلالِ !

وأرمــلـةٌ وأخـــرى قـــد حـبـتْها 

كــــروبٌ عـاجـلـتْـها بــالـكـلالِ !

وأخـــرى قــلَّـدتْ جـيـدًا بـجـمرٍ  

بـيومِ الـعرسِ لا بـسنى الـلآلي!

ورابــعـةٌ تــنـادي ويــحَ قـومـي

أعـافـوا مـالديهم مـن خِـصالِ ؟

فـــأيــنَ مـــــروءةُ الــعــربـيِّ آهٍ 

وضبحُ الخيلِ في ساحِ النِّزالِ ؟

وأيـــنَ وأيـــنَ واثــكـلاه لـهـفي 

إذا نــادتْــكَ ربَّـــاتُ الـحِـجـالِ !

وقُـلْـنَ : أخــي أيــا عـربيُّ أدركْ

حـرائرَ يـستَجِرْنَ مـن الـثَّعالي !

وقــد ذقْــنَ الـمـرارةَ مــن يـهودٍ  

ومـن طـاغٍ ومـمَّن قـالَ: مالي !

حـصـارٌ فـي حـصارٍ مـن حـصارٍ  

ولـــكــنَّــا وربِّـــــــكَ لا نـــبــالــي

وتــكـفـيـنـا دِمـــانـــا فـــائــراتٍ  

يـؤجـجُها الـدُّعـاءُ لــذي الـكمالِ

ألا يـــاربَّــنــا أهـــلـــكْ عــــــدوًّا  

رمــانـا ربَّــنـا فــي ســوءِ حــالِ

وأهــلِــكْ عــاجـلاً هـــذا وهـــذا 

فـليسَ سِـواكَ مَـن يُـرجَى بِـبالِ

سـنـدعو ثــمَّ نـدعـو ثــمَّ نـدعو  

فـــــإنَّ الـظـالـمـينَ إلــــى زوالِ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights