ألقت السلطات الألمانية القبض على الضابط السوري السابق المدعو “فهد.أ” (47 عاما)، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال فترة عمله في سجن فرع الخطيب التابع لجهاز المخابرات في العاصمة دمشق، إبان حكم النظام السوري المخلوع.
وقالت النيابه العامة الاتحادية ،في بيان رسمي، أمس الثلاثاء، أن “فهد” متورط في أكثر من 100 جلسة استجواب جرت بين نيسان/أبريل 2011 ومنتصف عام 2012 داخل الفرع الأمني المعروف بسمعته السيئة.
وخلال هذه الجلسات، تعرض المعتقلون لأساليب تعذيب ممنهجة، شملت الصعق بالكهرباء، الضرب باستخدام الكابلات، الحرمان من النوم، التعليق من الأطراف، والإجبار على اتخاذ أوضاع جسدية مؤلمة.
ووفقا للائحة الاتهام، لم يقتصر دور المتهم على مرافقة المعتقلين إلى غرف التحقيق، بل شارك بنفسه في تنفيذ جلسات التعذيب، لا سيما في فترات الليل، وكان مسؤولا مباشرا عن ممارسات تنتهك القانون الدولي.
وتشير الأدلة إلى أن بعض هذه الانتهاكات أدت إلى وفاة معتقلين تحت التعذيب.
وتحمل النيابة العامة الألمانية المشتبه به مسؤولية المشاركة في جرائم قتل لا تقل عن 70 حالة.
ذكر اسم “فهد. أ” على السجلات القضائية الألمانية، خلال محاكمة العقيد السابق أنور رسلان أمام المحكمة العليا الإقليمية في كوبلنتز، والتي انتهت عام 2022 بالحكم على رسلان بالسجن المؤبد لارتكابه جرائم مماثلة داخل نفس الفرع الأمني.
وكان “فهد” يعمل تحت إشراف أنور رسلان خلال خدمته في سجن الخطيب، إلا أن وجوده خارج الأراضي الألمانية آنذاك حال دون توقيفه. وتشير التحقيقات إلى أن دخوله إلى ألمانيا تم في عام 2023 فقط.
تأتي هذه القضية ضمن سلسلة المحاكمات التي تشهدها ألمانيا بحق أفراد من الأجهزة الأمنية والطبية المرتبطين بنظام بشار الأسد البائد.