“أناشيدُ الحيارى”.. شعر: محمود شحاتة
أجُدتَ تَكَلُّفاً أم تلك عَادَةْ
أُمِرتَ بِفِعلهَا مُنذُ الوِلادَةْ
وكم في النَّاسِ من طَبعٍ حَميدٍ
يُعَكِّرُ صَفوَهُ طُولُ الإشَادَة
جَميلٌ أن أرى في الليلِ نَجمًا
يَلوحُ بِضَوئِهِ دَربُ السَّعَادَة
ويَمسَحُ من وجوه النَّاسِ حُزناً
أحَاطَ رِقَابَهُم مِثلَ القِلادَة
فهل ياليلُ من صُبحٍ قَريبٍ
لِيَبلُغَ كُلُّ مُشتاقٍ مُرَادَه!!
أنَا مَازلتُ تَغمُرُني الأمَاني
ولكنْ آفَتِي ضَعفُ الإرادة
سعيتُ لوصلِهَا نَشوانَ دَهراً
كسعي أعِزَّة في الحقِّ سَادَة
أطوفُ ربوعَهَا شرقًا وغربًا
وأنشدُ هائمًا في حُسْنِ غادة
ولكنْ رَغمَ فقري واغترابي
ورغم تَطَلُّعي نحو الرِّيادة
بريدُ الحَظِّ لم يَعرف طريقي
وليس بصاحبي رَغمَ الإجادة
أمُرُّ أمَامَهُ صُبحًا وليلا
ليَلحَظَ شَاعراً وَيَرَى جِهَادَه
تُضيء حُرُوفُهُ في كُلِّ سَطرٍ
ليَكتُبَ بالدَّمِ القَاني مِدَادَه
فَهَل أمضِي عن الدُّنيَا سَعيداً
إذا ما الشِّعرُ قد أقصَى حِيَادَه
فإمَّا أن أعيشَ به عزيزا
وإما أن أنالَ به الشَّهَادَة!