أيَا أنس الشريف لسوف تبقى
وذكرك في سماء المجد يرقى
أيا أنس الحقيقة عشت حُرًّا
تَحَدَّيْتَ العدا وكسرت طوقا
فكم سَلَطَّتَ أضواءً فلاحت
جريمة معتدٍ يطغى فيشقى
كشفت جنونه لعيون راءٍ
وكنت لساننا الفيَّاض صدقا
بغزة كم صمدت بوجه خصم
فلم تجزع ولا زيفت حقا
يٌهددك العدو فلا تُبالي
ونحو شهادة تزداد شوقا
فتصبح في ربوع القدس رمزًا
لمن قد هام بالأوطان عشقا
وصوت الحق يقتحم البوادي
وينتشر الصدى غربا وشرقا
نحيل الجسم كم واجهت هولا
وقلبك كان في البأساء أنقى
هرعت إلى الحوادث حيث تجري
ولم تخش الذي في الروع تلقى
فأنت الآن إعلام بحقٍّ
بأن الموت صار الآن عتقا
وإعلام بأن النصر غرس
بسيل دمائنا الدَّفاقِ يُسْقى
فيا أنس المجاهد صرت دوحا
وجذرك في المدى يزداد عُمْقا.
قرير العين نم بعد اصطبار
ٍوما تلقاه عند الله أبقى
وعند الله للشهداء دار
فبشرى من بها المختار يلقى
فيا من ظن أن القتل ردع
وردد زعمه في الأرض حمقى
سينبتُ من دما الأحرار جيل
ٌيسابق للفدا والبذل سبقا
غدا أنسٌ سيولُد مِن جديدٍ
فينقذ مِن بحار الوهم غرقى
وتبتسم المُنى بعطاء شعبٍ
يشق الدرب للماضين شقّا