أقلام حرة

أمتنا الإسلامية وممر العبودية لله والأمان الجغرافي

بقلم: عبد المنعم إسماعيل

أهل السنة والجماعة بصفتهم الموروثة عن الأمة في زمن القرون الفاضلة والخلافة الراشدة المتتابعة على تنوعهم الفقهي والعقدي في بعض المسائل الفرعية المعتبرة هم ممر الأمان للأمة الإسلامية بعيدا عن تيه الفرقة والنزاعات الوظيفية المدمرة والكيانات المحدثة التي استهلكت جهود الأمة في قرن من التجارب العشوائية وانتهت إلى رؤية صفرية بينها وبين الأنظمة الحاكمة مما سبب كثرة الكوارث وقلة النتائج والعودة لنقطة ما قبل الصفر

وللأسف الشديد يزال البعض يراهن على المفاهيم الصفرية

 بينه وبين المخالفين بعيدا عن ادبيات التلاقي أو التعايش أو التعاون احتسابا لله رب العالمين وبعدا عن هوس الذاتية المدمرة التي جعلت الدين رؤية والأمة جماعة والدولة حزب.

أمتنا ليست بحاجة لمزيد من الأجيال الغريقة في تيه الذاتية والحزبية المغالية أو في احاديات الجماعات المحدثة وفقا لتصورات القائد أو المرشد أو الزعيم أو أي لقب تصالحت العقول حوله نتيجة الهوى الجزئي أو الهوس الجماعي لفرقة أو مجموعة أو جماعة.

إن الأجيال المعاصرة والقادمة ليست مطالبة بسداد فواتير الاجتهادات الكارثية لقادة الحركة الإسلامية خلال القرن الماضي والعقد الأخير.

ليس من الرشد والعقل أن تفقد الأجيال المعاصرة مهارة وفقه المراجعات الفكرية المطلوبة لمجرد سيطرة العاطفة والحماس الفاقد للوسع والحكمة الربانية الموروثة زمن القرون الفاضلة وعموم التاريخ الإسلامي للأمة الإسلامية السنية الجامعة.

لن يقع التمكين لمجرد كثرة الكوارث والاستغراق في كابوس المظلومية لكل جماعة أو حزب لان التمكين قضية أمة وليس مسألة خاصة بجماعة أو حزب معاصر أو مجموعة علمية خاصة مهما زعمت حق الاجتهاد الحصري الخاص بها ولها.

نحن بحاجة إلى العودة لثوابت الأمة الإسلامية السنية الجامعة. للأمة قبل قرن النزغات الخاصة بكل طائفة أو مجموعة أو جماعة أو مذهب سياسي   يسعى نحو ادخال الأمة في سم خياط عقل أحادي منها بعد توظيف النصوص الشرعية والمفاهيم الجزئية الانتقائية لها.

هل من الرشد أن تبقى الأمة أسيرة لرؤية سياسية خاصة بكل جماعة ينتج عنها تقديم الأمة بمجموعها الكلي قربان لإثبات صحة تصور الجماعة ذات العمق الزمني الذي يتجاوز العقود الثمانية ؟

إن تربية الأمة الإسلامية وفقا لثوابت أهل السنة والجماعة هو الممر الآمن لتحقيق الأمن الجغرافي لدول الأمة العربية والإسلامية فلا أمن يتحقق وفقا لتصورات فرق الضلال والإضلال البدعية أو العلمانية أو الخليطة وفقا لتصورات البعض من أصحاب الجماعات الوظيفية التي تحمل أسماء إسلامية وحقائق بدعية رافضية أو باطنية أو علمانية ومن هنا يحدث الاشكال والصدام مع التاريخ والواقع والمستقبل.

أهل السنة والجماعة هم دعاة الثبات العقدي وفقه التدرج في الإصلاح وفقا لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين بعيدا عن صفرية الرؤية البدعية التي يكون عاقبتها الهلاك أو الضياع لجيل أو أجيال لمجرد التنوع في رؤية أو الخلاف في رؤى ومن ثم استدعاء فكرة صفرية المعركة لتكون العاقبة فاشية الباطل ومزيد من استضعاف أهل الحق وعموم المجتمع البشري الذي يخسر وجوده إذا أصاب أهل الإسلام والسنة غربة أو انحطاط فكري أو عقدي أو أخلاقي أو اقتصادي أو سياسي.

ماذا يريد دعاة صفرية المعركة مع الأنظمة العربية القائمة؟

هل من العقل والرشد فتح قضية الصراع الصفري مع الحكومات العربية والإسلامية في وقت واحد؟

التناغم مع الباطنية الخمينية الرافضية التي تعتقد تكفير الصحابة رضوان الله عليهم قضية راسخة في أدبيات الفكر الخميني هل من العقل التوافق معهم والخلاف مع الشركاء في الدين والوطن والمذهب العقدي والفكري لمجرد الخلاف السياسي في مسألة؟!

عبد المنعم إسماعيل

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى