انتقد مغردون فلسطينيون عجز الولايات المتحدة والأطراف الدولية الفاعلة عن توقف الحرب المستعرة منذ أكثر من عام ونصف على قطاع غزة، رغم قدرتهم على إنهاء الحرب بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وإيران في غضون أيام.
وانتهت الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران سريعا بفضل وجود إرادة سياسية واضحة من جميع الأطراف مدفوعة بمصالح إقليمية ودولية، رغم التصعيد والقصف المتواصل على مدار 12 يومًا بين الطرفين.
وحصدت الحرب الدائرة على قطاع غزة، أرواح أكثر من 55 ألف شهيد من الأبرياء، وسط تفاقم المجاعة وانهيار شبه كامل للبنية التحتية في غزة، في وقت تعجز فيه كافة المنظمات والحكومات عن إدخال المساعدات الغذائية للمستضعفيين العزَّل داخل القطاع.
وغَّرد أحد النشطاء عن هذا الواقع المؤلم بقوله “كل الحروب تبدأ وتنتهي، إلا حرب الإبادة ضد غزة. نحن نموت منذ سنتين، ولا شيء يتغير!”.
واستنكر أحد المغردين استمرار الحرب على غزة، في ظل انتهاء الحرب بين إسرائيل وإيران، قائلا “كل الحروب بدأت وانتهت بسرعة، يتدخل العالم بأكمله وتُحسم خلال أيام إلا الحرب على غزة. طيب وإحنا؟ مين بدو يحلّنا؟”.
كما تساءل العديد من النشطاء عن أسباب سرعة تدخل القوى الدولية لإنهاء صراعات معينة، بينما يُترك الفلسطينيون وحدهم يواجهون آلة الحرب الإسرائيلية: “كيف تُوقف الحروب في أيام قليلة؟ كيف يتحدثون عن المدنيين هناك، ويوقفون الحروب لأجلهم، بينما غزة لا تجد من يوقف نزيفها؟”.
صاحب حساب “رأس حربه” كتب يقول :” نتنياهو مستعجل يخلص الحرب مع حزب الله ومستعجل يخلص الحرب مع إيران بأسرع وقت.. لكن حرب غزة؟ هو الوحيد اللي مو مستعجل يوقفها، مع إنها لو توقفت ممكن تنقذ حياة الملايين من الابرياء، بس واضح إنه قاعد يستخدم الحرب كورقة سياسية لمصلحته، مو عشان أمن الناس”.
ناشط آخر كتب يقول :”بقيت غزة وحيدة، تنام جائعة وتنهض في بركة دم.. يا الله مالنا غيرك”.
مراقبون للمشهد السياسي يعتقدون أن حرب الإبادة في قطاع غزة لن تتوقف إلا بحراك شعبي شامل في كافة بلدان العالم، وفي الداخل الفلسطيني ومدينة القدس والضفة الغربية، للضغط على الحكومات العربية والدولية باتخاذ رد فعل حاسم وسريع تجاه المذابح اليومية التي ترتكب في قطاع غزة.
ويبقى قطاع غزة هو المنطقة الوحيدة التي لم تنجح أي قوة دولية أو إقليمية في فرض وقف العدوان عليها، بل على العكس، فإن معاناة سكانها تتفاقم مع اشتداد الحصار وتدهور الأوضاع المعيشية والإنسانية يومًا بعد يوم نظرا لشدة القصف الصهيوني.
مأساة عائلات أهالي الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس، لا تزال أيضا في آخر اهتمامات حكومة بنيامين نتنياهو، ولذا فإنهم طالبوا أيضا بضرورة أن يشمل اتفاق وقف إطلاق النار مع إيران وقف الحرب على قطاع غزة مقابل الإفراج عن الأسرى.
ودعت العائلات في بيان اليوم الثلاثاء، الحكومة الإسرائيلية إلى محادثات سريعة تفضي إلى عودة كل الأسرى وإنهاء الحرب بغزة.
وأضافت “من يستطيع تحقيق وقف إطلاق النار مع إيران يستطيع أيضا إنهاء الحرب في غزة”.
وتابع البيان “بعد 12 يوما وليلة لم يتمكن فيها شعب إسرائيل من النوم بسبب إيران يمكن أخيرا العودة لعدم النوم بسبب المختطفين، عملية 12 يوما انتهت، والآن حان الوقت لإنهاء حرب الـ627 يوما وضمان تحقيق انتصار إسرائيلي”.
وأكدت العائلات أن “الإنجازات المحققة في إيران مهمة ومباركة، وتتيح إنهاء الحرب من موقف قوة”، وأضافت “لا يمكن تصور أن تعود إسرائيل إلى الوحل الغزاوي بعد عملية مشرّفة في إيران وإلحاق ضرر هائل وقاطع بالمحور الإيراني، هذا يتعارض مع كل منطق وكل مصلحة إسرائيلية”.
واعتبرت العائلات أن إنهاء العملية في إيران دون استغلالها لاستعادة جميع الأسرى الإسرائيليين “سيكون فشلا سياسيا خطيرا”
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أعلن في وقت متأخر من يوم أمس الإثنين، عن اتفاق تام بين إسرائيل وإيران على وقف إطلاق نار كامل وشامل، يدخل حيز التنفيذ بدءا من السابعة من صباح اليوم الثلاثاء بتوقيت مكة المكرمة، مضيفا أن وقف إطلاق النار يدوم أولا 12 ساعة، ثم ستعد الحرب منتهية رسميا بين الطرفين.